
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَحـــوال بــالأقلام وعــظ الأعانــد
ووعظهـــم بالمرهفـــات النواضــد
وعظــت ســفاهاً قــد يـرون سـفاهة
عظـــاتي بــالقرآن أو بالقصــائد
ورمــت لهــم خفـض الجنـاح تكرمـاً
ومـا الشـر إن لـم يلـق شراً بخامد
لأن جـــرت الأقلام بـــالحبر حجـــة
فمـن بعـدها بـالبيض مـاء القماحد
رويـداً فـإن الـدهر إن جـار تـارة
فعــن تــارة يثنــي بـأمر مسـاعد
وما نهنهتني النفس للنوم في الثوى
ونهنهتهـــا إِلا لبعـــض المكــائد
لعمــر أبـي إن طـاولت أو تعجرفـت
إلينـا العـدا فـالمبتلي غير سامد
ألا ربمـــا عـــض الظلــوم بكفــه
إذا مـا رآى زاد الجليـد المجالـد
وكـم أمـة قـد أعرضـت عـن عظاتهـا
لسـبق القضـا فـي حتفهـا المتوارد
فلا تبـــتئس أن الظلــوم لــه إِذا
تـــألفت الرايــات أخــذة راصــد
وإنــي ومـا خـولت مـن أمـر عزنـي
لمتبــع أثــر الشــراة الصــنادد
أجــود بنفســي دون دينــي سـماحة
لأبلـغ فـي العليـا منـال المجاهـد
ومـا الدين إن لم ينعش السيف أمره
بمنتعــش عــن معظمــات اللحــائد
وكـل امرىـء يرضـى المذلـة ملبسـاً
فمــا بينــه فــرق وبيـن الـولائد
وأي حيـــــاة للكريــــم إذا رآى
دنـاة الـورى أربـاب أهـل المساجد
كفـى المـرء عـاراً إن تـراه مروعاً
تروعــه الســفَّاه بيــن الخــرائد
هـي النفـس إن وافتـه سـهلاً قيـاده
دعتــه إلـى فعـل اللئام القعـادد
ومـن لـم يقـد فـي منهج الحق نفسه
فليــس لغيــر النفـس فيـه بقـائد
ومـا الحـران لـم يقحم الوعر نفسه
ويجـزي العـدا صـاعاً بصـاع بما جد
ومــا غــائب يحمــي حمـاك بغـائب
ومـا شـاهد لـم يبـد نصـراً بشـاهد
ومـا عاقـل فـي أمـر دينـاه عاقلاً
إذا كــان فـي أديـانه غيـر جاهـد
ومـا سـالم قـد أهمـل الدين سالماً
ومــا جاهــد تحــت الجلاد ببــائد
ومـا الوجد إلاَّ أن أرى الدين مدحرا
ومـا العيـش إلاَّ غـرة يـا ابـن آمد
ومــا ضــرر إلا المضــرة فــي غـد
ولا نفــع إلا النفـع يـوم المواعـد
وتحــت غـرار السـيف يلتمـس العلا
وتــدَّرك الطاعــات مــن كـل مـارد
ومـن دون حـور العيـن أبـواب شـدة
مفاتحيهــا زرق العـوالي القواصـد
وبيـــض بأيــدينا خفــاف صــوارم
ثقــال الظــبى مشـحوذة بالمبـارد
معـــوَّدة هتــك الجمــاجم أظهــرت
ســـبيل امامينــا خليــل وراشــد
ذريني ذريني أبتغي اليوم في العلا
ســمواً فأســمو لاكتســاب المحامـد
ذرينـي فـإن المـوت في حومة الوغى
كريــم ولا كــالموت فـوق الوسـائد
ومـاذا عليـك اليـوم إن مـتُّ موتـة
تزوجنـــي بالقاصـــرات الخوالــد
إذا بثيــاب القطــن أغــدو غـدوة
وأمسـي علـى الخضـراء يـا أم خالد
فلـي أنَـفٌ قـد شـب فـي اللّه مهجتي
وعـــزم وهمَّــات دويــن الفراقــد
وحمّلــت عبــأ لا يقــوم بــه سـوى
غليــظ غليــظ للعــدا بالمراصــد
لك الخير كفي العذل والدمع واعلمي
بــأني إلــى الهيجـاء أًسـرع وارد
هــل العيــش إلا أن أخـوض بمنصـلى
حيـاض المنايـا فـي كريـه الموارد
إذا خــرَّ للأذقــان والأنــف فــارس
وغــودر فيهــا ســاجداً أيَّ ســاجد
وفطــر ليــث فــي العجـاج لظهـره
يــرى ضـاحكاً مسـتلقياً غيـر عامـد
وآخــر كالشــطرين فيهــا مجــدَّلاً
فــرجلاه فــي شــطر وشــطر بسـاعد
وكلّــح وجــه المـوت واحمـرّ نـابه
