
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أعيـداً حـديثَ الأنـسِ عنْ ساكِنِ السَّفْحِ
عَسـَى تُبرِداَمـا بِالجَوانِـحِ مـن لَفـحِ
وإيَّاكُمـــا ذِكــرَ العُــذَيبِ فــإنَّهُ
علـى غَيرَتِـي عَنْـهُ غَنِـيٌّ عـنِ الشـَّرحِ
خَليلَــيَّ لا أنْســَى وقَــدْ جِئتُ حَيَّهَـا
وحِيـداً أسـِرُّ الخَطـوَ فِي غَيهَبِ الجُنحِ
تُطــالِعُنِي الجَـوزَاءُ شـزراً وَيَنطَـوي
عَلَـى حَنَـقِ قَلـبُ السـِّمَاكِ مَـعَ النَّطحِ
وَمــا وَطِئَتْ رِجلِـي عَلَـى غَيـرِ شـَائِكٍ
ولاَ قَبَضـــَتْ كَفَّــايَ إلاَّ عَلَــى رُمْــحِ
أحَـــاولُ مِنهَــا لَفتَــةً لا لِريبَــةٍ
وأطْلُــبُ مِنهَــا نَعْمَـةً لا علـى قَـدحِ
وَلـولا انتِشـارُ النَّشـرِ من طَيّ رُدْنِهَا
وبَـرق ثَناياهـا ضـَلَلتُ إلـى الصـُّبْحِ
فأيقَظَهَــا مِلبُعــدِ خَفْــقُ حُشاشــَتي
وقَدْ عادَ حَربُ الدَّهرِ فِيهَا إلى الصُّلحِ
فَــوافَتْ وَيَــا لَلُّــهِ كَــابنِ مُحمَّـدٍ
وقَـد قَـامَ لِلتَّعيِيـدِ في سَاحَةِ الصَّرحِ
ألاَ إنَّـهُ البَاشـَا الـذِي اعتَرفَـتْ لَهُ
مُلـوكُ الـوَرَى بِالخَلقِ والخُلُقِِ السَّمحِ
هُمَّــامٌ إذا عَــايَنتَهُ قُلــتَ إنَّ مَـن
سـِواهُ مِـنَ الأملاكِ مِـنْ جُملَـةٍ السـَّرحِ
طَــوى لاكتِســابِ الحَمـدِ كُـلَّ تنوفـةٍ
يُغَنِّـي بِهَـا طَيـرُ الفَخَـارِ عَلَـى دَوحِ
وأظهــرَ فـي ذا الملـكِ كـلَّ عجيبـةٍ
يغنـي بهـا طيـر الفخـارِ علـى دوحِ
رَأينــاهُ لَمَّــا وَدَّعَ الصـَّومَ رَاجِعـاً
وأقْبَـلَ عِيـدُ الفِطـرِ في مَعرِضِ الفَرحِ
تَطَلَّــعَ مــن بيـنِ الأسـَاطِينِ مِثَلمَـا
تَطَلَّـعَ وجْـهُ الرُّشـْدِ مـن خِلَـلِ النُّصحِ
وَقَـــامَ لإعطَـــاءِ التَّحيَّـــةِ مُقبِلاً
كمـا انتَصـَبَ الرُّكـنُ اليَمَانِيُّ لِلمْسْحِ
وأبْــرَزَ لِلتَّقبِيــلِ كَفّــاًلَو أنَّهَــا
تَمُــرُّ بِمَقــرُوحٍ لَصــَحَّ مــنَ القَـرحِ
ولا شــَكَّ أنَّــا إذْ لَمَســْنَا يَمِينَــهُ
ظَفِرنَـا بِكَنـزِ اليُمنِ من مَعدِنِ الرّبْحِ
فَيـا أيُّهـا الغَيـثُ الـذِي جُـودُ كَفِّهِ
مــن الـدَّرّ والإبرِيـزِ مُنتَشـِرُ السـَّحّ
ويـا أيُهّـا السـَّيفُ الذي انقَطَعَتْ بِهِ
رِقَـابُ بَنـي البُهتَانِ مِن غَيرِ ما جُرْحِ
