
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عِتــابٌ علــى الـدُّنيا وَقَـلَّ عِتـابُ
رضــينا بمــا تَرْضـى ونحـنُ غِضـابُ
وقـالتْ وأصـغينا إلـى زُورِ قولهـا
وقــد يَســْتَفِزُّ القـولُ وهـو كـذابُ
وَغَطَّــتْ علــى أبصــارِنا وقلوبِنَـا
فطــالَ عليهـا الحَـوْمُ وهـي سـَراب
ودانــت لهــا أفواهُنَـا وعقُولنَـا
وهــل عِنْــدَهَا إلا الفنــاءُ ثـواب
وتلـــك لعمــرُ ا أمــا ركوبُهَــا
فَهُلْــــكٌ وأمــــا ُحكْمُهَـــا فَغِلاب
نلـــذُّ ونلهــو والأعــزَّةُ حولهــا
رُفَــاتٌ ونبنــي والــديارُ خــراب
وَتخْــدَعُنَا عمــا يُـرَادُ بنـا منـىً
لبحــرِ المنايــا دونهــنَّ عُبَــاب
ونغتنـــمُ الأيــامَ وهــيَ مصــائبٌ
لهــــنَّ علينــــا جيئةٌ وَذَهـــاب
بكـتْ هنـدُ مـن ضِحْكِ المشيب بمفرقي
أَمَــا عَلِمَــت أنَّ الشــبابَ خِضــَاب
وقــالت غُبَــارٌ مـا أَرى وتجـاهلت
وليــس علــى وَجْـهِ النّهـارِ نِقَـاب
هـل الشـيبُ إلا الرُّشـْدُ جلَّى غوايتي
فأصـــبحتُ لا يَخْفَــى علــيّ صــواب
وَأَصـــْبَحَ شــيطاني يَعَــضُّ بنــانَهُ
وقــد لاحَ دونــي للقَــتيرِ شــِهَاب
أأعفـو لِصـَرفِ الـدَّهْرِ عـن هَفَـوَاتِهِ
علــى حيــنَ لا يــأتي علـيَّ عِقَـاب
وأتركُـــهُ يَمْضــي علــى غُلَــوَائِهِ
وقــد قَــلَّ إعتــابٌ وطــال عتـاب
بــرئتُ مـن العليـاءِ إن لـم أردَّهُ
ولــي ظُفُــرٌ قـد عَـاثَ فيـه ونـاب
وإن لـم أنَهْنِـه مـن شـَبَاهُ بِعَزَمَـةٍ
تَــذِلُّ لهــا الأِشــياءُ وهـي صـعاب
وقائلــةٍ مـا بـالُ حمـصٍ نَبَـت بـه
وَرُبَّ ســـؤالٍ ليـــس عنــه جــواب
نبـت بـي فكنتُ العُرفَ في غيرِ أهلْه
يعــودُ علــى أهليــه وهـو تَبَـاب
فبـالله مـا استوطَنْتُها قانعاً بها
ولكنَّنـــي ســـيفٌ حـــواهُ قِــراب
أيُغْضـِبُ حُسـَّادي قيـامي إلـى العُلا
وقــد قعَـدوا لمـا ظفـرتُ وخـابوا
وَأروَعَ لا ينـــأى علـــى عَزَمَــاتِهِ
مَـــرَامٌ ولا يُخْفِــي ســَنَاهُ حِجَــاب
من الحضرميّين الأُولى أحْرَزوُا العلا
بَنَـوا فأطـالوا أو رَمْـوا فأصابوا
مـن المـانعينَ الـدهرَ حوزةَ جارِهِمْ
وأشــلاؤهُ بيــن الخُطُــوبِ نهضــاب
هـمُ عَرَضـُوا دون المعـالي فأصـْبَحَت
مطــــالبَ لا يــــدنو لَهُـــنَّ طِلاَب
وهـم جَنَحـوا بـالمعتفين إلـى ندىً
هــو القَطْـرُ لا يـأتي عليـه حسـاب
سـجايا علـى مـرِّ الليـالي كأنَّمـا
هــي المُــزْنُ فيــه رحمـةٌ وعـذاب
مــواردَ فيهــا ســَمُّ كــلِّ مُعَانـدٍ
ولكنهــــا للمُســــْتَقِيدِ عـــذاب
تُخَــوِّفُني صـَرفَ الزمـانِ وقـد حَـدَث
برحلـي إلـى ابـنِ الحَضـْرَمِيِّ ركـاب
إذا اللــه سـنَّى لـي لقـاءَ محمـدٍ
تفتَّـــحَ دونـــي للســماحةِ بــاب
فـتىً لـم تُسـَافِر عنـه آمـالُ آمـلٍ
