
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بكـاؤك يـوم الـبين يـا أم حـاجب
ووجـدك مـن فقـد القريـن المصاحب
يســــرّك عقبـــاه بـــأوبته إِذا
تهنيــك بالبشــرى ذوات الـذوائب
لعمــرك مـا أعرضـت عنـك لياليـا
وأعمنــت عـن بغـض ولا عـن معـائب
ولكـن طلاب العـز أولـى مـن الثوى
علـى حالـة الارغـام بيـن الرغائب
ذرينـي مـن جبـس مـن النـاس أبلد
ثنـاه عـن الترحـال دمـع الحبائب
سـلي عـن فـتى خـاض البحار ولجَّها
وشــمر بــالادلاج فــوق النجــائب
ولـم يغتمـض مـذ يـوم فـارق أرضه
إلــى أن أتاهـا زائراً بالقواضـب
وبالمـال والأتـراس والرايـة التي
تجــذذ حلقــوم الحسـود المجـانب
أمـد بهـا النـدب الذي لم يكن له
شـبيه بـأرض الشرق أو في المغارب
امــام حمــيّ الأنــف صـدق حمـاؤه
عزيـز رحيـب الصـدر جـم المـواهب
أخو الدولة الزهرا التي عز أمرها
بقاضــي قضـاة المسـلمين الأطـائب
همــا رسـيا فيهـا فقـرت بأهلهـا
كمـا قـرت الغـبرا بصـمّ الشـناخب
هـــم طلقــا دنياهمــا وتزوجــا
مكارههــا إِذ فيـه مهـر الكـواعب
ســمت بهمــا للحســنيين عزيمــة
فحلاّ بهـا فـي المجـد أعلا المراتب
هنيئاً لمــن أمسـى وأصـبح نـاظراً
لوجهيهمــا مستحســناً كالمواضــب
فمــا كنــت إلا باحتسـاب إليهمـا
ألـــجّ بطرفـــي دائبــاً أي دائب
ألا إن قلــبي مــذ تغيبـت عنهمـا
شـــجيّ وصــدري كــائب أيّ كــائب
أصـت غـداة الـبين بـالبين منهما
ومــن عصــبة غـر كمثـل الكـواكب
عصــابة صــدق أسســت كــل معلـم
بـدين الهـدى ترجـو حميد العواقب
بعرصــة نــزوى ذات ديــن وعفــة
وحلــم رســيب كالجبـال الرواسـب
فلـو أن لـي نفسـاً ونفسـاً صحبتهم
بنفــس ونفــس ترتمــي للمطــالب
لقــد رمتهــم قصـد الأشـرف حاجـة
فأصــبحت فيهــم قاضــياً للمـآرب
ومـا كسـرور المـرء بالنجـح نعمة
إِذا آب عــن حاجــاته غيـر خـائب
أقـول لشـيخ مـن بنـي القيس أشهل
شـديد اللقـا شـهم كريـم المناصب
كريــم المحيــا فيصـل ذي مهابـة
وجــاه ووجــه للقصــي والأقــارب
أبـي هـل ترانـي كاذباً في مقالتي
ستنصــرني الاخـوان أم غيـر كـاذب
جلبـت لـك الخيرين والمجد فابشرن
بطيــب حيــاة أو بحســن عــواقب
ومــا خلــق الفتيـان إِلا لمثلهـا
وإلا فهــم أولــى بلبــس الجلابـب
ألـم تـر أن القـوم ينعـش أمرهـم
فـتى لا يقـرُّ الضـيم محـض الضرائب
إذا مـات دينـا لحـق قمـت بثـاره
وناصــبت فيــه كــل غـاو مناصـب
إِذا لـم أقـم للحـرب سوقاً فلا علت
إذاً لـي يـداً يومـاً ولا عـزّ جانبي
سـأقدح نـار الحـرب حـتى أثيرهـا
بــواد تغطيــه ذيــول الغيــاهب
سأكشـــف غمــا حضــرموت بوقعــة
تســـرّ بصــرعاها ذوات المخــالب
سأقضـي حقـوق السـيف بعـدد ثـوره
وأرضـي بمـا أقريـه أسـد السباسب
فلســت أرى حقــاً تقــوم قنــاته
وتخفــق إلا بعــد نــوح النـوادب
ومـا في امرىء أضرى الحروب ببلدة
فــأبكى بواكيهـا إِذاً مـن عجـائب
مـتى أحمـل السـيف المشـطب أصبحت
طغــاة الـورى ذلاً عـراة المنـاكب
