
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَغَمْـــزُ عُيُــونٍ وَانكســارُ حَــوَاجِبِ
أمِ الـبرقُ فـي جُنْـحٍ من الليل دَائبِ
ســرى وســرى طيـفُ الخيـالِ كلاهمـا
يَــوَدُّ لــو أنَّ الليــلَ ضــَرْبَةُ لازب
وفـي مضـجعي أَخْفَى على العينِ منهما
وأَثْقَــبُ فـي أَجـوازِ تلـكَ الغيـاهب
لقــىً غيــرَ نفـسٍ حُـرَّةٍ نـازعت بـه
نجـومَ الـدُّجى مـا بيـن سـارٍ وسارب
معـــــودةٍ ألاَّ تطبِّـــــقَ روعــــةٌ
بهـا مـذهباً والمـوت شـتى المذاهب
إليـكَ ابـنَ حمـدينٍ وإنْ بَعُـدَ المَدَى
وإن غَرَّبَـت بـي عَنْـكَ إحـدى المغارب
صـــبابةَ ودٍّ لـــم يكــدِّر جِمَــامَهُ
مُـرُورُ الليـالي وازدحـامُ الشـَّوائِبِ
وذكــرى عَســَاها أن تكــونَ مَهَــزَّةً
تــردُّ علــى أَعقــابِهِ كُــلَّ شــاغب
بآيــةِ مــا كـان الهـوى مُتَقَاربـاً
وخَطَـــوْيَ فيــه ليــسَ بالمتقــارب
أُمُخْلِفَــةٌ تلــك الوســائلُ بعــدما
شــَدَدنا قُوَاهـا بـالنُّجومِ الثَّـواقب
وكــم غَـدْوَةٍ لـي فـي رِضـَاكَ ورَوَحَـةٍ
علــى مَنْهَــجٍ مــن سـُنَّةِ البِـرِّ لازب
ليــاليَ لـم تمـشِ الأخـابيث بيننـا
بمــا كـادَ يسـتهوي حُلُـومَ الأطـايب
ولـــــــم يُرِجفُــــــوا فــــــي
بصــــمانة يَنْمُوَنَهــــا وأشـــائب
وأيـامَ لـم يَجْـنِ الـدَّلالُ على الهوى
هنـاتٍ جَنَـت عُتْـبى علـى غيـر عـاتب
أفــالآن لمــا كنــتُ أحكــمَ قاصـدٍ
وَســـَرَّك أنـــي جئتُ أصــْدَقَ تــائب
ولــم يبــقَ إلا نزغـة ترتقـي بهـا
شـياطينُ تَخْشـَى القَـذفَ مـن كلِّ جانب
أَضــعتَ حُقُــوقي أو حقــوقَ مــودتي
فــدونكها أعجوبــةً فــي الأعــاجب
وَفَجَّعْــتَ بــي حيّــاً نــوادبَ كلمَّـا
تـــذكرنني أســْعَدنَ غيــرَ نــوادب
وقــال العـدا ليـلُ الخمـولِ أَجَنَّـهُ
علـى رِسـْلِهِم إنِّـي عِيَـاضُ بـنُ ناشـب
فلا تتبـــاهى بــي صــدورُ مَجَــالسٍ
أَســـُرُّكَ فيهــا أو صــدورُ مــواكب
وَأصـبحتُ لا يَرتَـاعُ مـن خَـوفِ سـَطْوَتي
عَــدوُيِّ ولا يرجــو غَنَــائيَ صــاحبي
ولا يتلقَّـــاني العُفَـــاةُ كأنمـــا
أَهَلُّــوا بمنــلٍ مــن الغَيْـث سـاكِب
ولا أَمــــتري أخلافَ كــــلِّ مُرِنَّـــة
بأيــدي صــَبَا مـن عزمـتي وَجَنَـائب
أُعــــاتِبُ إدلالاً وأعْتِــــبُ طاعـــةً
وحســْبُكَ بــي مــن مُعتْــب وَمُعَـاتب
أبــوءُ بــذنبي ليـس شـعري بمقتـضٍ
عُلاكَ ولــــو فَقَيْتُـــهُ بـــالكواكب
ولكنَّـــهُ مـــا أَســـتطيعُ وَعُــوذَةٌ
لِفَضـــْلِكَ إلا نَمْــحُ ذنــبي تُقــارب
