
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
اللَّطْــفُ حَــفَّ وَكُـلُّ حِيـنٍ يُطْلَـبُ
وَلِمَـنْ بِـهِ نَيـلُ الْمَطـالِبِ أوْجَبُ
وَالصـَّفْوُ يَبْغِيـهِ ابـنُ آدَمَ دِيمَةً
مِــنْ أيْــنَ ذاكَ وَدَهْـرُهُ مُتَقَلِّـبُ
يُلْقِــي عَلِيــهِ عَقْــدَ شـَدٍّ مَـرَّةً
وَيُمُــدُّهُ أخْــرِى بِمــا يُسـتَعذَبُ
وَلَرُبَّمَــا صـَبَرَ الْمُضـَامُ لِضـَيمِهِ
أمَّـا إذا قَلـقَ الحَبِيـبُ فَيَكْـذِبُ
يَشـْكُو عَلـي بـن الحُسينِ وَيغتدي
بِالمَـاء حَتَّـي أو يَجِيـء وَيـذْهَبُ
هَـذا إذاً خَلـقٌ جَديـدٌ وكـلُّ مَـن
يَمشـِي عَلَـى رِجْلَيـنِ فِيهَـا ثَعْلَبُ
كَلاَّ لَقَــدْ وَقَـفَ التَّنَفُّـسُ عِنْـدَمَا
أوحَـى بـذَاكَ الخَطْـبِ غـاوٍ أصْهبُ
وَانْسـَدَّ بَـابُ النُّطْـقِ حَتَّـى أنَّـهُ
لَـو حُـلَّ قَالَ النَّاسُ أينَ المْذْهَبُ
غَـابوا عَنِ الإحْسَاسِ إذْ لوْ فَكَّرُوا
فِيمَـا جَـرَى تَحْتَ الَّدكادكِ غيِّبُوا
بَيْنَـا الـوَرَى في حُكمِ قَبْضٍ سَاخِطٍ
إذْ جَـاءَ بِالبُشـْرَى بَرِيـدٌ أشـْهَبُ
هِـيَ فَرْحَـةٌ فَجَـأتْ عَقِيـبَ هَزِيمَـةٍ
فَجَــأتْ فَكُــلٌّ مِنْهُمَــا مُسـتَغْرِبُ
جَمَعَـتْ يَـد الألطَـافِ فِيهَـا كُلَّمَا
قَـدْ كَـانَ فـي عِلْمِ العَلِيمِ يُرَتَّبُ
رِفقـاً بِمُنتَظِـرِ السـَّلامَةِ حَيثُ لَمْ
يَلْمُـمْ بِـهِ طُـولُ العِلاجِ المُتعِـبُ
وَصـيانَةً مِـنْ أن يُعَالَـجَ مِـنْ يَدٍ
خَبُثَــتْ بِشـَرّ الشـِّركِ جِسـْمٌ طَيِّـبُ
فَلِـذَاكَ نَرجُـو مِـن كَرِيـمِ عِلاَجِهَا
أنْ لاَ يَـرَى مِـن بَعـدِهَا مَا يُتْعِبُ
يَا أيُّهَا المَولَى الذي يَفْدِيِهِ مِنْ
كُـلَّ المَكَـارِهِ مـا أظَـلَّ الكَوكَبُ
مِــن أيّ ناحِيَــةٍ تَســَوَّرَ هَــذِهِ
وَعَلَــى جَنَابِــكَ حَــارِسٌ مُتَرَقَّـبُ
بَـل أنـتَ لِلعِلَلِ الْحرَادِ شِفَاؤهَا
مَــا للِشـِّفَا يَعْتَـلُّ هـذَا أعْجَـبُ
أتُـرَى الزَّمانُ وقَدْ أخَافَكَ جُنَّ أوْ
أخْطَــا لأنَّــكَ خِصــْبُهُ إذْ يُجْـدِبُ
أورَامَ عَــن مِقَـةٍ بِضـَمِّكَ قَاصـِداً
حُبَّــا وَتَرحَابـاً فَـزَادَ الْمَرْحَـبُ
مَـا كَـانَ أغْنَانَـا إذاً عَـنْ ضَمِّهِ
تَـركُ التَوَغُّـلِ فِـي المَبَرَّةِ أصوَبُ
وَلَعَـلَّ فِيمَـا قَـد عَـرَاكَ كَرَامَـةً
يَـأتِي بِهَـا عِوَضـاً زَمَـانٌ أقْـرَبُ
فَلِـيَ البِشـَارَةُ يَومَ كَشْفِ قِنَاعِهَا
وَلِرَبِّهَــا شــُكرٌ عَلَيْــكَ مُرَتَّــبُ
هَـــذا وإنِّــي قَــائِلٌ لِمُؤَمِــلٍ
فِـي جَلْـبِ جَامِعَـةِ العَطَايَا يَرْغَبُ
يَـا طَـالِبَ الفَضلِ اسْتَمِع تارِيخَهُ
بَرِيـءَ الهُمَـامُ أبَعْـدَ هَذا مَطلَبُ
محمد بن أحمد الورغي أبو عبد الله.شاعر من أئمة البلاغة، والمعلق على كاهله سيف الفصاحة والبراعة وهو من تونس.وقد عاش في القرن الثاني عشر، حيث امتاز هذا القرن بظهور الفتن، وتعرضت تونس لأعنف الهزات، وانقسمت البلاد أشياعاً.ولقد تعلم الورغي على أيدي أعلام كبار ودرس عليهم التاريخ والسير والشعر والعلوم الأدبية وخصوصاً على مفتي الجماعة الشيخ محمد سعادة، وللورغي آثار كثيرة من نثر وشعر لم يصلنا منها إلا القليل. له ( ديوان شعر - ط ).