
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أقَصـّرُ وَالتَّطوِيـلُ فِـي الشـُّكْرِ وَاجِـبُ
لِمَـنْ فَضـلُهُ فـي كُـلّ مـا شـِئتَ غَالِبُ
وأهْـدي اللَّـبيسَ النَّاقِصَ القَدرِ للذي
عـنِ النَّقـصِ فـي كُـلّ المَشـاهِد غائبُ
إذا لَـمْ يَكُـنْ فِيمَـا مَضـى لِـيَ وَالِدٌ
وَلاَ لِـيَ فـي الآتـي مِـنَ الـدَّهْرِ صَاحبُ
تُنَادي مَزَايَا لبن الحُسَينِ ألا انهَضُوا
بِــواجِبِ إطــرَائي وَأيــنَ المُجَـاوِبُ
كَـأنَّ بَنِـي الأشـعَارِ صـَمُّوا عَنْ النِّدى
بَلَــى فَـاتَهُم فـي ذَاكَ طَبْـعٌ مُناسـِبُ
فَوَاعَجَبـــاً مِنهــا وَمِنــي وَمِنْهُــمُ
وَفِــي كُــلّ قَــولٍ لِلفُهُــومِ مَسـَارِبُ
أمَــا إنَّهَــا عِيــنٌ حِســَانٌ تَبَرَّجَـتْ
ولَيــسَ لهـا عَـنْ عَيـنِ مـرآهُ حَـاجِبُ
كَــأنِّي أنَــا وَحـدي رأيْـتُ عُيُونَهَـا
تَغَــامَزنَ لـي وَالغَمْـزُ للِصـَّبِ جَـالِبُ
أطَلـــتْ وأيَّــامُ المْكَــارِمِ عَنَّســتْ
علىحِيـن شـاخَ الـدَّهرُ فَهـي الغَرَائِبُ
فأصــْبَحَتِ الأيَّــامُ فــي عُنفُوانِهَــا
وَقَـامَ لَهَـا مِـن مَقْعَـدِ الـدَّهرِ طَارِبُ
فَلا خَيـــرَ إلاَّ وَهــوَ كَالعَــدلِ لا زِبُ
ولاَ شــَرَّ إلاَّ وَهــوَ كَــالظُّلْمِ عَــازِبُ
فَهَــذِي طَرِيــقُ الحَمـدِ فِيـهِ تَوَضـَّحتْ
لِمــنْ هُـوَ فِـي شـُكرِ المَزِيـةِ رَاغِـبُ
وإن ألســُنُ الأقــوَالِ كَلَّــتْ فإنَّمَـا
علـى ألْسـُنِ الأحـوَالِ منـه الضـَّرَائِبُ
فَأغنـاهُ فَيـضْ الجـودِ عـن كُـلِ مُصقِعٍ
وَفــي كُـلّ صـَقْعٍ مـن أيَـادِيهِ جـانِبُ
وَإجلالُ أهــلُ العِلْــمِ طُــرّاً لأجلِــهِ
وإيثَــارِهُمْ حَتَّــى يَغَــارَ الأقَــارِبُ
وَدِقَّـــةُ فَهْـــمٍ لِلعَويصــَةِ رَامَهَــا
أخُـو فِطنَـةٍ أو لَـجَّ فيهَـا المُشـَاغِبُ
وَمَعرِفَــةُ الفَضــْلِ الحَقيــقِ لأهلِــهِ
وإكْــرَامُ مَـن يـدنُو بـه أو يُجَـانِبُ
وإنصــَافُهُ مــن نفســه غَيـرَ سـَاخِطٍ
ولا مُنْكِــرٍ إنْ جَــاءَ لِلحَــقّ طَــالِبُ
ونَصـــْرَهُ مَلْهُــوفٍ وإحْســَانُ عِشــرَةٍ
وَكَظــمٌ لِغَيـظٍ حيـن يَجْفـو المُغاضـِبُ
وَجَــبرُ كَسـِيرِ القَلـبِ بَـاتَتْ هُمُـومُهُ
تُغـــالِبُهُ عَـــنْ نَـــومِهِ وَيُغــالِبُ
وَحِفـظُ لِـذِكرِ اللـه عـن وَصـمِ فَـترَةٍ
وأصـْدَقُ مَـا فـي الـذّكْرِ ما هُوَ دَائِبُ
وَرَعْــيُ جَنَـابُ اللـه فـي كُـلّ حَالَـةٍ
يُلاحِظُهَــا منــهُ التَّقِــيٌّ المُرَاقِــبُ
فيَـا أيُهَـا المْـوَلَى الـذي يَقَظَاتُنَا
بِـــدَولَتِهِ حِلْـــمٌ وحَاشــَاكَ كَــاذِبُ
لَــكَ اللـه مِـن قُطْـبِ تَـدوُرُ بـأوجِهِ
مَشــَارِقٌ أمــدَاحِ الـوَرَى وَالمْغَـارِبُ
لِمَــا أنَّــكَ اســتَوجَبَتْهَا بِشــَماَئِلٍ
