
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قـالوا دمعـت فقلـت الـدمع من رمد
والعيـن مـا دمعـت إلا علـى الكمـد
كــأن فــي كبــدي رقطـاء تلسـعها
كأنمــا زفــرات النـار فـي كبـدي
قـد كـان لـي جلـد أحـويه مقتـدراً
فـاليوم عيـل فلـم أقدر على الجلد
فكيــــــف أحـــــوي التجلـــــد
وأطيــــــــــق التشــــــــــدد
والقــــــــــي التبلــــــــــد
واخفــــــــــي التوجــــــــــد
مـع هـذه الفجيعة الوجيعة الشنيعة
الفضــيعة تزلــزل ركــن الأحكــام
وانهــــــد جبــــــل الاســـــلام
وانطفــــــــى علــــــــم الأعلام
ذبالـــــــــــــــــــــة الظلام
وقــــــدوة أهــــــل الاســـــلام
خــرَّت ســقوف سـموات الهـدى وهـوت
لمــا تزايــل عنهـا منكـب العمـد
قاضـي القضـاة سـمي المصـطفى أفلت
عنــا محاســنه فــي بـاطن الجـدد
فالــدمع منســكب والصــدر مكـتئب
والظهــر منقضــب إذ زال معتمــدي
غــــــاب الـــــوجه الصـــــبيح
واللســـــــــان الفصـــــــــيح
والنســــــــــب الصـــــــــريح
والعقــــــــــل الصـــــــــحيح
أخــــــو الحســـــب الكريـــــم
والمـروءة والخيم محمد بن إبراهيم
محمــــــد بــــــن إبراهيـــــم
مــــن كــــان يكهـــف الضـــعيف
ويكلأ اللهيـــــــــــــــــــــف
ويكــــــــــنّ المشــــــــــغوف
مـــن كـــان محتملاً للكــل منتقلاً
للثقــل منتصـلاً فـي العـدل كالأسـد
مـن كـان يحكـم بيـن المسلمين ولا
يخشــى لــه أحــد ميلاً علــى أحـد
مــن كـان أرأف بالأيتـام والضـعفا
مـــن أمهــاتم الــبرات بالولــد
قــــد كــــان بـــالحق قاضـــياً
وإلــــــى الخيـــــر داعيـــــاً
وفــــــي اللّــــــه معاديـــــاً
فخلـــــــــــت مشــــــــــاهده
وخـــــــــــوت معاهــــــــــده
وعفـــــت واللّـــــه مقاعـــــده
فمـــا كـــان أوفـــاه بالــذمام
وأقـــــدمه عنـــــد الزحـــــام
وأغلظـــــه علـــــى الطغـــــام
مـا كـان أصـلبه غلظـاً على السفها
مــا كــان ألطفـه بـالاخوة الـودد
مــا كـان أعلمـه مـا كـان أحكمـه
مـا كـان أحلمـه يـا ليـت لـم يبد
مـا كـان أرجـح ميـزان الزمـان به
خـف الزمـان لمـوت العـالم النجـد
لقـــــــد خــــــف الزمــــــان
وزايلـــــــــه الرجحـــــــــان
وحــــــل بــــــه النقصــــــان
لمـــــــا انكــــــف بــــــدره
وخمــــــــــــد ذكـــــــــــره
وهتــــــــــــك ســـــــــــتره
لمصــــرع الفيلســـوف المنتخـــب
قاضـــــي العجـــــم والعـــــرب
لقــد ســرت نحــو عــرّاس تشـاكهه
في العلم أو فيصل في الحكم لم تجد
لمــا نعـاه ضـحى نـاعيه قلـت لـه
أنـع العلـوم كمـا تنعاه في البلد
قـد كنـت أغـرف من بحر العلوم فما
أصــبحت مقتـدراً منـه علـى المـدد
غـاب بحـر العلـم ودرس رسـم الحكم
ودرس رســـــــــم الحكـــــــــم
وعفــــــي منهــــــج الفهـــــم
فيالهــا مــن رزيــة مـا أعظمهـا
ومــــن بليــــة مـــا أفجعهـــا
لوفـــــاة قاضـــــي القضـــــاة
بمــــــن بعــــــده يقتــــــدي
ومــــــن بهــــــديه يهتـــــدي
انقطــــــع واللّـــــه مـــــددي
وقــــــــــــلَّ جلــــــــــــدي
مــن ذا ألــوذ بـه أو مـن أقلـده
أمـر الخليقـة أو مـن لـي بملتحـد
أو مــن أرد إليــه المبهمـات إذا
لــم أدر أيـن طريـق الغـيّ الرشـد
أو مـــن أقرعــه بالحادثــات إذا
رأت علــي ذيــول الشــعت والنكـد
ذهــــــب واللّــــــه الســـــيد
واضــــــــــمحل المعهـــــــــد
