
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
غنينَــا بــآل الحضــرميِّ وإنمــا
غَنينــا بآثـارِ السـّحابِ المـواطرِ
بكــلِّ فــتىً كالسـّيف إلا ارتيـاحَهُ
لِطَلْعَــةِ شــاكٍ أو لنَغْمَــةِ شــاكر
كريــمِ المسـاعي هـزَّ عِطْفَـيَّ عطفُـهُ
إلــى أثَــرٍ مــن مجــدهِ ومــآثر
بنــىً شــادها عيسـى وشـاد محمـد
فيـا فَلَـكُ امسـكها بفلـك المفاخر
ضـــراعةَ مــأمورٍ هفــا متعمــداً
فصــاغ لهــا مــن درِّهِ لفـظَ آمـر
فلا ذنـبَ لـي إن لـم أكـنْ جدَّ عالمٍ
علـى أيّكـمْ نبـدا بِثَنْـي الخنَاصـر
بهاليـلُ مـن قحطـانَ ساروا بذكرهمْ
إلـى مَثَـلٍ فـي الجودِ والبأسِ سائر
هــم جَنَبُوهــا بيــن بُصـْرى وَجِلَّـقٍ
ضـــوامرَ زَجُّوْهَــا وغيــرَ ضــوامر
ليــاليَ اعطوهــا ســليحَ إتــاوةً
جَـرَتْ مثلاً أُخْـرَى الـدهورِ الـدواهر
وهــمْ ذَعَــرُوا أفنـاءَ عـكٍ بوقعـةٍ
أدارتْ علـى همـدانَ إحـدى الدَّوَائرِ
وهــمْ زحمـوا أرضَ الحجـاز بزحمـةً
بـبيض الظُّبـا والراعفـاتِ الشواجر
وهــمْ ملأوا نجــداً شـَمَاماً وَنَجْـدَةً
وِرِقَّــــةَ آدابٍ وطَيــــبَ عَنَاصـــر
لهــمْ أجــأٌ يحميــه زيـدٌ وحـاتمٌ
بِشــَدِّ المـذاكي أو بشـدِّ المَغَـافر
وَجِلَّـقُ فـي سـلطانِ عمـروِ بـن عامرٍ
وكـم لهـمُ مِـنْ مثـلِ عمرو بن عامر
وطيبــةُ ممــا أنزلتْــهُ ســيوفهم
فهـل مـن مُبـاهٍ أو فَهَـلْ مِنْ مفاخر
ليــاليَ طــابتْ ســُبْلها وَشـِعَابُها
بـــأكرمِ منصــورٍ وأكــرمِ ناصــر
بِحيَّيـنِ مـن أبنـاءِ قَيْلـةَ أقْـدَمُوا
علـى الموتِ إقدامَ الليوثِ الخوادر
ســــخاؤهُمُ ظـــلٌّ لكـــلِّ مُهَجّـــرٍ
وبأســـُهُمُ أمـــنٌ لكـــلِّ مُهَــاجر
وفـي كـلِّ أرضٍ بلّغـوا المجـد حقـه
بحـدِّ العـوالي واحتمـال الجـرائر
ولا مثـــلَ عيســى منهــمُ ومحمــدٍ
طهـــارةَ أثــوابٍ وحُســْنَ منــاظرِ
ونعـم الفَتَـى إن أخلفَ الغيثُ مالكٌ
قِـرَى النازلِ الثّاوي وزادُ المسافر
لـك الفضـلُ فـي مـا صـُغْتُهُ وَصنَعْتهُ
ومــا شــاعرٌ لـم يَمْتَـدِحْك بشـاعر
حــذوتَ مثـالاً فـامتثلت فـإن أُجِـدْ
فلســتُ لمــا أوْلَيْتَنِيــهِ بكــافر
وعلّمتنـي كيـف المديـحُ فليـسَ لـي
ســـوى فِقَــرٍ للحاســدينَ فــواقر
فــإن تكـنِ الأبصـارُ تُجْلـى بإثْمِـدٍ
فــإنّ المعــالي إثمــدٌ للبصـائر
تَرَفّـقْ فقـد سـالت بوسـعي وطـاقتي
غـواربُ مـن تلـك البحـار الزواخر