ويجحـــدُكَ الحســَّادُ أَنّــك ســُدْتَهُمْ
علــى شــاهدٍ ممـا انتحيـت وغـائب
وقــد وقفـوا دون الـذي عـزَّ شـأوه
بأنفســهم أو بــالظنون الكــواذب
غضـاباً علـى مَـنْ ناكرَ الدهرَ بينهم
وقـــد عَرَفــوه بيــنَ راضٍ وغاضــب
سـراعاً إلـى الـدنيا وحيثُ بدا لهم
ولــو أنَّـه بيـنَ الظبـا والضـرائب
إذا المرءُ لم يَكْسِب سوى المالِ وحده
فـــــألأمُ مَكْســــُوبٍ لألأمِ كاســــب
عجبـتُ لمـن لـم يَقْـدُرِ الـتربَ قَدْرَهُ
وقـد تـاهَ فـي نَقْدِ النجومِ الثواقب
ومــن لــم يــوطِّن للنـوائبِ نَفْسـَهُ
وقــد لــجَّ فـي تعريضـها للنـوائب
أعِــد نظــراً فيهـم وفـي حرمـاتهم
وإن لـم يُعيـدوا نظـرةً في العواقب
وكُـن بهـمُ أَدنـى إلـى الرشـد منهمُ
تكْــن هــذه إحــدى عُلاك العجــائب
لعلهـــمُ والـــدهرُ شــتَّى صــُرُوفُهُ
وَمَجْــدُكَ أولــى بارتقـاءِ المراتـب
قـد انصـرفت تلـك الهمـومُ لواغبـاً
إلـى المقصـدِ الأدنـى وغيـرَ لـواغب
وثــابت حلــومٌ ربمَّــا زال يَــذْبُلٌ
وزالَ ســـُهَيْلٌ وهــي غيــر ثــوائب
وَأَيقَــنَ قــومٌ أنهــا هــيَ ترتمـي
بهــم بيــن مجنــوب إليـك وجـانب
وألقَــوا بأيــدٍ صـاغرينَ وأخْلَصـُوا
ضــمائرَ مكــذوبِ المُنَـى والتجـارب
وأهــونُ مغلــوبٍ علــى أمـرِ نفسـِهِ
مـن النَّـاسِ مَـنْ لا يَتَّقـي بـأسَ غالب
إليــك ابــنَ حمـدينٍ نصـيحةَ مُشـْفِقٍ
تَنَحَّلَهــا أثنــاءَ تلــك النــوائب
برغمــي ورغــمِ المكرمــات تَقَضـَّبَتْ
حِبَــالٌ بأيـدي الحادثـاتِ القواضـب
ورغـــمِ رجــالٍ علَّمَتْهُــمْ ذنــوبُهُمْ
حِــذَارَ الأعـادي واحتقـارَ المصـائب
قَضــَوْا نحبهـم إلا أسـىً غَيْـرَ نـافعٍ
علـى ذاهـبٍ مـن أمءرِهِـمْ غيـرِ ذاهب
يلــوذون منــه بالخضــوع مُــرَدَّداً
إذا عزَّهــم فيـضُ الـدموع السـواكب
فــإن تَنْتَصــِف منهــمْ فأَعْـذَرُ آخـذٍ
وإن تتـــداركْهُمْ فـــأَكرمُ صـــاحب
ترجم له ابن بسام في الذخيرة وأورد نماذج من ترسله وشعره وكناه أبا جعفر قال:له أدب بارع، ونظر في غامضه واسع، وفهم لا يجارى، وذهن لا يبارى، ونظم كالسحر الحلال، ونثر كالماء الزلال، جاء في ذلك بالنادر المعجز، في الطويل منه والموجز؛ نظم أخبار الأمم في لبة القريض، وأسمع فيه ما هو أطرف من نغم معبد والغريض. وكان بالأندلس سر الإحسان، وفردا في الزمان، إلا أنه لم يطل زمانه، ولا امتد أوانه، واعتبط عندما به اغتبط، وأضحت نواظر الآداب لفقده رمدة، ونفوس أهله متفجعة كمدة. وقد أثبت ما يشهد له بالإحسان والانطباع، ويثني عليه أعنة السماع.