
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَيْنَمــا كنــتَ تُمَنَّــي وَتَعِــدْ
جــارَ بــي فيـكَ هـوايَ وَقَصـدْ
يـا جليـداً لـم يَـدَعْ لي جَلَداً
هـل لِيَـوْمِ الصـبِّ مِـنْ بُعْدِكَ غَدْ
لا أشــاجيك وقــد بَرَّحْــتَ بـي
دُوْنَـكَ اليـومَ فَـذَرْني والسـَهَد
اتئدْ مِــنْ قبـلِ أنْ تـوديَ بـي
ثــــم لا يَنْفَعُنِــــي أَنْ تَتَّئِد
نَقَـضَ العهـدَ الـذي كـانَ عَهِـدْ
لـم أَقُـلْ وَاصـَلَ حـتى قُلْـتُ صَدْ
مرحـاً بيـن النصـابي والصـبا
كلمــا لا عتبــه بــالحب جـد
هـزَّ منـه الحسـنُ يثنـي عطفـه
لـو يكـونُ الغصنُ لدناً لم يَزِد
وجلا الإدلالُ منــــه منظــــراً
قــام بالعُــذَّالِ فيــه وقعـد
وَأَدارَ المــوتَ فـي لحـظِ رشـاً
كلمـا شـاءَ انْتَحـى قلـبَ أَسـَد
يـا شـقيقَ النَّفْـسِ رأيـاً وهوىً
أنــتَ فــي قلــبيَ رُوْحٌ وجسـد
أَمُضــِيْعِي بيــنَ هَجْــرٍ ونَــوىً
وعلــى ذاك فمــالي عَنْـكَ بُـد
علَّمَــتْ عينــاكَ عينـيَّ الهـوى
فأنــا منــكَ ومنـي فـي كمـد
رامَ مــن أُبْغِــضُ منــي خُطَّــةً
طـال مـا ناضـلت عنها مَنْ أوَد
دونَ ســِرّي مــنْ حِفـاظي عَزْمَـةٌ
صــَدَرَ المِقْــدَارُ عنهــا وَوَرَدْ
قـد رميـتُ الـدَّهْرَ منْ حيثُ رَمَى
فَســـَلِيهِ أيُّنــا كــانَ أشــد
وأخـذتُ النـاسَ عـن هـاكَ وهـا
بـــالتي إلا تُجَـــوَّزْ لا تُــرَد
وطويـــلِ الليـــلِ مُســْتَوْفِزِهِ
يَتَلظَّـــى بيــن خَــوْفٍ وومــد
كلمـــا حـــدث عنــي نفســه
حـــل أثنــاء حبــاه وعقــد
قــد تَعاطَــاني وَدُونـي حَتْفُـهُ
رُبَّمـا أوْدَى الفـتى منْ حيثُ ود
يــا خليلــيَّ ولا واللــهِ مـا
طِبْــتُ نفســاً قـطُّ عنهـا لأحـد
أدركــاني مـا أرى أن تُـدْرِكا
سـَدَّت البَلْـوى مناديـحَ الجسـد
وأعِـــدَّاني لأُخْـــرى مِثلِهـــا
ليــس للإنســان إلا مــا أعَـد
لا يَغُرَّنــــكَ شــــيءٌ بـــائدٌ
إنـه لـو كـانَ شـيئاً لـم يَبِدْ
ســدَّدَ المــوتُ لأعمـارِ الـورى
فَلْيَعِـشْ مَـنْ شـاءَ مـا عاشَ لُبَد
أنـا مـن عـزِّكَ يـا يَنَّـاق فـي
ذِرْوَةِ العَلْيَـا إلى الرُكْنِ الأَشَد
أُقْتُلُــوا أَنْفُســَكُمْ يـا حُسـَّدي
قد نَمَى المالُ وقد أَثْرَى العدد
وكفــاني نُــوَبَ الــدهرِ فـتىً
لــم يــزلْ منـهُ عليهـنَّ رَصـَد
طلــبَ الســؤددَ حــتى نــالَهُ
بطــلٌ شــَيحْانُ أو خَصــْمٌ أَلَـدْ
قـلْ لمـن أَذْعَنَـتِ الـدُّنيا لـهُ
لا تَمَتَّعْــتَ بِهــا إنْ لـم تَسـُد
نعـمَ رِدْءُ المـوتِ بـأسٌ أو ردى
كلمــا أوعــدَ خَطْــبٌ أو وعـد
فــإذا لــذَّ لـك العيـشُ فَصـُلْ
