
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســَعِيدُ المَبـاني مَـا يَطُـولُ ويَمتَـدُّ
إذا كَـانَ لِلـوَجهِ الجَميـلِ به القَصد
ولاَســِيَمَأ إنْ كَــانَ فـي خُلُـقِ الـذي
بَنَــاهُ انطِبَـاعُ لاَ انقِبَـاضٌ ولاَ حِقْـدُ
بِــذا يَحسـُنُ المَبنَـى ويَسـعَدُ أهلُـهُ
ويَحــوي بِــهِ آمَــالَهُ الأبُ والوِلْـدُ
وَيَصــْدُقُ إنْ قَــالَ الخَــبيرُ بِوَصـفِهِ
هِـيَ القُبَّـةُ الفَيحَـاءُ مَا إنْ لَهَا نِدُّ
لَقَـدْ خَفِيـتْ حـتى إذا التَّخْـتُ زارَهَا
تبـدت ومـا للملـك مـن مثلهـا بـد
نتيجـة فكـر قـد سـها عنـه من مضى
فشــيدها مـن هـذّب الأمـرَ مـن بعـدُ
فَجـاْءَتْ كَنَجـمِ النُّجـحِ طـال انتِظارُهُ
فَمِــنْ كُــلّ نَجَّــامٍ لِطَلعَتِــهِ رَصــدُ
ولَـو لَـمْ تَكُـنْ نَجْمـاً يُرَجَّـى طُلُـوعُهُ
لمـا كَـانَ مِـنْ بُرجِ السُّعُودِ لَهَا مَهْدُ
فَـألْقَتْ عَلَـى بَـاقِي المَنَـازِلِ يُمنَهَا
فَفِــي كُـلّ بَيـتٍ مِـنْ سـعادتها سـعد
وكـــانتْ لأعيــانِ المحــبينَ قــرّةً
وإن كـانَ منهـا في عيونِ العدى فقدُ
فَسـَرّحْ بِهَـا طَرفـاً إلَـى الآن لَم يَكُنْ
لَـهُ مـن بَـديِعِ الشَّكلِ مِنْ قَبلِهَا عَهْدُ
فَتُعطِيـكَ بِالتَّمثْيـلِ مِـا شِئْتَ مِنْ مُنىً
فَــإنْ شـِئتَهَا رَوضٌ وإنْ شـِئتَهَا خَـودُ
وإنْ أنــتَ أنعَمْــتَ التأمُـلَ خِلتَهَـا
يَتيمَـةَ دارِ المُلـكِ تَـمَّ بِهَـا العِقدُ
هِـيَ الـرَّأسُ مِنهَـا والطَّويلَـةُ صَدرُهَا
ومَـا قَـد عَلاَ ذَاكَ الصـّدارَ لَهَـا نَهدُ
وَمَـا صـَغُرَتْ تِلـكَ البَسـاتينُ حَولَهَـا
لأنَّ قَليلاً كَافِيــــــاً كُـــــثرُهُ دّدُّ
عَلَــى أنَّهَــا رَوضٌ يُــذَبِّحُهُ الحَيَــا
فَفِـي كُـلّ نَـورٍ فـي تَفاصـِيلهَا بُـردُ
وفـي أوجِهَا حَيثُ الكُوى مِنهَا أو مَأتْ
إلى الشَّمسِ قُدسُ الله في قَلبها يَندْوُ
فَــإذا ذَاكَ أضــدادُ الأشــِعَّةِ جُمِعَـتْ
ومـنْ قَبلِ هّذا الحِينِ ما اجتَمَعَ الضِدُّ
عَلَـى أربَـعٍ قَـامَتْ وإن كَـانَ شـِبهَهَا
مِــنَ الغِيـدِ يَكفِـي فـي مَلاحَتِـهِ قَـدُّ
وَلَكِنَّهَـــا زادَتْ لِتَلعَـــبَ بِــالنُّهَى
إلى الغَايَةِ القُصوى أساطينُها المُلدُ
ومَــا قَيَّــدَ الألحَـاظَ مِنهَـا كَمَركَـزٍ
مَــوَاتٍ وأمـوَاهُ الحَيـاةِ بِـهِ تَعـدو
لِمَعنـىً تَـرَى الأنحَـاءَ مِنهـا ثَمَانياً
فَهَـلْ هِـيَ إلاَّ مِـنْ جِنـانٍ بِهَـا الخُلْدُ
وألقَـتْ عَلـى ظَهـرِ الطَريـقِ وِسـَادَهَا
لِئلاَّ يُلاقـي الغَبـنَ فـي قَصدِهَا الوَفْدُ
وَتُبصــِرُ مِــنْ قُــربٍ مُرِيــداً تَـوَدَّهُ
وتَسـْمَعُ بَـدءاً صـَوتَ مَـنْ قَصْدُهُ الرّفدُ
فَحَسـْبُ مَـنِ اسـتَعفى مـن الضَّيم وَقفةً
