
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فَــرَحٌ يَزيــدُ بِقَولِهَــا لاَ تَبعُــدِ
أوَ مَــا تَــرَاهُ طَلِيعَــةً لِلمَوعِـدِ
سـَمَحَتْ بِـهِ لأيـاً وأثقَـلْ مَـا هُنـا
قَــولُ المَلِــيّ لِمُرْتَجيــهِ إلىغـد
لاَ لاَ أذُمُّ مِــنَ المَلِيحَــةِ مَطلَهَــا
فَنِكايَةُالعُشـــَّاقِ شـــأنُ الخُــرَّدِ
لَيــتَ التِـي مِنْهُـنَّ كُنـتُ أسـِيرَهَا
قَســَمَتْ كُراعَــا لِــي بِكُـلّ تَـوَدُّدِ
أوْ أنَّهَــا عَلِمَــتْ بِــأنِّي خَــاطِبٌ
فــي حُبِّهــا حَتَّــى حَطَمْـتُ مُفَنِّـدِي
يـا أخـتَ مـاء المُـزنِ فيكِ تَمَثَّلَتْ
للعيــنِ أوصــَافُ الـرَّدي والجَيِّـدِ
مَـا بَعـدَ عِلمِـكَ بالخصـُومَةِ فَيصـَلٌ
إنْ خِيـفَ فـي الإشـْهادِ زُورُ المُشْهَدِ
فَلِتَعلَمــي عَمَــلَ السـَّدِيد ِبِعلمِـهِ
فَمُجَــانِبُ الإنصــَافِ غَيــرُ مُســَدَّدِ
ولِتَنْظُــري عَرضــاً يَحُـولُ بِعارِضـي
نَظَـرَ البَصـِيرِ بِيـومِهِ ما فِي الغَدِ
فَلَعَـــلَّ أبيَضـــَهُ لِقَلــبٍ أبيَــضٍ
ولَعَـــلَّ أســـوَدَهُ لِقَلــبٍ أســوَدِ
قَــالُوا البَيـاضُ يَشـِينُهُ وسـَوادُهُ
لَــو دامَ أشــْهَى لِلغَـزَالِ الأغْيَـدِ
مـا أنصـَفُوا بَـلْ كُـلَّ شـَيءٍ كـائِنٌ
فــي وقتِــهِ يَرضـَاهُ غَيـرُ الأنْكَـدِ
لاَ حُســنَ فــي صــَلَعٍ يَـدومُ لأمـرَدِ
كُلاَّ ولاَ مَهنَــــا بِلَيـــلٍ ســـَرمَدِ
هَـذا وَلَـوْ أثبَـتِّ صـِدقِي في الهَوى
لَفَرِحــتُ أنِّــي نِلْـتُ أقصـَى مَقصـَدِ
فَــرِحَ الزَّمَــانُ وقَـدْ أهَـلَّ هِلالُـهُ
حَمــودَةُ البَاشــَا بِـدَرسِ المُسـْنَدِ
بَـاكُورَةُ المُلـك ِالتي افْتُتِحَتْ بِهَا
فَينَانَـــةُ الأيَّــامِ بَعــدَ تَلَــدُّدِ
أخَــذَ الكِتــابَ فَكَـانَ أوَّلَ سـَطرِهِ
بَــابٌ فَقَـالَ السـَعْدُ مِنِّـي فَابتَـدِ
جَعَـلَ النِّهَايَـةَ فـي الصـَّلاحِ بِدايَةً
أو عَـن سـِوى بَـل حِكمَـةٍ لَـمْ تُعهَدِ
مَـن نـالَ أعْلَـى الغُصنِ عِنْدَ جِنَايةٍ
وَجَـدَ اجتِنـاءَ السـُّفلِ أسـهَلَ لِليَدِ
ثُـمَّ اسـتَمَرَّ فَحَـدّثنَ مـا شـئتَ عَـنْ