وكـــان لهـــا إلاَّ إليــه إيــاب
ولا ظَمِىــءَ العلــمُ المُضـَيَّعُ أهْلُـهُ
فســـاغ لـــه إلا لـــديه شــراب
لـهُ هِمَـمٌ في البأسِ والجودِ والندى
لهــا فـوق أثْبـاجِ النجـوم قبـاب
وَأقْســِمُ لــولا مـا لَـهُ مـن مـآثرٍ
لأصــبح رَبْعــث المجـدِ وهـو يَبَـابُ
مــآثرُ هــنَّ المجـدُ لا كسـبُ درهـمٍ
وهــنَّ المعــالي لا حُلَــىً وثيــاب
يغيــظُ العــدا منــه أغـرُّ حُلاحِـلٌ
أشـــمُّ طُــوَالُ الســاعدين لُبَــاب
ولا عَيْــبَ فيــه لامرىـءٍ غيـر أنَّـه
تُعَــابُ لــه الـدنيا وليـس يُعَـابُ
هـو الأسـَدُ الـوَرْدُ الـذي سار ذِكْرُهُ
وليـــسَ لــه إلا البَســَالَةُ غــاب
تَبَــوَّأ مــن دارِ الخلافــةِ مَقْعَـداً
لــه فيـه عَـنْ حُكْـمِ القضـاءِ مَئاب
تبــاهَتْ بـه منـذُ اسـتقلَّ بأمرهـا
كمــــا تتهـــادى لِلْجلاءِ كَعَـــابِ
سـَلِ الـدينَ والدنيا هل ابتهجا به
كمـا انجـابَ عـن ضوءِ النهار ضبابُ
نَضــَاهُ أميــرُ المــؤمنين مُهنّـداً
لــه الحِلْـمُ مَتْـنٌ والمضـاءُ ذُبَـاب
لـه المَثَـلُ الأعلـى مَعـاداً ومبدءاً
وللحاســدِ العــاوي حصــىً وتـراب
ألانــتْ لــك الأشـياءَ وهـي صـليبةٌ
عـــزائمُ فـــي ذات الإلــه صــِلاب
إليـك أبيَّاتـاً مـن الشـِّعْرِ قُلْتُهَـا
بُـــودِّيَ لَــوْ أنــيِّ لهــنَّ كتــاب
فـــإن تَتَقَبَّلْهَــا وتلــك مطيــتي
فيــا مَـنْ رأى خطبـاً ثنـاه خطـاب
وهـل أنـا إلا الـروضُ حيَّـاكَ عَرْفُـهُ
وقــد بَــاكَرَتْهُ مــن نَـدَاكَ سـَحَاب
ومـن يُثْـنِ بالصـُّنْعِ الجميـلِ فـإنَّه
شــَكُورٌ ولا مثــلَ المزيَــدِ ثــواب
وهــل أنـا إلا عبـدُ أنْعُمِـكَ الـتي
هــي الأريُ إذ كــلُّ المـواردِ صـَاب
ومـا شـهدَ المجـدُ الـذي أنـت سرُّه
فإنـــك بحـــرٌ والكــرامُ ســَرَاب
وهـا أنـا يـا رِضـْوَانُ باسمك هاتفٌ
فهـل لـي إلـى دار المُقَامَـةِ بـاب
وهـل يُـدْرِكُ الحسَّادُ غَورَكَ في العُلا
وإن طــــالَ مَكْـــرٌ منهـــمُ وخِلاَب
إذا نافسـُوكَ المجـدَ كنـتَ غضـنفراً
إذا زار لــم تَثْبُــت عليــه ذِئاب
ومــا احمـرَّ إلا مـن صـِيالِكَ مَعْـرَكٌ
ولا اخْضــَرَّ إلا مــن نَــداكَ جَنَــاب
ترجم له ابن بسام في الذخيرة وأورد نماذج من ترسله وشعره وكناه أبا جعفر قال:له أدب بارع، ونظر في غامضه واسع، وفهم لا يجارى، وذهن لا يبارى، ونظم كالسحر الحلال، ونثر كالماء الزلال، جاء في ذلك بالنادر المعجز، في الطويل منه والموجز؛ نظم أخبار الأمم في لبة القريض، وأسمع فيه ما هو أطرف من نغم معبد والغريض. وكان بالأندلس سر الإحسان، وفردا في الزمان، إلا أنه لم يطل زمانه، ولا امتد أوانه، واعتبط عندما به اغتبط، وأضحت نواظر الآداب لفقده رمدة، ونفوس أهله متفجعة كمدة. وقد أثبت ما يشهد له بالإحسان والانطباع، ويثني عليه أعنة السماع.