وكـاع الفـتى مـن خـوفه غيـر حائد
وأجّـــج هيجــاء الهيــاج تأججــاً
لجــاج هيــاج الهــائج المتمـائد
ودارت وثــار النقـع فيهـا كأنمـا
دويُّ رحاهـــا قاصـــفات الرواعــد
وجانبهــا الرعديــد وازور جانبـاً
يعــاين هــولاً مهــولاً غيــر عـائد
ولــم يبــق إلا كــالهزّبر لصـيدها
ولــم يبــق فيهـا موضـع للرعـادد
هنـاك سـلي عنـي وإن كعْـت فاسـفكي
علــيَّ دمـاً بعـد الـدموع الجوامـد
وإلا فحجـــر ثـــم حجـــر محـــرَّم
بكــاؤك أمــا مــتّ تحـت الشـدائد
علــى أننـي مـا خنـت للّـه موثقـاً
ولا زغـت عـن قصـد الطريـق المقاصد
فـإن تنكـر الأشرار في العدل سيرتي
وقـد عاقهـا أمـرُ الـدناة المخامد
فخــوف جميــع المبطليــن لسـطوتي
وحســن رجـا الأخيـار طـراً شـواهدي
وقــد وجـدتني القـوم عنـد عتوّهـا
نهوضـاً بحملـي ثابتـاً فـي المعاهد
ولــم تشــهد الاخـوان منـي تململاً
عشــية مــا شـاهدت مثـل القواعـد
ويـوم قتلـت القـوم بـان لكـل مـن
عليهـا بـأن العـدل ديـن المشـاهد
ولســـت إذا أبلـــى بشــرّ بليــة
وخطــب تجلــى نــاكلاً عــن معانـد
أيحســـب عبــد اللّــه أن مرامــه
لكشــف حـروب الحـق كشـف المـوائد
رآنـا سـمونا فارتـدى الحسـد عتوة
وكـــل ســمو فيــه رغــم لحاســد
ونـــاط لاطفــاء الســراج ببغيــه
وهيهـات مـا رمنـاه صـعب المـوارد
دع الفخــر والمجــد الأثيـل لأهلـه
فلســـت بأهـــل للعلا والمحامـــد
ومـا أنـت إلا مثـل مـا أنـت فاعـل
ســواء سـواء سـلْ وسـلْ غيـر واحـد
حميــت علـى الجـور الخـبيث حميـة
لأنــك عــن أفعــاله غيــر جاحــد
خفيــت وأخفيــت الجــواد لنصــره
وأخفيــت منهــاج العلا والفراقــد
سـعيت وقـد قـال السـلوف وقـد مضى
بهــا مثــل يــا رب ســاع لقاعـد
لقــد شــادت الأولاد منكـم مثالبـاً
تكــون لكـم منشـورة فـي المحافـد
أخالــك أن تــدعى ليــوم كريهــة
فتكبــوا ولا تهــوى طــراد مطـارد
فيـا قـائد السـفاه أبشـر فـإن من
بليــت بــه مســتيقض غيــر راقـد
تجنـب لقـد حـاربت مـن لـو أطعتـه
لعـــدت مقيلاً عـــائداً بــالفوائد
ولكـن قضـي مـا قـد قضـي من شقاوة
عليــك فبعــداً للغــوي المباعــد
لقـد خنـت مـن أخـزاك فارحل بتعسة
وهـــم بأكفــان ليــوم التجالــد
سيغشـاك مـا تخشـى قريبـاً وهل بها
مـن الليـل إذ يغشـى فـرار لشـارد
ودونــك فـي الحـق المنيـر قصـيدة
تعــد وتكنــي مــن ذوات الفـوائد
جعلـت لهـا فـي الـدين اسماً وكنية
مزهــرة يشــدو بهــا كــل ناشــد
فلا عجــب إن قيـل مـا قيـل مثلهـا
ولا عجــــب أزرارهـــا بـــالقلائد
علــى ملـة الـبر والخليـل وأحمـد
وجمــع النــبيين الكـرام الأماجـد
عليهــم ســلام اللّــه منــي تحيـة
مــدى أبــد لا ينتهــي فيــه آبـد
إبراهيم بن قيس بن سليمان أبو إسحاق الهمداني الحضرمي.من أئمة الإباضية، ولد في حضرموت، واستعان بالخليل بن شاذان الإمام الإباضي بعمان فأعانه بجند ومال فاستولى على حضرموت باسم الخليل.وأقامه الخليل عاملاً عليها وأقره الإمام راشد بن سعيد ثم قلد أمر الإمامة بعد ذلك.وكان شجاعاً جلداً على احتمال المشاق له غزوات إلى الهند.أظهر دعوته في حياة أبيه بعيد سنة 450هوكان شاعراً.له مصنفات منها (مختصر الخصال -ط) و(السيف النقاد -ط) ديوان شعره.