
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أتَــاني أنَّ مَنزِلَهَــا الهِضــَابُ
وَمَنزِلَنَــا الأبَاطِــحُ والرّحَــابُ
فَخَـــامَرَني لِرؤُيَتِهَـــا غَــرَامٌ
يَهُــونُ لِمِثِلِـهِ الخُطَـطُ الصـّعَابُ
وَفـي طَرقِـي مَفَـاوِزَ لَيـسَ يَـدرِي
مَســـَالِكَهَا لِبيضــَتِهِ العُقــابُ
فَخُضـتُ لَهَـا التَّنَـائِفَ تَحْـتَ لَيلٍ
جَفَــانِي فِيــهِ أهْلِـي والصـّحَابُ
ســـِوى ســـَرجٍ تَحَمَّلَــهُ ســَبُوحٌ
وَغَضـــْبٍ لا يَلَـــذُّ لَــهُ قِــرَابُ
قَرَنْــتُ بَيَاضــَهُ بِســَوَادِ عَيِنـي
وَجَمَّعَنِـــي وَطَلْعَتَـــهُ النِّقَــابُ
صـــــَرَفْتُ ظِبـــــاهُ نَحْـــــوَ
يُكَلِّمُــهُ إذَا انْفَحَــمَ الخِطَّــابُ
فَأنَّســَنِي وَوَحــشُ اللَّيـلِ يَسـطُو
عَلَـــى أمْثَــالِهِ ظُفُــرٌ ونَــابُ
وَشــَاهَدْتُ المَنِيــةَ دوُنَ ســَلمَى
وَكَـانَ بُلُوغَهَـا العجـب العَجَـابُ
فَقَــالَتْ مَــن تُـرَاهُ أعَـزَّ مِنِّـي
فَقُلْــتُ وَحَقِّــك المَلِـكُ المُهَـابُ
أبو الحَسَنِ المُفِيضِ عَلى البَرَايَا
مَحَاســِنَ لا يُحِيـطُ بِهَـا الحِسـَابُ
هـوَ البَاشـَا الـذِي خَضـَعَتْ وذَلَّتْ
لِســَطوتِهِ مِــنَ الأمُــمِ الرّقَـابُ
بِنَفــسٍ لاَ تَمِيــلُ إلــى وَضــِيعٍ
وَكَـــفٍّ لاَ يُعـــادِلُهُ الســـَّحَابُ
وَعَـــزمٍ يَنشـــدُ الثَّقَلانِ فِيِــه
بِغَيِــرِكَ صــَارِماً ثُلِـمَ الضـّرّابُ
محمد بن أحمد الورغي أبو عبد الله.شاعر من أئمة البلاغة، والمعلق على كاهله سيف الفصاحة والبراعة وهو من تونس.وقد عاش في القرن الثاني عشر، حيث امتاز هذا القرن بظهور الفتن، وتعرضت تونس لأعنف الهزات، وانقسمت البلاد أشياعاً.ولقد تعلم الورغي على أيدي أعلام كبار ودرس عليهم التاريخ والسير والشعر والعلوم الأدبية وخصوصاً على مفتي الجماعة الشيخ محمد سعادة، وللورغي آثار كثيرة من نثر وشعر لم يصلنا منها إلا القليل. له ( ديوان شعر - ط ).