ومـا الخيـر إِلا فـي السيوف وهزها
والقائها في الهام أو في الحواجب
بهـا ندرك الفردوس والحور والعلا
معـاً والمعـالي والتمـاس المناقب
وحمـل الفـتى للسيف في اللّه ساعة
كســتين عامــاً مـن عبـادة راهـب
فمــال إِلا الســيف حصــن ومفــزع
إِلـى أن ألاقي السيف والسيف صاحبي
لقــد شـاقني للحـرب يـوم عصبصـب
وأشـرب قلـبي المـوت بين الكتائب
كمثـل ابـن يحيـى وابن عوف وأبرهٍ
وبلــج ومـرداس ومثـل ابـن راسـب
عــدمت منــاي إِن رضــيت لمهجـتي
منيــة مبعـوث ثـوى فـي المحـارب
لعمــري إمَّــا مــتُّ مـتُّ وإن أعـش
فكــم مــن حـروب تصـطلى ومكـارب
ألا رب يـــــوم للجلاد أمامنــــا
عبـوس جليـل الخطـب جـم النـوائب
تـرى النـاس فـي بيـن دام وجـاثم
وجـــاث ومنكـــبَّ قتيــل وهــارب
هنالــك تبلــو كـل نفـس مقالهـا
ومـا أودعتـه في الليالي الذواهب
لقــد علـم الغـاوون أنـي لصـادق
وفــي بمـا أوعـدت عنـد التحـارب
عجبــــت لأنــــذال قلال أذلــــة
يســومون خســفاً كـل قـار وكـاتب
حلال حلال مقــــت كــــل ممقّــــت
بــأرض عنــد ســيدانها للثعـالب
وتعسـاً وتعسـاً لامريـء حـاز أمـره
ســفيه غــبي فخـره فـي المثـالب
يــتيه إِذا ارتجــت معـازف لهـوه
ويعتــق بيـن الملهيـات الكـواعب
ســيعلم يــوم الـروع ذاك بأننـا
نزيـد إذا اشـتدت حـزوم المطـانب
ومـن يـرد المـوت الكريـه بنفسـه
إذا كــاع عـن حيضـانه كـل هـائب
وحســـبي وحســـبي للجلاد بعصــبة
شــبامية مثــل النجـوم الثـواقب
إِذا مهـدت بـالبيض مـادت وزلزلـت
منــاكب أرض اللّـه مـن كـل جـانب
فيــال شـبام أنتـم الجنـة الـتي
يلاقـى بهـا جيـش العـدو المغـالب
ويــال شــبام أيـن أيـن كمثلكـم
يعــد لحــرب أو لــدفع النـوائب
وفــي آل همـدا ابـن زيـد عصـابة
كمثـل نجـوم الليـل بيـن المصائب
جيـاد جيـاد فـي الـوغى بنفوسـهم
وبالمـال إِن جلَّـت خطـوب المشـاغب
بنـي مالـك شـدو العمائم واكشفوا
لـذي العـرش عن ساق لحرب المحارب
بنـي مالـك لا عـز إن لـم تجـردوا
ذوات الغواشـي والظبـا والمضـارب
وذو صـــبَّح فيهــا لعلــم عصــبة
يطيـب الثنـا فـي مردهـا والأشائب
حقيقتهــم فــي الـدين أيّ حقيقـة
قلــوبهم عنــد اللقـا والتضـارب
فلا ينســني الرحمــن جـل وداعهـم
عشــية رحنــا بالـدموع السـواكب
وكـم فـي مديـد أو بنـرس وأختهـا
حبــوض وبــورٍ مـن أبـاطني راغـب
وصـلى الهـي جـل ذو العرش والعلا
علـى أحمـد المبعـوث مـن آل غالب
إبراهيم بن قيس بن سليمان أبو إسحاق الهمداني الحضرمي.من أئمة الإباضية، ولد في حضرموت، واستعان بالخليل بن شاذان الإمام الإباضي بعمان فأعانه بجند ومال فاستولى على حضرموت باسم الخليل.وأقامه الخليل عاملاً عليها وأقره الإمام راشد بن سعيد ثم قلد أمر الإمامة بعد ذلك.وكان شجاعاً جلداً على احتمال المشاق له غزوات إلى الهند.أظهر دعوته في حياة أبيه بعيد سنة 450هوكان شاعراً.له مصنفات منها (مختصر الخصال -ط) و(السيف النقاد -ط) ديوان شعره.