
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بنــيّ ســقاك اللّـه يابـا محمـد
بنــوَّ السـماك الوابـل المتهـدد
بنــي فــإن القلـب فيـك لـواله
ودمعــي كمثـل اللؤلـؤ المتبـدد
كمـا عشت في دنياك بالبر والتقى
رحلـت مـن الـدنيا بـزاد إِلى غد
ولكــن مــا أورثتنـا مـن رزيـة
فنحــن لـه فـي حجـل قيـد موصـد
وأغلال حـــزن لا يفـــك أســيرها
وكيـف وقـد غيبـت فـي بطـن ملحد
يلــذ لنــا عيــش وننظـر زهـرةً
بعيـن سـرور أو نـرى طيـب مرقـد
لقـد كنـت أخشـى أن يفجـر خطبها
علــيَّ فأضـحى فـي حجـال التوجـد
فلـم يخطنـي مـا كنـت أخشى لأنني
رأيـت الفنـا يعتـام أهل التعبد
فهـا أنـا من بعد الجلادة والعزا
أقـول لعينـي بالبكـاء له أسعدي
بــدمعك إن الــدمع فيـه وسـيلة
إلى الحسن القاضي إلى ذي التوحد
إذا كـان ديـن الحـق يصبح بعدما
رمتـه المنايا اقطع الرجل واليد
فلا لــوم امَّـا لامنـي اليـوم لائم
إذا مـا جـرى دمعـي وعيـل تجلدي
يقــول أبـو قيـس الفقيـه محمـد
ســلالة إبراهيــم عنــد التهجـد
وقــد سـال للعينيـن دمـع كـأنه
رشــاش سـحاب حيـن أسـبل الرمـد
عــزاؤك أولـى مـن بكـائك للأسـى
أفــق يـا امـام واصـطبر وتشـدد
فـإن أخانـا لـم يغـب غيـر شخصه
وآثــاره فــي كــل غـور وأنجـد
فقلت له يا ابن الكريم مضى الذي
بـه يقتـدي للرشـد من كان يقتدي
مضـى العلم المفضال من يهتدى به
وكوكبهــا الوضـَّاح بعـد التوقـد
نعــــاه فــــإني رام لا درَّ درَّه
جهــول بصــوت مرعــد أيّ مرعــد
فيـا لـك من ناع بعثت على الورى
جنــود أسـى فلّـت جنـود التجلـد
نعيــت فاصــميت الامــام بنبـاة
ألـم تـر مـا جـرت علـى كل مهتد
هـددت خوارزمـاً ومـن حـل نحوهـا
ومــن بنفــوس والعــراق وبدبـد
وأرض عمــان واليمــان وشــامها
ويثربهــا والزنــج أصـوات عـوَّد
لأن كنــت بالاسـلام أصـبحت شـامتاً
وقلـــت تقضـــي ركنــه فتأيــد
فمـا مـات إلا بعـد ما كشف الدجى
وروى غـرار السـيف مـن كـل معتد
ألمــا تـرى الاسـلام أعتـق عصـره
وعـزت بـه الأخيـار فـي كـل مشهد
وكـان صـليب العـود مراً إذا أبى
عطوفـاً كمثـل الشـهد عند التودد
ملاذاً إذا الفرسـان جـالت بركنـه
يـرد إليـه الحكـم فـي كـل محفد
علـى بـابه كـالجيش ما بين سائل
وشــاك وخصــم صــدّراً بعــد ورَّد
ومــا منهــم إلا ينــال ســؤاله
بيسـروان لـم يسـأل الرفـد يرفد
لــديه بهاليــل كـرام تبهللـوا
لمـا نظـروا مـن جـوده والتعـود
تــرى نجلــه فيهـم سـعيداً لأنـه
غرســية مجــدٍ طــائلاً بالتمجــد
كـذا كـل أصـل طـاب طـابت فروعه
فللَّـه فـرع طـاب مـن طيـب محتـد
وكــان خــدوماً للضــيوف مخـدّماً
أبـا مشـفقاً لمـا تشأ في التجوّد
فيــا حســن مـن للامـام امامنـا