وإذا أَعْجَبَـــكَ المــالُ فَجُــد
وإذا تُـــدْعَى لمجــدٍ فــاحْوِهِ
إنمــا العَـاجِزُ مَـنْ لا يَسـْتبد
كـاعتزامِ ابـنِ عبيـد اللهِ لا
هَــوَّنَ القُـرْبَ ولا هـابَ البُعُـد
طبَّـــقَ الآفــاقَ منــهُ عَــارِضٌ
ذو شــآبيبَ تَهَــادَى أو تَهُــد
فــإذا شــيتَ فشــُؤْبُوبُ حيــاً
وإذا شـــيتَ فشـــؤبوبُ بَــرَدْ
ألمعـــيٌّ والقضـــايا شـــُبَهٌ
أوْحَــدِيٌّ وصــروفُ الــدهر حُـد
قُلَّبِــيُّ القلـبِ مشـدودُ القُـوَى
لــم يَغِــبْ غــائبُهُ إلا شــَهِدْ
رابــطُ الجـأشِ وقـد جَـدَّتْ بـه
عَزَمـاتُ الـدهر مـنْ هَـزْلٍ وَجِـد
ارْجُــهُ يومــاً وَخَفْــهُ حِقْبَــةً
فبأَخطـــار العــدا راش الأوَد
وادْعُ نَجْلَيــهِ إذا لــم تَـدْعُهُ
فَعَلــى ذلــك أَنْشـَا مَـنْ وَلـد
أَســدا عرِّيســةٍ بــدرا دُجــىً
بلغـا كُنْـهَ النُّهـى قَبْـلَ الأشُد
شـدَّ هـذا فـي المعالي أزْرَ ذا
مثلمـــا نِيطَــتْ ذراعٌ بِعَضــُد
لســتُ للسـُّبَّاق إن لـم يَسـبقا
فـي مـدى كـلِّ طِـرادٍ مَـنْ طَـرَد
وطئا تُرْبـــك إنْ لــم يَرثــا
مجـدك المـوروثَ عـن جَـدٍّ فجـد
هـــذه شِنْشـــِنَةٌ مــن أَخْــزَم
وسـواءٌ مَـنْ نَفَـى أو مَـنْ جَحَـد
اقــضِ مُشــْتطاً علـى كـلِّ هـوىً
واجــرِ مُسـْتَولٍ علـى كـلِّ أمـد
إن أُصــِبْنَا فإليــكَ المُشـْتَكى
أو أَصــَبْنَا فعليــكَ المُعْتَمـد
أوْ نَبَــتْ دنيـا علـى عادتهـا
فعلــى دنيــاك نَعْلُــو وَنُعَـد
وَفِــدَاكَ اليــومَ مـن أَرْشـَدْتَهَ
فـــأَبَى إلا عِنَــاداً أَوْ فَنَــد
كـــلُّ مغلــوبٍ علــى أَكــثرِهِ
لا رأى حَزْمــاً ولا قــال ســَدَد
غـاظَهُ أَنْ لـم يَنَـلْ مـا نلتَـهُ
حيـثُ لـم يجهـدْ ومـن حيثُ جهد
يـا سـراجَ الفخـرِ يـا غـايتَهُ
دعـوةً لـم تُبْـقِ في العَيْشِ نكد
هــذه فانشــطْ إليهــا مِـدَحي
تَنْفُـثُ الآدابَ سـِحْراً فـي العُقَد
كـــلُّ عــذراءَ إذا أَهْــدَيْتُهَا
لـم تَـرِدْ قومـاً ولم تَخْصُصْ بلد
ترجم له ابن بسام في الذخيرة وأورد نماذج من ترسله وشعره وكناه أبا جعفر قال:له أدب بارع، ونظر في غامضه واسع، وفهم لا يجارى، وذهن لا يبارى، ونظم كالسحر الحلال، ونثر كالماء الزلال، جاء في ذلك بالنادر المعجز، في الطويل منه والموجز؛ نظم أخبار الأمم في لبة القريض، وأسمع فيه ما هو أطرف من نغم معبد والغريض. وكان بالأندلس سر الإحسان، وفردا في الزمان، إلا أنه لم يطل زمانه، ولا امتد أوانه، واعتبط عندما به اغتبط، وأضحت نواظر الآداب لفقده رمدة، ونفوس أهله متفجعة كمدة. وقد أثبت ما يشهد له بالإحسان والانطباع، ويثني عليه أعنة السماع.