وزال المعتمــــــــــــــــــــد
فقلـــــــــــبي مــــــــــدهوف
ووجهـــــــــــي مكشــــــــــوف
وظهـــــــــــري مقصــــــــــوف
فيــــــا لهفــــــاً لمصـــــابه
ويــــا أســــفاً علـــى ذهـــابه
ويـــا فقـــداه للذيـــذ خطــابه
لهفــي عليـك أبـا قيـس وليـس أرى
لهفــي عليــك بمنفــك مـدى الأبـد
لهفــي عليـك لقـد أورثتنـي حزنـا
مـا عشـت بعـدك يـا ركنـي ومعتمدي
لهفـي لقـد شـمت الحسـاد وابتسموا
وعـاينوا ورأوا مـا ذاب مـن جسـدي
رمتنــــــــــي الخطــــــــــوب
ودهتنــــــــــي الكـــــــــروب
واكتنفتنــــــــي الشــــــــغوب
وطــــــــــــال عنـــــــــــاي
وكــــــــــــثر بكـــــــــــاي
وظهــــــــــــــــــــــــر بلاي
حيــــــن شــــــمت الحســــــود
وضـــــــــــحك الحقــــــــــود
وفـــــــــــرح العنــــــــــود
يــا أيهــا الســفها لا درِّ دركــم
فيمـا الشـماتة مهلاً يا أولي الحسد
أمــا المنــون فمـا حـيٌّ بمعجزهـا
مـن لـم تـزره غـداً زارتـه بعد غد
أيضــاً ومـا سـكن الأجـداث عالمنـا
حــتى أغــاظ وأقمــى كــل مرتـدد
مهلاً يـــــا أولـــــي الحســـــد
فـــــإن المنـــــون بالمرصــــد
لكـــــــل والــــــد وولــــــد
ليـــــــس عنهـــــــا مفــــــر
ولا دونهــــــــــا محجـــــــــر
ولا ينحــــــــبي منهـــــــا وزر
بــــل الكــــل إلـــى الممـــات
وصــــــائر إلـــــى الفـــــوات
فعلام أم مــــــــن الشـــــــمات
أم تحســـبون بأنّــا لأننــا لكــم
إذ مـات نـترك حـرب الكاشـح الحرد
إنّــا لنوشــك أن تــزداد غايتنـا
عــن عـابر عرصـات الغـور والنجـد
فينـا القضاة وفينا القادة الخطبا
والكــاتبون وفينــا كــل منتجــد
شـــد اللّــه فــي الحــق إزرنــا
وأعقبــــــــــه نصــــــــــرنا
وعظـــم فـــي القاضـــي أجرنـــا
وأحســـن فينـــا بعـــده الخلــف
وأســـــكنه بفضـــــله الغــــرق
وألهمنــــا حفــــظ مـــا ألـــف
فأثــــــــــاره زاهــــــــــرة
ومــــــــــآثره ظــــــــــاهرة
وحجتـــــــــــه بــــــــــاهرة
نقفـوا سـبيل أبـي قيـس ونحفـظ ما
أوصــى بــه ونعــادي كـل ذي عنـد
واللّــه يغفـر بالاحسـان ذنـب أبـي
قيــس ويســكنه فــي جنــة الرغـد
بيـــن الخلائق فــي حــور منعمــة
مثـــل الشـــموس تلالاً وضــح خــرد
غفــــــر اللّــــــه ذنــــــوبه
وغســــــــــــل حـــــــــــوبه
وســــتر اللّـــه غـــداً عيـــوبه
ألحقــــه اللّــــه بالصــــالحين
وأحلــــه اللّـــه فـــي علييـــن
أحسـن اللّـه فيـه عـزاء المسـلمين
والحمــــد للّـــه رب العـــالمين
إنــا للّــه وإنــا إليـه راجعـون
وصــلى اللّـه علـى رسـولنا الأميـن
فيـه العـزاء إلـى الاسـلام ثـم إلى
مــن رام نصــرته للواحــد الصـمد
والقــائمين بمـا أوصـى الإلـه بـه
والسـالكين سـبيل المصـطفى النجـد
صـــلى عليـــه وحيـــاه وأكرمــه
بــاني الســماء وملقيهـا بلا عمـد
إبراهيم بن قيس بن سليمان أبو إسحاق الهمداني الحضرمي.من أئمة الإباضية، ولد في حضرموت، واستعان بالخليل بن شاذان الإمام الإباضي بعمان فأعانه بجند ومال فاستولى على حضرموت باسم الخليل.وأقامه الخليل عاملاً عليها وأقره الإمام راشد بن سعيد ثم قلد أمر الإمامة بعد ذلك.وكان شجاعاً جلداً على احتمال المشاق له غزوات إلى الهند.أظهر دعوته في حياة أبيه بعيد سنة 450هوكان شاعراً.له مصنفات منها (مختصر الخصال -ط) و(السيف النقاد -ط) ديوان شعره.