فَــذاكَ مِــنَ الأســوَاءِ كُــلُّ مُمَلَــكٍ
ســَجِيَّتُهُ وَقــفٌ علـى الجُبْـنِ وَالشـحّ
وَهُنِّيــتَ بِالعِيــدِ الـذي كُـلُّ مَوسـِمٍ
عَلَــى إثـرِهِ أزكَـى وَأعظَـمُ بِالنُّجـحِ
تَحَاشـا وأيْـم اللـهِ عَـن كُـلُّ وصـمَةٍ
سـِوى أنَـهُ قَـد جَـاءَ فـي أثَرِ الفَتحِ
فَلاقَــاهُ مــن وَالاكَ كَـالزَّهرِ بَاسـِماً
وَواجَـهَ مَـنْ عَـاداكَ فـي غايَةِ القُبْحِ
وأنعِـم بِهَـذا القَصـرِ دَهـرَكَ بَاديـاً
لَـكَ البِشـرُ مِـن أرجَائِهِ عالِي القَدْحِ
سـَوَاريهِ مثـلُ الغيـدِ أرخَـتْ ذَوَائِباً
ولَـولا الحَيـا مـالَت حَوالَيـكَ لِلشَّطحِ
تَــرى كُــلَّ بَيضــَاءِ الأدِيـمِ تَوكَّـأتْ
عَلـى مِثلِهَـا سـَمرَاءُ في جَودَةِ السَّطحِ
شــَدَدنَ عَلـى الأوسـَاطِ حُزمـاً كَأنَّمَـا
يُرَجَّيـنَ أنْ تَـدعُو الجَمِيعَ إلى الكَدحِ
وَنَمَّقــنَ أعلـى الـوَجهِ نَقشـاً كَـأنَّهُ
شـَظَايا فَتِيـلِ اللَّيـلِ في غُرَّةِ الصُّبحِ
وَقُمــنَ علــى دَســتِ النَّضـَارِ كَـأنَّهَ
مِــن الثَّلـجِ إلاَّ أنَّـهُ فَاقِـدُ الرَّشـحِ
بَـــدَائِعُ أزرَتْ بِالبَــديِعِ وأغْمَــدَتْ
مَصـَانِعَ ذِي غَمـدَانَ فـي حَيِّـزِ الطَّـرْحِ
وَرَامَ يُحاكِيهـــا الســَّدْيِرُ بِحــالِهِ
وَأيـنَ مِـنَ السـَّعَدانِ نَابِتَـةُ الطَّلـحِ
وكَـمْ لَـكَ فـي نَشـرِ المَفَـاخِرِ مِثلُهَِا
إذا بَلِغَــتْ شــَانِيكَ أيقَـنَ بِالذَّبـحِ
أمــا يَتَــوقَّى مَــنْ يُبارِيـكَ عَزمَـةً
تُمَيِّـزُ بَعْـدَ المَـزجِ عَـذباً منَ المِلْحِ
بَعَثْــتَ بهــا للغـربِ والشـَّرقِ خُطَّـةً
تَخُــطُّ بِهَــا الأقلاَمُ مَجـدَكَ فـي لَـوحٍ
فَلاَ زِلْــتَ تُبْــدي كُــلَّ حِيـنٍ غَرِيبَـةً
تَـروقُ النُّهَـى بَـدْءاً وَتَخْتِـمُ بِالمَدحِ
محمد بن أحمد الورغي أبو عبد الله.شاعر من أئمة البلاغة، والمعلق على كاهله سيف الفصاحة والبراعة وهو من تونس.وقد عاش في القرن الثاني عشر، حيث امتاز هذا القرن بظهور الفتن، وتعرضت تونس لأعنف الهزات، وانقسمت البلاد أشياعاً.ولقد تعلم الورغي على أيدي أعلام كبار ودرس عليهم التاريخ والسير والشعر والعلوم الأدبية وخصوصاً على مفتي الجماعة الشيخ محمد سعادة، وللورغي آثار كثيرة من نثر وشعر لم يصلنا منها إلا القليل. له ( ديوان شعر - ط ).