وحَسـْبُ الـذي يَـأتي لِعَاداتِهَا العَودُ
وأعظِـمْ بِهَـا والبُـرجُ يَكفِـتُ ذَيَلَهَـا
كَجَالِســـَةٍ قَســْعَاً وكُرســِيُّهَا طَــودُ
وَلَــو نَطَقَــتْ قَــالَتْ لَـهُ كُنـتَ لـي
وَمِـنْ بَيننـا فِيمَـا طُبِعْنَـا لَـهُ بُعدُ
طُبِعـتُ عَلَـى التَّقـوى فأقبَـلُ من دَنَا
وأدنُـو لِمَـنْ يَنـأى ومِنْ طَبعِكَ الطَّرْدُ
فَــأينَ مُخيفَــاتٌ بَهَـا كُنـتَ تَحتَمـي
أمِـنْ قَـدَرٍ يـأتي بِـهِ الصـَّمَدُ الفَرْدُ
وهَــا أنـا ذي وجَّهـتُ وَجهِـي لِـوجِهه
وَمِـنْ ذِكرِهِ مَا دُمْتُ في الدَّهرِ لي وِردُ
وَبِعـتُ المَغـاني بِالمَثـانِي ونَشـوَتي
بِمـا قَـامَ حَمَّـالُ الحَـديثِ بِـهِ يَشدْوُ
بِهَــذا رَأيـتُ السـَّمكَ أصـبَحَ مَنزِلِـي
وأنــتَ كَمَـا عَـايَنتَ مَنزِلُـكَ الوَهـدُ
كَـذَلِكَ يَعلـو مَـنْ إلـى الخَيـرِ سَعيُهُ
ويَسـْفُلُ مَـنْ يَغـدُو إلـى الشـَّرّ يَشتَدُّ
كَفَتنـي مِـنَ المَـولى القَـويّ حِمايَـةٌ
ومَـا بَعـدَ عَـونِ اللـهِ فِـي شِدَّةٍ جُندُ
عَلَــى أنَّ بِالإســنَادِ لِـي بِـكَ حُرمَـةٌ
عَليــكَ لِمَــنْ أولاَكَهَـا يَجِـبُ الحَمْـدُ
هـوَ السـَّيِّدُ البَاشـَا الـذي بِكَمَـالِهِ
وإكمَــالِهِ مَــا يَنبَغِـي كَمُـلَ الحَـدُّ
مُـرادِي عَلِـيُّ بْـنُ الحُسـَينِ ومَـن يَقُلْ
لَــهُ فــي النَّهـى شـَانٍ فَقَـولَتُهُ رَدُّ
إذا عُــدَّ مَــنْ وَفَّــى بِكُــلّ ملِيحَـةٍ
وقِيـــلَ عَلِـــيٌ أوَّلٌ وَقَـــفَ العَــدُّ
ســَقَى قَصــرَهُ هَــذا وكُــلَّ قَــرارَةٍ
يَحُــلُّ بِهَـا سـَارٍ مِـنَ اللَّطـفِ مُمتَـدُ
دُعَـاءٌ أجَـابَ اللـهُ مَـنْ قَـدْ دَعَا بِهِ
وَتَــاريخُهُ بَيــتٌ بِـهِ أونِـسَ السـَّعدُ
بِحُرمَـةِ مَـنْ وافَـى إلـى الخَلقِ رَحمَةً
فَزَالَـتْ بِـهِ الأسـوا وتَـمَّ بِـهِ الرُّشدَ
عَلَيـــهِ صـــَلاةٌ لاَ يُحَــاطُ بِقَــدرِهَا
يُحَـاطُ بِهَـا عَنْ فَيضِ بابِ الرّضَى السَّدُّ
ويَـدخُلُ بـانِي البَيـتِ في حِصنِ دِرْعها
فَتَحفَظَـهُ حِفـظَ الحِمَـى الحَافِظِ الجَلْدِ
وَفـي حِـرزِ بسـمِ اللـهِ وَهـي وَجيهَـةٌ
يَحِـقُّ بهـا المَبدا وَيَزكو بها العودُ
محمد بن أحمد الورغي أبو عبد الله.شاعر من أئمة البلاغة، والمعلق على كاهله سيف الفصاحة والبراعة وهو من تونس.وقد عاش في القرن الثاني عشر، حيث امتاز هذا القرن بظهور الفتن، وتعرضت تونس لأعنف الهزات، وانقسمت البلاد أشياعاً.ولقد تعلم الورغي على أيدي أعلام كبار ودرس عليهم التاريخ والسير والشعر والعلوم الأدبية وخصوصاً على مفتي الجماعة الشيخ محمد سعادة، وللورغي آثار كثيرة من نثر وشعر لم يصلنا منها إلا القليل. له ( ديوان شعر - ط ).