
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
اسـتنفدِ الـدمعَ إنَّ الوَجْـدَ قد فُقِدَا
لا يُحْســِنُ الـدَّهْرُ رُزْءاً مِثْلَـهُ أبَـدا
وَقُـلْ لِصـَرْفِ الزمـانِ اختـلْ على ثِقَةٍ
مـن السـّباقِ فقـد أحْـرَزْتَ كـلَّ مَـدَى
اليـومَ حيـنَ لففـتَ المجـدَ فـي كَفَنٍ
نفسـي الفـداءُ علـى أنْ لاتَ حين فِدَا
يـا حسـرةً نَشـَأَتْ بيـن الضـُّلوعِ جَوىً
مــا ضــرَّ لاعِجَهــا أنْ لا يكـونَ ردى
فـي ذمَّـةِ اللـه قَبْـرٌ مـا مَـرَرْتُ به
إلا اختُلِسـْت أسـىً إنْ لـم أمُـتْ كمدا
تَضــَمَّنَ الــدينَ والـدُّنْيا بأَسـرِهمَا
والعـزمَ والحـزمَ والإيمـانَ والرَّشدا
والســؤددَ الضـخمَ مضـروباً سـُرادِقُه
قـد ودَّتِ الشـمسُ لـو كـانتْ له عمدا
ملــء القلــوب جلالاً والعيـونِ سـناً
والحـرب بأسـاً وأكنـاف النـديِّ ندى
مــنْ لا يُقـدِّمُ فـي غيـر العلا قـدماً
ولا يمــدُّ لغيــر المكرمــاتِ يــدا
أوْدى الزمـانُ وكيـف اسـطاعَهُ بفـتىً
قـد طـالَ مـا راحَ فـي أتباعه وغدا
كــأنَّه كــان ثــأراً بــاتَ يَطْلُبُـهُ
حتّــى رآه فلــم يَعْــدِلْ بـه أحـدا
يـا يـوْمَ مَنْعَـى عبيـد الله أيُّ أسىً
بيـنَ الجوانـحِ يـأبى أن يُجيـبَ ندا
وأي غـــرب مصـــاب لا يكــو كفــه
دمعـي الهتـون ولا أنفاسـي الصـعدا
ولا البلابــلُ مِــنْ مثنــى وواحــدةٍ
بــاتَتْ تُســلُّ سـُيوفاً أو تُسـنُّ مُـدى
ولا الهمــومُ وقــد أعْيـت طوارقهـا
كأنمــا بِتـنَ لـي أوْ للـدُّجَى رصـدا
ألاَ لِتَبْــكِ قَنَــاةُ الــدِّينِ حَطْمَتَهـا
لماجــدٍ لـم يَـدَعْ فـي مَتْنِهَـا أوَدَا
مُهَــذَّبٌ لــم يهــزَّ الحمــدُ مِعْطَفَـهُ
إلا تَهَلَّـــلَ مجــداً واســتهلَّ جــدا
تــودُّ بيــضُ الأمــاني كلَّمـا سـَنَحتْ
لـو حاسـَنَ الحَلْـيَ في أجيادها غَيدَا
قــلْ للـدُّجَى وقـد التفَّـتْ غَيَاهِبُهَـا
فلـو تَصـَوَّبَ فيهـا المـاءُ ما اطَّردا
إنَّ الشــّهابَ الـذي كُنَّـا نجـوبُ بـه
أجوازَهخا قد خبا في التُّرْبِ أو خَمدا
لهفـي ولهـف المعـالي جار بي وبها
صــَرْفُ الـرَّددى وأرانـا أيَّـةً قَصـَدا
يـــا صــاحبيَّ ولا يحبســْكُما ظمــأٌ
طــال الهُيَـامُ وهـذي أدْمُعـي فَـرِدا
وحــدِّثانيْ عــن العَلْيـا وقـد رُزِئَتْ
مسـنونَها اللدنَ أو مصقولَها الفَرِدَا
أجِــدَّها قــد عــداها بعـد أوْبتِـهِ
عــن أنْ تهيــمَ بـذكراه وأن تَجِـدَا
واهـــاً وُتِرَتْــهُ ثــم قــد عَلِمَــتْ
أن لا تنـــالَ بـــه عَقْلاً ولا قَــوَدا
ولــم تــزلْ حولهـا للحـربِ أوديـةٌ
تمـوجُ بالخيـلِ فوْضـى والقنـا قِصَدا
هــل نــافعي والأمـاني كلُّهـا خُـدَعٌ
قـولي لـه اليـومَ لا تَبْعَدْ وقد بَعُدا
وهــل أتــاهُ وليســت داره صــَدَداً
أنّــي أُداري عليــه لوعــةً صــَدَدا
وهــل تَـذَمَّمَ هـذا الـرزءُ مـن قَلَـقٍ
قـام المصـابُ بـه أضـْعافَ مـا قعدا
أمـا ويَـوْمش عبيـدِ اللـه وهـو اسى
لقــد تخيّـرَ هـذا المـوتُ وانْتَقـدا
يـا ماجـداً أنجـزَ العليـاءَ مَوْعِدَها
أَليـومَ انجـزَ فيـكَ المـوتُ ما وعدا
إن الفــؤادَ الــذي مـازلت تَعْمُـرُهُ
