
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا رَبْـعَ ناجِيَـةَ انْهَلَّتْ بكَ السُّحُبُ
أمَـا تَـرَى كيـفَ نابَتْ دُوْنَكَ النُّوَبُ
وعـاد قلـبيَ مِـنْ ذكـراهُ عيدُ جوىً
هـو الخيـالُ وإنْ قالوا هُوَ الطَّرَب
أبَعْــدَ حَــوْلٍ تَقَضـَّى لِلنَّـوى كَثَـبٍ
ولا الــذي بيننــا نَبْـعٌ ولا غَـرَب
أرْتَـابُ بالشـيء ممـا كنـتُ أذكره
يـا دهـرُ إنَّ أحـاديثَ المُنَـى رِيَبُ
ممــا يُبَـرِّحُ بـي حتَّـى أبـوحَ بـه
وإنْ أحـاطتْ بـيَ الأوْصـَادُ والرُّقُـب
ذكـرى إذا نزعـت قلـبي شـياطنها
فـانظر إلـى اصل دائي كيف ينسعب
وَلـي حـبيبٌ وإنْ شـَطَّ المَـزَارُ بـه
بَيْنـي وبَيْـنَ الـرَّدى فـي حُبّهِ سَبَب
وســنانُ يَكْسـِرُ جَفْنَيْـهِ علـى حَـوَرٍ
فيـه الصـَّبَابةِ جـدٌّ والهـوى لَعِـبُ
تَــزَوَّدَتْ منـهُ عَيْنـي نظْـرَة عَرَضـَا
أصــْبَحْتُ وهـي بقلـبي لَوْطَـةٌ عَجَـب
قـالوا الهوى عِيْشةٌ ضَنْكٌ فقلت لهم
لا خيـرَ فـي دَعَـةٍ لـم يَجْنِهـا تَعَب
والخمــرُ لـولا حُمَيَّاهـا وَسـَوْرُتها
لم تُغْرَسِ الكرمُ أو لمْ تعْصَرِ العِنَب
يا دولةَ الوَصْلِ هل لي فيكِ منْ أمَلٍ
هيهــاتِ ليــس لشـيءٍ فـاتَ مُطَّلَـب
كـانتْ يدَ الدهرِ عندي فاستبدَّ بها
مـا أعْلَمَ الدهرَ باسْتِرْجاعِ ما يَهَب
كـم ليلـةٍ بِتُّهَـا أجْـدُو غياهِبَهـا
ببــدرِهَا التِــمِّ لا مَيْـنٌ ولا كَـذِب
يُعِلّنــي كلَّمـا مـالَ العِنـاقُ بـه
كأسـاً مـن الـرِيِّ ما في ثَغْرِه حبب
هَبَّــتْ تُعـاتِبُني زَهْـرٌ وقـد عَلِمَـتْ
أن العتـابَ شجىً في القلب أو شجب
قـالتْ قعـدتَ وقـامَ النـاسُ كُلُّهُـمُ
ألا يُعلِّلـــكَ الأثـــراءُ والرُّتــب
فقلـتُ كُفّـي فمـا تُغْنـي مُقـارعتي
فـي أزْمَـةٍ ضـاعَ في أثْنائِها الأدب
فاستضـحكتْ ثـم قـالت أنت في سَعةٍ
مـن أن تُسـيمَ وهذا الماءُ والعُشب
أمـا رأيـت نـدى حَـوَّاء كيـف دنا
بـالغيثِ إذ كادَ يأتي دونه العطب
دنيــا ولا تــرفٌ ديــنٌ ولا قشــفٌ
ملـــك ولا ســـرف دركٌ ولا طلـــب
بِـــرٌّ ولا ســـقمٌ عيــشٌ ولا هــرَمٌ
جِــــدٌّ ولا نصـــبٌ وِرْدٌ ولا قـــربُ
رِدْ غَمْـرَة ترتمـي مـن كـلٍّ ناحيـةٍ
عُبابُهَـا الفضـَةُ البيضـاءُ والذهب
مَليكــةٌ لا يُــوازِي قَــدرَها مَلِـكٌ
كالشـّمْسِ تَصـغُر عن مِقْدارِها الشُّهُب
وَهَضــْبَةٌ طالمــا لاذُوا بجانبهــا
فمـا لهـمْ لـم يقولـوا مَعْقِلٌ أشِبُ
أنثى سما باسْمِها النادي وكم ذكرٍ
يُـدْعَى كـأنَّ اسـْمَهُ مـن لـؤمه لقب
وقلَّمــا نقــصَ التــأنيثُ صـاحبَهُ
إذا تُـــذُكّرِتَ الأفعــالَ والنُّصــُب
والحيَّـةُ الصـِلُّ أدهى كلما انبعثت