ســهمِ النَّفـاذ وجُـذوةَ المسـتجمد
يَقِـظُ الجنَـانِ لِمَـا يُقَـالُ وَسـَمْعُهُ
واعٍ وطَــرفُ العَيــنِ منـهُ بِمِرصـَدِ
لا يَســـتَبِدُّ إذا تَبَيَّـــنَ نَبـــوةً
فـي أصـلِهِ عـن أصـلْه بَـلْ يَقتَـدِي
وإذَا تَكَلَّـــمَ كَــانَ جُــلُّ كَلاَمِــهِ
هَمْســاً وَإنْ أصــغَى فَغَيْــرُ مُبَلَّـدِ
وَلَــهُ عَلَـى فَـرْطِ الـذَّكَاءِ شـَوَاهِدٌ
صــِفَةُ الحَيَــا ونَحَافَـةُ المُتَجَـرّدِ
وَاســْتَفْتِ عَمَّـا غَـابَ عَنْـكَ لحـاظَهُ
فـاللَّحْظُ يعـرِفُ منـه هَدْيَ المُهْتَدِي
إنْ كـان شـَخصُ الـرُّوح يَظهـرُ مَـرَّةً
فَلَهُــوَّ ذَا وَبِــهِ حَيَــاةُ السـُّؤدَدِ
فَسـَيَحْمَدُ المَسـعَى إذَا مَـا سَارَ مَا
بَيـنَ البُنُـودِ عَلَـى الجِيادِ المُيَّدِ
وتَقَــرَّ عَيـنُ المُلـكِ مِنـهُ بِناصـِرٍ
مَنصــُورِ مـا تَحْـتَ اللِّـواءِ مُؤيَّـدِ
حَتَّـى تَـدِينَ لَـهُ المُلُـوكُ جَميِعُهَـا
وتعــده مــولى لهــا وكـأن قـد
فلعلــهُ المســعُودُ حيــثُ أقـامهُ
وَتَعُدُهُ مَولَى في هَذا المَقامِ الأسْعَدِ
بَـل هُـو عَيـنُ السَّعدِ أجمَعُ لم يَفُتْ
مَــنْ حَـازَهُ مـا فَـاتَهُ مِـنْ مَقْصـَدِ
ومَــنْ الــذِي أهْــلٌ لَـهُ ويَحُـوزُهُ
ولَــهُ يَقُـولُ البَخْـتُ حَسـْبُكَ وازدَدِ
غَيـرُ الأميِـرِ أبُـو الأميـر وَصـِنْوُهُ
صـهْرُ الأمِيـرِ ابْـنُ الأميِـرِ الأرْشـَدِ
ابـنُ الحسـينِ عَلـيٌ البَاشـَا الذي
خَضــَعَتْ لَـهُ الـدُّنْيَا خُضـُوعَ مُقَلِّـدِ
دَرَجَ الملــوكَ فَكـانَ فَذَلَكَـةً لَهُـمْ
فِيمَـا يَزِيـنُ وَطَـرْحِ مـا لَـم يُحْمَدِ
كَلِــفٌ بِــأنْ لاَ يَكْتَفِـي مِـن سـَعيِهِ
إلاَّ بِــأنفَسَ فــي النُّفُــوسِ مُخَلَّـدِ
لَـو كَـانَ مُمتَنِـعَ اللِّقاءِ لَكَانَ في
قَلـبِ الـذي يَـدريهِ نـارَ المَوقِـدِ
أفَلاَ تَطِيــرُ لَــهُ القُلُـوبُ وإنَّهَـا
لَتَـرَاهُ حَقـاً فـي الحُضـُور الشـُّهُدِ
لَكِــنَّ مِــن شـِيَمِ الطِّبـاعِ مَلاَلَهَـا
مَــا لاَ يَغِيـبُ وَعِشـقُ مَـا لاَ يُوجَـدِ
كَالمَـالِ يَظهَـرُ فِـي المَنَامِ لِيائِسٍ