إذا مـا دهـى الداهي بأمر كمحشد
يقـود إلـى جيـش البغـاة جيوشـه
ويحمــل فـي غماتهـا فـوق أجـرد
ومـن ذا يقيـم الحـد بعـدك نحوه
وينفــذه مــن للأســير المقيــد
ومــن ذا يعـم المرمليـن بفضـله
ويمنعهــم ممــن طغــى بالمهنـد
ومـن ذا يلاقـي معبـداً أو محمـداً
وخــدنهما عبـد الالـه بـن أحمـد
ومـن ذا لـدهيا إن دهـت لعظيمـة
فيـــدفعها أو للهيــف المطــرد
كمـا كنـت تلقانـا بوجهـك مسفراً
مـع العلـم العـدل الامام المسدد
ألا ليـت شـعري اليـوم أيـة بقعة
حوتــك لقـد راحـت بمجـد وسـودد
بنـزوى فيـا نـزوى سـعدت بقـبره
أأم بمنــاقى أم بأجبــال يحمـد
فـإن قلـت تسقي قرك الغر لم أكن
بمسـد لبحـر الـبر والجود من يد
ولكننـي مـا عشـت أسأل ذا العلا
لقـاءك فـي الفـردوس دار الترغد
فـرح سالماً واسلم سلمت من الردى
كمـا سـلمت آبـاؤك الغـر وأرشـد
فمـذ لـم تـزل حسـناك حياً وميتاً
علـي ومـن يجحـد أخا الجود يلحد
بـذلت ولـم تبخـل حياتـك لي يداً
ورودك يـــوم الحشــر جــل ئزود
فهـذا ثنـاء الصدق إن كنت كاذباً
لحيــت وإن أصــدق فغيــر مفنـد
ألا إننـي لا بـد أن أجـرع الفنـا
وإن لـم أرح في أول الليل اغتدي
فيــا شـامتاً للمسـلمين بشـربهم
كـؤس الأسـى اقصر لك الويل فاقصد
لئن غــالهم حـزن بواحـد عصـرهم
فقـد كـذب الغـاوون عنـه بأكمـد
أظنهـــم أن الامـــام إذا مضــت
دعامــة ديــن لـم يقمـه بأعمـد
فلمـــا رأوه زاد وازداد شـــدة
وزاد هياجــاً مـات أهـل التفنـد
ألا أنمـا دانـت وطـابت ولـم تدن
لــه الأرض إلاّ بعــد صـرم ومحصـد
فـذاك الـذي لا فخـر إلا لـه كمـا
حمـى حرمـة الاسـلام مـن كـل مفسد
جزيرتــه فـي الأرض صـارت كأنهـا
بـه البدر في جنح من الليل أسود
امـام الهـدى إنَّـا كما قال قائل
تقــدم فــي بيــتي عـزاء بسـيد
فلـو كـان يفـدى سـيَّد مـن منيـة
فــديناه عـن مـال طريـف ومتْلـد
ولكنـــه صـــبر جميـــل مقــدر
مـن الأمـس يستولي على ثابت الغد
وأيضـاً فلـوحيٌّ مـن الناس لم يمت
لكـان ولكـن هـل بهـا مـن مخلـد
أمـا ذاق كـأس المـوت فيها محمد
ومــا حملــت أنـثى بمثـل محمـد
فصـلى عليـه اللّـه ما صاح صائحاً
بِحَيْعَلَــةٍ فــي اثــره والتشــهد
إبراهيم بن قيس بن سليمان أبو إسحاق الهمداني الحضرمي.من أئمة الإباضية، ولد في حضرموت، واستعان بالخليل بن شاذان الإمام الإباضي بعمان فأعانه بجند ومال فاستولى على حضرموت باسم الخليل.وأقامه الخليل عاملاً عليها وأقره الإمام راشد بن سعيد ثم قلد أمر الإمامة بعد ذلك.وكان شجاعاً جلداً على احتمال المشاق له غزوات إلى الهند.أظهر دعوته في حياة أبيه بعيد سنة 450هوكان شاعراً.له مصنفات منها (مختصر الخصال -ط) و(السيف النقاد -ط) ديوان شعره.