مـن أنْ تمارسـها الأرْمَـاح والقضب
وهـذه الكعبـةُ اسـتولتْ علـى شَرَفٍ
فَذُبْـذِبَتْ دونهـا الأوثـانُ والصـُّلُب
يَنْميـكِ كـلُّ بعيـدِ الشـأوِ فـائِتُهُ
لــه البســالةُ أمٌّ والســمَّاحُ أب
مــنْ كــلِّ مُنْصـَلِتٍ يَسـْعَى بِمُنْصـَلتٍ
والمــوتُ بينهمـا يَنْـدَى ويلتهـب
إذا رَضـُوْا فـارْجُهُم فـي كلِّ نائبةٍ
وكـنْ علـى حَـذَرٍ منهـمْ إذا غضبوا
إذا دَعَـوْا قـامتِ الهيجا على قَدَمٍ
كأنمــا تنتمــي فيهــمْ وَتَنْتَسـِب
هُـمْ ثَبَّتوا الدينَ إذْ ضاقتْ مَذَاهِبُهُ
بـأنْفُسٍ صـِيغَ منهـا الدينُ والحسب
أيـامَ جبريـلُ داعيهـم إذا نزلوا
وَعِزِرائيــلُ راعيهــم إذا ركبـوا
حـتى اسـتقرَّ الهُدى في عُقْرِ دارِهِمُ
وأيْقَـنَ العُجْـمُ أنَّ القـادةَ العربُ
هـمْ أورثـوك العلا واستخلفوك على
آياتهــا وحـذا الأعقـابُ والعقِـبُ
أَهلْلَـتُ بـالحُرّةِ العُلْيـا إلى أملٍ
لمثلِــهِ كــانت الأشــعارُ تنتخـب
وشــمتُ بَـرْقَ نـداها طَـيَّ سـَوْرَتِها
فاقتــادني رَغَـبٌ واعتـادني رَهَـب
والمــرءُ ليـس لـه نفـعٌ ولا ضـررٌ
كالنّـارِ ليـس لهـا ضـَوْءٌ ولا لَهَـب
بَنَـى لـكِ ابـنُ علـيٍّ بيـتَ مَكْرُمَـةٍ
اللـه العـوالي عمادٌ والظُّبَا طُنُب
وَلاَّكِ أبهــج فخــرٍ تفخريــنَ بــه
إذا انْتـدَى للفخارِ السَّادَةُ النجب
يـا أخـتَ خيـرِ مُلـوكِ الأرضِ قاطبةً
وإن أعـدّوا وإن أسموا وإن نسبوا
محمّـــدٌ وأبـــو بكــرٍ وخيرهــم
يَحْيـى وحَسـْبُكِ عِـزّاً كلَّمـا حُسـبوا
ثلاثــةٌ هُــمْ مُـرَادُ النَّـاسِ كُلّهِـمُ
كالــدَّهرِ مــاضٍ وموجـودٌ وَمُرْتَقَـبُ
حـوّاءُ يـا خيـرَ من يَسْعَى على قَدَمٍ
ولسـتُ عَبْـدَكِ إنْ لـم أقْـضِ ما يجب
إليــكِ أهـديتُ ممـا حـاكه خَلَـدي
فَخْــراً يَجِـدُّ وتبلـى هـذه الحِقَـب
وافتـك سـودُ خطـوطٍ كلمـا احتضرت
ألْقَـتْ مقالـدَها الأشـعارُ والخطـب
قــد عـمَّ بـرُّكِ أهـلَ الأرضِ قاطبـةً
فكيــف أخْـرِج عَنـه جـارُكِ الجُنُـبُ
ترجم له ابن بسام في الذخيرة وأورد نماذج من ترسله وشعره وكناه أبا جعفر قال:له أدب بارع، ونظر في غامضه واسع، وفهم لا يجارى، وذهن لا يبارى، ونظم كالسحر الحلال، ونثر كالماء الزلال، جاء في ذلك بالنادر المعجز، في الطويل منه والموجز؛ نظم أخبار الأمم في لبة القريض، وأسمع فيه ما هو أطرف من نغم معبد والغريض. وكان بالأندلس سر الإحسان، وفردا في الزمان، إلا أنه لم يطل زمانه، ولا امتد أوانه، واعتبط عندما به اغتبط، وأضحت نواظر الآداب لفقده رمدة، ونفوس أهله متفجعة كمدة. وقد أثبت ما يشهد له بالإحسان والانطباع، ويثني عليه أعنة السماع.