
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَرَدْتَ بِطـــالِعِ اليُمـــنِ الســـَّعِيدِ
عَلَــى حَــرَمِ الــوَليّ أبــي ســَعِيد
كَمَـــا وَرَدَ الكَرِيـــمُ أبــوكَ قَبلاً
عَلَيِــهِ وأنــتَ فِــي طَــورِ الوَلِيـدِ
وَأمَّ بِـــكَ المَشـــَاهِدَ حِيــنَ لاَحَــتْ
عَلَيِـــكَ لَـــهُ أمَـــارَاتُ الســَّعِيدِ
وَمَــا تَُخْطِــي الفِرَاسـَةُ حيـثُ جَـاءَتْ
مِــنَ المَهــديِّ فــي شــِيَمِ الرَّشـِيدِ
وَعَــادَ كَمَــا تَعُــودُ وَقَــدْ تَنَـاهَت
مَطَــــالِبُهُ بِعَــــائِدةِ الَــــوَدُودِ
ألاَ لِلَّـــهِ صـــَبرِي حِيـــنَ ســـَارَتْ
بِــكَ البَيضــَاءُ مِــنْ تَحـتِ البُنُـودِ
تُنازِعُـــكَ الزّمَـــامَ وَهِــيَّ تُــومِي
إلَــى جَبَــلِ المنَــارَةِ مِــنْ بَعِيـدِ
فَتَقْصـــُرُهَا ولَـــو تُرِكَـــتْ لَحَطَّــتْ
ســــَنابِكَهَا عَلَـــى ذاتِ الوَصـــِيدِ
وَجَـــانَبَتِ البُحَيْـــرَةِ حِيــنَ مَــرَّتْ
وَفِـــي صـــَهَواتِهَا بَحــرُ المَدِيِــدِ
وقَابَلَهَـــا الظَّرِيــفُ علــى يَفَــاعٍ
فَلَــمْ تَثْبُــتْ عَلَــى وَجــهِ الصـَّعِيدِ
وأدْركَهَــا المَســَا ولَهَــا تَــرَاءَتْ
قِبَـــابُ العَبدْلِيـــةِ فـــي نُهُــودِ
تُســـَابِقُ لِلتَقَـــرِبِ مِنـــكَ أخــرَى
فَتَقْــذِفُهَا بِــذي الطَّلــعِ النَّضــِيد
كَغَانيَـــــةٍ رأتْــــكَ فَلَفَّعَتْهَــــا
وَلِيــــدَتُهَا بمنخضــــر الـــبرُودِ
فبــتَّ بهــا وعيــن الحفــظِ ترعـى
مقامـــكَ والحـــوادثُ فــي همــودِ
وَصـــــَبَّحْتَ الضــــَّرِيحَ بِمَولَــــويّ
ســـَعَى لِلَّــهِ فــي صــِفَةِ العَبِيــدِ
وَخَفَفْــــتَ الزّيَــــارَةَ وَهـــوَ رَأيٌ
يُصــــَوبُهُ ذَوُو الـــرَّأيِ الســـَّدِيدِ
وَحُـــزْتَ بِلَيلَتَيـــنِ عزِيـــزَ كَنــزٍ
تُـــوَزّعهُ إلـــى الأبَـــدِ الأبيِـــدِ
وَأُبْــتَ وَلَــمْ تَغِــبْ مـا غِبـتَ عَنِّـي
وَلَكِـــنْ فـــاَتَنِي ســـِرُّ الشـــُّهُودِ
وكَـــمْ قَلَّبْـــتُ إثْـــرَكَ طَــرفَ رَاجٍ
بُــرُوقَ الوَصــلِ مِــن رَعْـدِ الصـدُودِ
فَلَــمْ أُســعَفْ وَلَــو أومَضــْتَ شـيئاً
ســـَبَقْتُ إلَيـــكَ رُكبَــانَ البَرِيــدِ
وَمِـــنْ تَعَــبِ الحَيَــاةِ لِمُبتَغيهَــا
مُبَاعَـــدَةُ المُــرَادِ مِــنَ المُرِيــدِ
ومَــا فــي صــُحْبَتِي لَـو شـِئْتَ بَـأسٌ
وَهَـــلْ رَحْـــبٌ كَـــذَرعِكَ لِلوُفُـــودِ
وإنَّ مـــــؤَمَّلاً يَلْقَــــاكَ يَومــــاً
وَيَســـلُو بَعـــدَ ذَاكَ لَفِــي جُمُــودِ
وَمَــا يُســلِيهِ عَنــكَ وَلَيــسَ يُلْفِـي
عَلَــى الحَــالاَتِ مِثلَـكَ فـي الوُجُـودِ
ســــَلاَمَةُ خَـــاطِرِ وَســـَمَاحُ وَجْـــهٍ
وَقِلَّــــةُ كُلْفَـــةٍ وَكَمَـــالُ جُـــودِ
ومَــا فــي ذا العِتــابِ لَـدَيَّ قَصـدٌ
وَلَكِــــنْ جَـــرَّهُ ســـَوقُ النَّشـــِيدِ
وَلَكِـــنْ فَالمَقَـــامُ أجَــلُّ مــن أنْ
أضـــِيقَ بِـــهِ إلـــى إذْنٍ جَدِيـــدِ