يُســَلِمُهَا الرَّاضــي وَمَـنْ هُـو غَاضـِبُ
دَفَعْــتْ بِهَــا فــي صـَدرِ كُـل مُمَلَّـكٍ
يَــرى أنَـهُ فَـوقَ السـُّهَا أو يُقَـارِبُ
فَمَــرَّتْ عَلَــى أســمَاعِهِ فِيـكَ مِدحَـةٌ
تَقَبَّـــضَ مِنْهَــا جِيــدُهُ والعَرَاقِــبُ
فَمَــا وَســِعَتْهُ الأرضُ حــتى أرَاحَــهُ
عـن الفِكْـرِ فـي اسـْتِعْلامِ شأنِكَ نائِبُ
فَـــوَجَّهَ مُرتَـــاداً يُخَلِّـــفُ أهْلَــهُ
علــى رَغْبَـة فِـي رَجعِـهِ وَهْـوَ رَاهِـبُ
فَجَــاءَ وَمِــنْ قُــدَّامِهِ الأمـنُ قَـائِدٌ
وَمِــنْ خَلفِــهِ حَبْـلُ المَخَافَـةِ جَـاذِبُ
وَعَـايَنَ مـا بَيـنَ السـّماطَينِ بَرزَخـاً
تَـــدِبُّ بِــهِ رِجلاهُ والــرأسُ راســِبُ
وَقـد حَسـَدتْ عَينـاهُ رِجلَيـهِ إذ سـَعَتْ
بِبَهــوٍ تَـوَدُ السـَّعيَ فِيـهِ الثَّـواقِبُ
ومـا شـَغَلَتُهُ الـدَّارُ تَلْعَـبُ بِـالنُّهَى
عَـنِ الفِكْـرِ فـي تَزوِيـرِ قَـولٍ يُناسِبُ
وَلَمَّـا افْتَتَحَـتُ القَـولَ طَيَّـرتُ سـِحرَهُ
وَضــَاقَتْ عَلَيـهِ فـي الخَلاصِ المَـذَاهِبُ
وَشـَاهَدَ مَـا لَـمْ يَنْخَـرِطْ فـي حِسـَابِهِ
وَأســْمَعَ مــا لـم تَنْتَخِبْـهُ الأعـارِبُ
وَوَلَــى علــى الأعْقَـابِ تَصـْغُرُ نَفْسـُهُ
وَمَخْـــدُومُهُ والْمُنتَهَــى وَالمُصــَاحِبُ
وَأنْــــذَرَ مَــــولاهُ بِــــأنَّ وَرَاءَهُ
تَمَــــام جَلالٍ هَـــذَّبَتْهُ التَجَـــارِبُ
وإنَّ مُلُـــوكَ الأرضِ قِســـْمانِ بَعْــدَهُ
فـذو الهَـزلِ ممقـوتٌ وذو الجِدّ تَاعِبُ
فَهَــذا حَــدِيِثي عنـه أسـْنَدْتُ بَعْضـَهُ
وَعِـش لِتَـرى البَـاقِي عَـدَتْكَ النَّوائِبُ
وَلَســْتُ بِــراضٍ مــن مَـديحِكَ بالـذي
يُبــاهِتُني فِيــهِ إذاَ غِبْــتُ عَــاتِبُ
وهـل لـي اعتذار في انتحالي ناقصاً
ومـــادح ذي زيــد بــأنقص عــائب
عَلــى أنَّ مــن أهـدى لِغَيـرِكَ مِدحَـةً
علـى قَـدرِ مـا أسدَى له العُذْر ُواجِبُ
كَعِـــذْرِ نُصـــَيْبٍ إذْ تَبَجَّــحَ لِلــذي
قَضــَاهُ نُصــَيبٌ ضــَمَّهُ وَهــو َرَاكِــبُ
فَقَـالَ وَلـوْ لاقَـاكَ يـا بَحْـرُ لَمْ يَقُلْ
وَقَـدْ أفْعَمَـتْ دُنيَـاكَ مِنـهُ المَنَـاقِبُ
فَعَـاجُوا فَـأثنَوا بِالـذي أنـتَ أهْلُهُ
وَلَـو سـَكَتُوا أثْنَـتْ عَلَيـكَ الحَقـائِبُ
محمد بن أحمد الورغي أبو عبد الله.شاعر من أئمة البلاغة، والمعلق على كاهله سيف الفصاحة والبراعة وهو من تونس.وقد عاش في القرن الثاني عشر، حيث امتاز هذا القرن بظهور الفتن، وتعرضت تونس لأعنف الهزات، وانقسمت البلاد أشياعاً.ولقد تعلم الورغي على أيدي أعلام كبار ودرس عليهم التاريخ والسير والشعر والعلوم الأدبية وخصوصاً على مفتي الجماعة الشيخ محمد سعادة، وللورغي آثار كثيرة من نثر وشعر لم يصلنا منها إلا القليل. له ( ديوان شعر - ط ).