قـد رِيـعَ بَعْـدَكَ حـتى صـار مُفتـأَدا
غــادرتَ عينــيَّ ملآويــنِ مــن عِبَـر
لا تَرْقُــدَانِ ولا بؤســَى لِمــنْ رَقَـدا
شـمسَ المعـالي وقِـدماً كنـتَ شامتَهَا
فكـمْ غضـِبْتَ لهـا مـن أن تَظـلْ سـُدى
إيــذَنْ بجـدواكَ تُـدْرِكْنا وكيـفَ بـا
وقــد ضـَمِنْتَ لنـا أن لا نمـوتَ صـدا
هيهـاتِ صـَرَّحَ فيـك المـوتُ عـنْ نبـأٍ
كَنَـى الزمـانُ بـه عـن نَقْضِ ما عَهِدَا
إذا وَنَـتْ فيـكَ خَيْـلُ الـدَّمْعِ جَدَّ بها
مُجْـرٍ مـن الشـَّوقِ لم يَحْدُدْ لها أمَدا
وإنْ تـراءى لهـا السـُّلوانُ طَالَعَهـا
ضـَنْكٌ مـن العيـشِ سلَّ الروحَ والجسدا
يـا ليـت شعري وهل يَثني الرّدى جَزَعٌ
عــاد التبلُّــدُ فـي سـَوْراته وَبَـدَا
وهــل يعـودُ علـى الماضـي بعـائدةٍ
إذ لا تجلُّـــدَ للبـــاقي ولا جَلَــدا
مــتى تَكــاثَرُ لوعـاتُ الغـرام بـه
يهَنيـه إنْ ربمَّـا كـانتْ لهـا مَدَادا
يـا غاديـاً لـم يكـن شـيءٌ يقومُ له
إمـا تَوَقَّـاكَ صـَرْفُ الـدهرِ حيـن عدا
تبكـــي عليــكَ ولا عــارٌ ولا حَــرجٌ
هدايــةٌ كنــتَ مــن إعلامِهَـا وهـدى
أبــا الحســينِ ولا ادعـو سـوى وَزَرٍ
قـد طـال مـا غاثَ أحباباً وغاظَ عِدَا
ويــا أبـا الحَكَـمِ السـَّامِي بهمَّتِـهِ
إلــى المكــارمِ لا نِكْسـاً ولا جَمِـدَا
ويـا أبـا القاسـمِ الميمـون طائرُهُ
فـي كـلِّ مـا ذمّ منه الدهرُ أو حَمَدا
عزاءَكــم إنَّمــا الـدنيا وزينَتُهـا
بحــرٌ طَفوْنــا علــى آذيــهِ زَبَـدا
واستشـعرِوا الصـبرَ عنه فارساً نَدِساً
لا تسـتطيعُ الليـالي حـلّ مـا عَقَـدا
رزءٌ تـداري المعـالي فيـه أنْفُسـها
عـــن لوعـــةٍ ملأت أحشــاءَها زُؤدا
جـــادتْ ثـــراهُ فروّتــهُ مجلجلــةٌ
تكـادُ تـروي صـداهُ العيشـةَ الرغدا
مــنْ كـلِّ غاديـةٍ مـا باشـرَتْ بلـداً
إلا ترنَّـــحَ ضـــاحي تُرْبِــهِ وشــدا
ســَلِ المنايــا علـى علـمٍ وتَجْرِبَـةٍ
فـي أيِّ شـيءٍ بغـى الإنسـان أو حسدا
تَنـافَسَ الناسُ في الدنيا وقد علموا
أن ســوف تقتلُهُــمْ لــذّاتُهُمْ بـددا
تبادَرُوهـــا وقــد آدَنْهُــم فَشــلاً
وكاثرُوهــا وقــد أحصــتهمُ عــددا
قــلْ للمحــدِّثِ عـنْ لقمـانَ أو لُبَـدٍ
لـم يـتركِ الـدهرُ لقمانـاً ولا لبدا
وَللَّـــذي هَمُّــهُ البنيــانُ يَرْفَعُــهُ
إنّ الـردى لم يغادرْ في الشَّرَى أَسَدا
مــا لابــنِ آدمَ لا تَفْنَــى مَطَــالِبُهُ
يَرْجُـو غـداً وعسـى أنْ لا يعيـشَ غـدا
ترجم له ابن بسام في الذخيرة وأورد نماذج من ترسله وشعره وكناه أبا جعفر قال:له أدب بارع، ونظر في غامضه واسع، وفهم لا يجارى، وذهن لا يبارى، ونظم كالسحر الحلال، ونثر كالماء الزلال، جاء في ذلك بالنادر المعجز، في الطويل منه والموجز؛ نظم أخبار الأمم في لبة القريض، وأسمع فيه ما هو أطرف من نغم معبد والغريض. وكان بالأندلس سر الإحسان، وفردا في الزمان، إلا أنه لم يطل زمانه، ولا امتد أوانه، واعتبط عندما به اغتبط، وأضحت نواظر الآداب لفقده رمدة، ونفوس أهله متفجعة كمدة. وقد أثبت ما يشهد له بالإحسان والانطباع، ويثني عليه أعنة السماع.