عَلَـــى أنّــي دَفَعْــتُ بِــهِ دَعَــاوِي
تُصـــــَوّرُهَا خَيَــــالاتُ الحَســــُودِ
فَـــإنَّ ظُهُـــورَ شَمســِكَ وانحِجــابِي
بِهَــا عِنــدِي مِــنَ الأمْــرِ الزَّهِيـدِ
فَمَــا أجْــرَاهُ أن مــا ظَــنَّ هّــذا
وقَلْبُــكَ فــي القَضــِيَّةِ مِـن شـُهُودي
وَعِنـــدَ نُزُولِــكَ المَرســَى ذَكَرْنَــا
نُزُولَـــكَ قَبلَهَـــا جَبَــل الجُلُــودِ
فَقُلنَــا عِنــدَ فَتْــحِ اللــه فَتــحٌ
وَقُلنَــا الســَّعْدُ عِنــدَ أبـي سـَعِيدِ
فَطَــارَ مِــنَ العِيافَــةِ طَيْــرُ فَـألٍ
يُصـــَحِّحُ أنَّ عَزْمَـــكَ فـــي مَزِيـــدِ
وَقَــد صــَدَقَ الحَــديِثُ فَقَـدْ أنَـاخَتْ
بِبَابِـــكَ عَـــاجِلاً زُمَـــرَ الوُفُــودِ
تُؤمِـــلُ مِــن رِضــَاكَ جَمِيــلَ عَــودٍ
وَتَطلُـــبُ مِنـــكَ تَجدِيــدَ الْعُهُــودِ
وَأهْـــدَتْ عِنـــدَ مَقــدَمِهَا نَفِيســاً
وَأنْفَســـــُهُ أســــِيلاتُ الخُــــدودِ
فَهِــيَّ الخَيِــرُ قَــدْ قَــدِمَتْ بِصــُلحٍ
وَهُــوَ الخَيــرُ فـي الـذّكرِ المَجِيـدِ
ومَــا فــي جَمـعِ شـَملِ الـدّينِ وَصـْمٌ
ولاَعَـــنْ قَصــدِ رَبْعِــكَ مِــنْ مَحِيــدِ
لأنَّــكَ فــي الملــوك عرِيــق بَيِــتٍ
وفـــي أخلاَقِهِـــم بَيـــتُ القَصــِيدِ
فَلا زَالَـــتْ حَيَاتــكَ فِــي امْتِــدادٍ
وَلاَ زَالَـــتْ ســـُعُودُكَ فِـــي صــُعُودِ
سـَلامٌ كمـا دَامَ الحَبِيـبُ علـى العَهدِ
وَإلاَّ كَمَـا غَنَّـى الحَمَـامُ علـى الرَّندِ
وَإلاَّ كَمَـــا هَـــبَّ النَّســِيمُ عَشــِيةً
علـى نـاعِمٍ غـضّ النَّبـات مـن الوَردِ
عَلَـى طَيبـةٍ تِلـكَ الـتي طَـابَ ذِكرُهَا
كَمَـا طـابَ مـنْ أثْوَابِهَـا عاطرُ النَدّ
عَزِيــزَةُ ملـكٍ لَـمْ تَـزَلْ بيـنَ صـَونة
وَإكْرامَــةٍ مَقبُولَــةٍ الأخْــذِ والـرَّدِ
بِعَقــلٍ رَصــِينٍ فـي المُهِمَّـاتِ نَافَـذٍ
وَعَــرضٍ نَقِــيّ فــي نَظَــافَتِهِ فَــرْدِ
إلــى حَســَبٍ مَـا لَـم تَنَلـهُ كَرِيمَـةٌ
سـِواهَا ولَـمْ يَظفَرْ به الناسُ من بعدِ
وَجَـــودَةِ طَبـــعٍ زيَّنَتهَــا نَزَاهَــةٌ
عن الهُجرِ في الأقَوال والفعْلِ وَالقصدِ
فَمَــنْ لِلمَسـَاكِينِ المَحاويِـجِ مِثلُهـا
ومـنْ مِثلُهَـا يَحمـي من الزَّمَنِ النَّكدِ
علـى أصـلهَا جـاءتْ سـَقَتْ كـلُّ رَحمَـةٍ
تـرى أصـْلها المَبرُور في جَنَّةِ الخُلدِ
وطَــوَّلَ فــي أمْــنٍ ويُمْــنٍ حَيَاتَهَـا
وَقَـامَ بِمـا تَبغِـي لَهَـا قَائِمُ السَّعدِ
محمد بن أحمد الورغي أبو عبد الله.شاعر من أئمة البلاغة، والمعلق على كاهله سيف الفصاحة والبراعة وهو من تونس.وقد عاش في القرن الثاني عشر، حيث امتاز هذا القرن بظهور الفتن، وتعرضت تونس لأعنف الهزات، وانقسمت البلاد أشياعاً.ولقد تعلم الورغي على أيدي أعلام كبار ودرس عليهم التاريخ والسير والشعر والعلوم الأدبية وخصوصاً على مفتي الجماعة الشيخ محمد سعادة، وللورغي آثار كثيرة من نثر وشعر لم يصلنا منها إلا القليل. له ( ديوان شعر - ط ).