فَــإذَا حَــوَاهُ حَــواهُ كَالمُتَزَهِّـدِ
يَـا أيُهَـا المَـولَى الذِي قَذَفَتْ بِهِ
أيــدِي الصـَّلاحِ عَلَـى زَمَـانٍ مُفسـِدِ
مِـنْ أيـنَ جِئْتَ فَـإنْ تَكُنْ أقبَلْتَ منْ
جِهَــةِ السـَّماءِ فَلَيـسَ بِالمُسـتَبْعَدِ
أمَّــا الصــَّعيِدُ الآن فَهـوَ ونَاسـُهُ
بِالاعْتِبــارِ حُثالَــةٌ فــي مِــزوَدِ
حَشــَا بَنِــي خَاقَــانَ إنَّ رِضــاهُمُ
ســـِرُّ الفَلاَحِ وَعُمْـــدَةُ المُتَعَمِّــدِ
أوتَـادُ هَـذا الـدّينِ غَيـرَ مُـدافِعٍ
وبَنُـوُ الشـَّهامَةِ والغَنَـاءِ الأتْلَـدِ
وَمِــنَ العِيانَـةِ أنْ كَسـَوكَ وَإنَّمَـا
أغْلَــوا لِبَاســَهُمُ بِأنْجَــدَ أمْجَـدِ
كَـذَبَ اللِّبـاس سـَوى لباسك وَالمنى
غَــضٌّ وَعَيْــنُ الشــَّمْلِ غَيـرُ مُبَـدَّدِ
أيَّــامَ كُنـتَ عَلَـى زَمَانِـكَ رَاضـِياً
وَالكَـــونُ بَيــنَ مُوســَّدٍ وَمُمَهَّــدِ
تَتَرَصــــَّدُ الأرضَ وأيـــنَ تَظُنَّـــهُ
حَتَّــى ظفــرت بِمطْمَــح المُتَرَصــّدِ
نَســْجٌ زَمَتْـهُ صـَنَاعُ أهلِـكَ مفـرداً
بَـلْ مـا سـَخَتْ بِـأخٍ بِـذَاكَ المُفْرَدِ
فَلَبِســَتْ مِنــهُ حُلَّــةً مَـا شـَامَهَا
طَـرفٌ ولاَ انْبسـَطَتْ لغيـرِكَ فـي يَـدٍ
عَــذُبَتْ فلــم تَنْضـحْ بِمُلحَـةِ لُجـةٍ
وَصــَفَتْ فَلَـمْ تَلْفَـحْ بِغَبْـرَةِ فَدْفَـدِ
نُســِبَتْ لِجِيــلِ التُّــرْكِ إلاَّ أنَّهَـا
مِــنْ عَـالَمِ ثَـوبِ الثَّنـاءِ الأجْـودِ
وَكَنَيْــتُ عَنْهَــا بِاللِّبـاسِ وإنَّهَـا
لَيَّاشـــَةٌ قَــالَ الحَكِيــمُ مُجُــرَّدِ
تَزْهُــو عَلَــى جَارَاتِهَـا بِصـَبَاحِهَا
إذْ هـوَ طـالعُ سـَعْدِ جَـدّكَ مـن بَـدِ
وَعَلَــتْ لَـدَيْكَ علـى المِلاحِ بِحُرمَـةِ
حــقٍ لكونْـك كفأهـا فـي المْحَتِـدِ
أمُّ البَنِيـنَ مَـعَ البَنَـاتِ ولَمْ تَلِدُ
بـل أنْتَجَـتْ من كفِّها الرَّحبِ النَّدي
ولِقَصـرِها فيـك المحبَّـة لـم تَكُـنْ
تَلقَــاكَ بَعْــدُ بِشــِركَةِ المُتوَلِّـدِ
وَرَعَــتْ ذِمامَـكَ والمَخَـاوِفُ حَولَهَـا
وَمَنَــاطُ رَحلِــكَ بِالقّصــِيّ الأبْعَـدِ
فَهَـلِ اكْتَفَيـتَ مِـنْ الكَمَـالِ بِقِصـَةِ
