
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طَلَبَــتْ غِـرّةَ الزمـانِ الجمـاد
نعـم حِـبُّ الربـى وريُّ الوهـاد
وأصــاخت إلـى الجنـوب تَقَصـَّى
أَثَـرَ الجـدب فـي أقاصي البلاد
كُلّمــا عَرَّجَــتْ بـوادٍ مـن الأر
ض حــداها فحثّهــا ذكــر واد
ديمــةٌ سـمحةُ القيـاد تنـاهى
ريقُهـا المحلَ وهو شوك القتاد
لــو أَطــافَتْ لأطفــأتْ حُرَقـاتِ
الوَجْـدِ بيـنَ القُلـوب والأكباد
أو تـأتي لهـا الزمان لسامته
ارتجــاع الأرواح فـي الأجسـاد
ربَّ مُســـتْوفَزٍ أقـــرَّ حشـــاهُ
هَــوْلُ ذاك الإبــراقِ والإرْعـادِ
وكظيـمٍ قـد نفَّـسَ الكـربَ عنـه
ضــَحِكٌ فــي بُكـائِهِ المُتَمـادِي
حَمَلَـتْ صـَوْبَها النهـائمُ غَـوْراً
فكفيــنَ البلادَ حَمْــلَ المـزاد
وكسـتْ عشـبَها النجـود رياضـاً
فجعلـنَ الأمحـال خَلْـعَ النجـادِ
فبعينيــكَ هـل تـرى غيـر داعٍ
أو مجيـــبٍ أو رائحٍ أو غــاد
أو مُنَــاخٍ أو مَسـْرَحٍ أو مَقِيـلٍ
أو خــبيب أو مَلْعَـبٍ أو نـادي
أو رعيــلٍ يصـاولونَ الرزايـا
بين مَجْرَى الفنا وَمُجْرَى الجياد
ترجم له ابن بسام في الذخيرة وأورد نماذج من ترسله وشعره وكناه أبا جعفر قال:له أدب بارع، ونظر في غامضه واسع، وفهم لا يجارى، وذهن لا يبارى، ونظم كالسحر الحلال، ونثر كالماء الزلال، جاء في ذلك بالنادر المعجز، في الطويل منه والموجز؛ نظم أخبار الأمم في لبة القريض، وأسمع فيه ما هو أطرف من نغم معبد والغريض. وكان بالأندلس سر الإحسان، وفردا في الزمان، إلا أنه لم يطل زمانه، ولا امتد أوانه، واعتبط عندما به اغتبط، وأضحت نواظر الآداب لفقده رمدة، ونفوس أهله متفجعة كمدة. وقد أثبت ما يشهد له بالإحسان والانطباع، ويثني عليه أعنة السماع.