
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إليـكَ أبـا عَبْـدِ الإلهِ على النَّوى
مُطَالَعـةً كـادت تَنـوبُ عـن القـرب
وطيــبَ ســَلامٍ ودَّتِ الــرَّوْضُ أنَّــهُ
شَذاها بما فيها من الماءِ والعشبِ
بعثـت بـه طيـفَ الخيـالِ ولم يكن
لِيَسـْلُكَ بين الهُضْبِ والموجُ كالهضب
وَهَبْـهُ مضـى قِـدْماً ولـم يَثْنِ عَزْمَهُ
غــواربُ خُضــْرٌ تُتَّقَـى بِـذُرى شـهبِ
وبيـدٌ كأيـامِ الصـدودِ ترى الضحى
بهـا شـاحباً لا مـن شـكاةٍ ولا حُـبِّ
فـأنَّى لـه ليـلٌ يفـي طـولَ عمـره
بمطلبـه السـامي وَمَركَبـهِ الصـّعْب
وَهبْــهُ دنــا حتَّــى رآكَ وأفْرَجـتْ
لـه عَنْـكَ أيَّامُ النَّوى ودُجى الخطب
فَكيــفَ يُــؤدي مــا تحمَّلــهُ بلا
لســانٍ ويَحْـوي مـا تَقُـولُ بلا لـبِّ
أمَـولايَ دَعْـوى لـم أزلْ مذْ نويتها
أُخاصـِمُ فيهـا أسـْعُدَ الأنجمِ الشهب
لعلَّــك قـد أشـجتْكَ أُخْـرى شـكايةٍ
قضــيتُ بأولاهـا نحيـبيَ أوْ نَحْبِـي
رفعـتُ بهـا صـوتاً إذا شئتُ أحرقت
بلا بِلُـهُ مـا انهلَّ من دمعيَ السكب
وبيــن أميــر المـؤمنين وبينـه
مُضـَايَقَةُ الحُجَّـاب أو هَيْبَـةُ الحجب
وأنـــت قــديماً كنــتَ أوَّلَ رائشٍ
لِـذِكْرِيَ حتَّى طار في الشرق والغرب
ومـن لـي بأخرى مِثْلِها أنتحي بها
صـُرُوْفَ الليـالي وهـي آمنةُ السرب
لعلِّـيَ أنْ أسـْطُو علـى الدَّهْرِ سَطْوَةً
بِمُنْصــَلِتٍ ممــا يُحِـلُّ ومـا يَسـْبي
ترجم له ابن بسام في الذخيرة وأورد نماذج من ترسله وشعره وكناه أبا جعفر قال:له أدب بارع، ونظر في غامضه واسع، وفهم لا يجارى، وذهن لا يبارى، ونظم كالسحر الحلال، ونثر كالماء الزلال، جاء في ذلك بالنادر المعجز، في الطويل منه والموجز؛ نظم أخبار الأمم في لبة القريض، وأسمع فيه ما هو أطرف من نغم معبد والغريض. وكان بالأندلس سر الإحسان، وفردا في الزمان، إلا أنه لم يطل زمانه، ولا امتد أوانه، واعتبط عندما به اغتبط، وأضحت نواظر الآداب لفقده رمدة، ونفوس أهله متفجعة كمدة. وقد أثبت ما يشهد له بالإحسان والانطباع، ويثني عليه أعنة السماع.