رَســَخَتْ بِــذِكْرِكَ مِـن حـدْيثِ مُهَنَـدِ
كَـمْ تَحْتَـهُ مـن نُكْتَـةٍ إنْ لَـم أكُنْ
أخْرَجْتُهَـــا فَعَلَـــيَّ بِـــالمُتَعَوَّدِ
وَحَـديثُ نَفْـحِ الطِّيـبِ عَنهَـا مُسـْنَدٌ
بَلَــغَ التَّــواتُرَ عِنـدَ كُـلّ مُوَحِّـدِ
لَـو لـم تَطِـب أنفاسـُها لم يَنتَعِشْ
مِـنْ طِيبِهـا جِسـمُ العَلِيـلِ المُقعَدِ
غَمَرَتْـكَ منـهُ لَدى المُقامِ وإن تَسِرْ
أهـدَتهُ فـي طَـيّ الكِتـابِ المُغمِـدِ
وتصـــَرَّفَتْ فــي مَزجِــهِ وكَأنَّهَــا
خَلَطَتــهُ مِــنْ عَــرَقِ لَهَـا بِمَـوَّرَدِ
فـأتتْ مـنَ التَّرتِيـبِ مـا أعيتْ بِهِ
عنـد العبـارَةِ ذاَ المَقـال الأيّـدِ
مَـنْ كـانَ يزعُـمُ غَيـرَ هـذا فَليَقُلْ
هّــذا المُرَكَّـبُ مِثـلُ ذَاكَ المُفـرَدِ
هّــذي الـتي هَـا نِلْتَهَـا بِعَزِيمَـةٍ
أمْ هِـــيَ دَعْــوَةُ عابِــدٍ مُتَهَجِّــدِ
مِــا مِثلُهَــا بَيـنَ المَلابـسِ حُلَّـةً
عِنــدَ الملـوك ولاَ كمثلِـكَ مُرتَـدِي
يَـا أهـلَ بَيـتٍ شـِختُ فـي أمدَاحِهِم
وطَــرَدْتُ عَنهَــا كُـلَّ ضـَيفَنِ مُعتَـدِ
هَـــذا حَــديِثي عَنكُــمُ ولَعَلَّنــي
أحظَــى لَـهُ بِـالحُبّ إنْ لَـمْ أُحسـَدِ
أبْــدَعتُ فِيــهِ عَـنِ الهِلالِ وبـدْرِهِ
والشــَّمسِ أبــدَعَ قَولَــةٍ لِلمُنشـِدِ
لاَ زِلتُـــمُ فـــي غِبطَــةٍ ومَســَرَةٍ
ولَذيــذِ عَيــشٍ بِالهَنــا مُتَجَــدّد
وَعَمرتُــمْ مَــا شـِئتُمْ حتَّـى تَـرَوا
رؤيَـــا تَشــَرُّفِكُمْ لأصــْدَقَ مَقصــَدِ
بِــــالآلِ وَالأصـــْحابِ وَالأتبَـــاعِ
وَالمُتَصـــَرفِينَ وبِــالنَّبيّ مُحَمَّــدِ
محمد بن أحمد الورغي أبو عبد الله.شاعر من أئمة البلاغة، والمعلق على كاهله سيف الفصاحة والبراعة وهو من تونس.وقد عاش في القرن الثاني عشر، حيث امتاز هذا القرن بظهور الفتن، وتعرضت تونس لأعنف الهزات، وانقسمت البلاد أشياعاً.ولقد تعلم الورغي على أيدي أعلام كبار ودرس عليهم التاريخ والسير والشعر والعلوم الأدبية وخصوصاً على مفتي الجماعة الشيخ محمد سعادة، وللورغي آثار كثيرة من نثر وشعر لم يصلنا منها إلا القليل. له ( ديوان شعر - ط ).