أَنَحْســـبني أســطيعُ جــودَكَ كُلَّــهُ
لـك اللـهُ دعنـي من لساني وناظري
شــَكَرْتُ ولكــنْ أيــنَ منـي مـواهبٌ
بــواطنُ قــد أتْحَفْتهــا بِظَــواهرِ
ملأتَ يــدي مــن كــلِّ مجـدٍ وَسـُؤْدَدٍ
وأبقيــتَ ذكــري آيــةً للــذواكر
وَرِشــْتَ جَنَـاحي بـالمواهبِ واللُّهَـا
فطــار بهــا حظّــي ولسـتُ بطـائر
وأعليــتَ قَـدْري أو نهضـْتَ بقـدرتي
فلا أمْـرَ لـي إن كنـتُ أضـعفَ قـادر
وأنـت الغمـامُ الجَـوْدُ يُرْجَى وَيُتقَى
علــى بــدَرٍ مــنْ صــَوْبهِ وبَـوَادِر
مكــارمُ تَنْــدَى أو مَكَـارِمُ تَلْتَظِـي
توارثْتُموهَــا كــابراً بعـدَ كـابر
وكـم لـكَ مِـنْ مَـنٍ رَجَعْـتَ به المنى
ســوافرَ تُــزْري الخـدود السـوافر
نظمــتَ بهــا شـَمْلي وكنـتُ نَـثرتُهُ
علــى خُطَّــةٍ فـي كـفِّ أخْـرَق نـاثر
ثلاثُ أثــافِي نــارِ صــدريَ أُضـْرِمَتْ
علــى واردٍ مـن هـمِّ صـَدْري وصـادر
ينـامون عـن ليـلِ التمـامِ أبِيتُـهُ
كــأني قطــاةَ فـوق فتخـاءَ كاسـِرِ
وأُخْـرَى كريعـانِ الشـَّبابِ اسـتحثَّها
نـداءُ المنـادي بـالخليطِ المجاور
وبالظـاعنين المسـتقلين إذ غَـدَوْا
بـــأفئدةِ العُشـــَّاقِ لا بالأَبــاعر
وقــد قَرَّبـوا أجْمَـالَهُمْ يُوْطِئُونهـا
بيــاضَ خــدودٍ أو ســوادَ نــواظر
تقـول وكـفُّ الـبين حَيْـرَى بجيـدها
وكـــلٌّ بكـــلٍّ ســادرٌ أوْ كَســَادر
فقلـتُ لهـا يَقْضـِي الذي كان قاضياً
فَسـِيَّانِ إنْ حـاذرتِ أو لـم تُحَـاذري
ثقــي بــابنِ عيسـى مالـكٍ ومحمـد
بجــبرِ كســيرٍ أو إقالــةِ عــاثر
ســِرَاجَا المعــالي أشـْرَقَا فَتَكفَّلا
لمـا غـارَ من تلك النجوم الغَوَائر
إليــكَ أبــا عبــدِ الإلـهِ ألوكـةً
ســهرتُ لهـا والنجـمُ ليـس بسـاهر
من اللائي صارتْ أسوةَ الشعر مذ بدت
أصـابت لهـا فضـلاً علـى كـلِّ شـاعر
ترجم له ابن بسام في الذخيرة وأورد نماذج من ترسله وشعره وكناه أبا جعفر قال:له أدب بارع، ونظر في غامضه واسع، وفهم لا يجارى، وذهن لا يبارى، ونظم كالسحر الحلال، ونثر كالماء الزلال، جاء في ذلك بالنادر المعجز، في الطويل منه والموجز؛ نظم أخبار الأمم في لبة القريض، وأسمع فيه ما هو أطرف من نغم معبد والغريض. وكان بالأندلس سر الإحسان، وفردا في الزمان، إلا أنه لم يطل زمانه، ولا امتد أوانه، واعتبط عندما به اغتبط، وأضحت نواظر الآداب لفقده رمدة، ونفوس أهله متفجعة كمدة. وقد أثبت ما يشهد له بالإحسان والانطباع، ويثني عليه أعنة السماع.