
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تغنــى حمـام الأيـك صـبحاً وغـردا
فهيـج محزونـاً مـن الشـوق مكمـدا
لرجراجــة بكـر مـن الحـور كـاعب
تحــل مـن الفـردوس أرفـع مصـعدا
زهــت بغضـارات الشـباب فمـا رأت
عناقــاً ولا طمثــاً وحملاً ومولــداً
ولا هرمــاً تلقــى وجوعـاً ولا ظمـا
وســقماً ولا موتــاً وعيشـاً منكَّـدا
وليــس عليهــا ثــم فـرض عبـادة
فتعيــا ولا تخشـى وعيـداً وموعـدا
إذا قعــدت فهـي الميـود ومشـيها
تعـــاظم فيـــه بهجــة وتأيــدا
زهـى الملـك لمـا قيل للملك إنها
حيـاة وتـاه الحسـن فيهـا تنجّـدا
خــرود ميــود غضــة بضــة تــرى
لمـاء الحيا في الوجه منها ترددا
كلؤلـــؤة مكنونـــة ذات جـــوهر
تبلــج مــن ري النعيــم توقــدا
فلــولا قــذال كالغــداف يزينهـا
لشــبهتها بيضــاً نقيــاً مجــردا
ولــولا بيــاض وارتجــاج بردفهـا
وليــن لخلــت الـردف رملاً ملبـداً
ولـو نملـة دبـت علـى الخـد أثرت
ولـو رمت لحظ المتن من ساقها بدا
ولـولا لحـاظ العيـن لـم أدر أنني
أقبـل كعبيهـا مـن الليـن واليدا
ولــو شـاب شـهد زنجـبيلاً لشـابها
بريقتهـا فهـي الشـفاء مـن الصدا
هـي الطيـب والأطايب من طيب نشرها
يطيـب فيـا طـوبى لمن طاب واهتدى
لأن قعـــدت فــي ســندس ورفــارف
ومـالت إِلـى قطـف القطـوف تأيـدا
وجـال علـى الردفيـن منهـا دوائب
مرجلــة عـن صـدرها تنـزع الـردا
ســمعت رنيـن الحلـي والحلـي لائح
يشــاكل رنـات الفراريـج والحـدا
وطــوَّف ولــدان عليهــا وأسـلموا
إليهــا قــواريراً بلطــف تـوددا
مـن المـاء والألبـان والخمـر لذة
إِلـى العسـل الصـافي لذيذاً مبردا
وبــي يــديها مــا تلـذ بعينهـا
ومــا تشــتهيه مســتقيماً مخلـدا
تـرى نحوهـا زوجيـن مـن كـل فاكه
ومــن لحــم طيـر لا يـزال مؤبـدا
بآنيــة مــن فضــة محضــة ومــن
صـحاف مـن العقيـان خلقـن للجـدى
إِذا مـا اشـتهت أكلاً لهذا وذا دعت
بســبحانك اللهــم ربــي تمجــدا
فيحضــر مصــنوعاً شـهياً ومـا رأت
لــه مـرجلاً يغلـي ونـاراً وموقـدا
مع الروح والريحان والنور والبها
ترغّــد فــي روض الجنــان ترغـدا
ولــذتها تــزداد فــي كـل سـاعة
ورغبتهــا فيمــا تريــد تجــدُّدا
فويــق ســرير لــم تصـغه أنامـل
علــى عبقــر خضــر تـراة ممهـدا
وفــي غرفــات مـا رأتهـا نـواظر
ولــم يبنهـا بـان تلـوح زبرجـدا
ومـن تحتهـا الأنهـار تجـري كأنها
رعــود سـحاب دائم الرعـد ارعـدا
تفيـض فتسـقي الـروض والروض زاهر
ونخلاً ورمانـــاً وطلحـــاً منضــَّدا
فـإن مليـك الملـك والعـز جارهـا
وإن لهـا فـي مقعـد الصـدق مقعدا
وجبريــل والأملاك مــن كــل جـانب
يحيونهــا فيهــا رواحـاً ومغتـدا
فتلـك المنـي والنفس فيها ودونها
عـــزائم همــات تفــلّ المهنــدا
وصــبر علـى حـر السـيوف ووقعهـا
وخـوض دواهـي الدهر والحرب للعدا
فلا تعــذليني إن عــبرت لمثلهــا
بحــاراً وأنجـاداً وبيـداً وفدفـدا
ولا إن جعلـت السـيف ما دمت صاحباً
ولا إن ركبـت الـدهر للحـرب أجردا
ولا إن هجــرت الـدار للّـه مرضـياً
وآثـرت مـا أرجـوه مـن فضـله غدا
إلـى أن أرى للمرمـل العـفَّ راحـة
وللـدين عـزاً مـا بقيت إلى المدى
فمــا وجلـي إن مـتَّ مستشـهداً وإن
حللـت بطـون الطيـر أو كنت ملحداً
أذلــك خيــر أم فـتى حـان حينـه
فوافـاه فـي يـوم إلى الأرض مخلدا
فهبنــي لــم أظفـر بنصـر عصـابة
شـددت بهـا ظهـراً وكنـت لهـا فدا
فكـانت وبانت حيث ما اشتدت الوغى
ونـامت علـى غيـظ ومـا ذقت مرقدا
أليــس خليــل ذو الامامــة معقلاً
إذا هــمّ بالانجــاد للحـق أنجـدا
أليــس لــه دانــت عُمـان ببِرهـا
وأبحرهــا مــن غارفيهـا وأنجـدا
فكــم عسـكر كالليـل تحـت ركـابه
مجيـب إلـى طاعـات مـن قـد تفرِدا
ســلي عنـه أيـام انطلقـت امـامه
ألــم يـك ولاَّنـي الجميـل وامـددا
وقـال تـرى الأقوام والمال فاقبلن
ونحـن وراهـا ذاك فاشـدد بنا يدا
فيـا ليتنـي لـم أترك القوم نحوه
لقـد كـان لي إحدى الكتايب أحمدا
ولكــن بـه أصـبحت واللّـه واثقـاً
ولـو حـل أرض الصين أو كان أبعدا
لحـى اللّـه من لا يقصد الدهر قصده
بنصـر ولـو بـالنفس ما رام مقصدا
فـذاك إذا مـا قابـل الوفـد وجهه
أمــــدهم بالمســـلمين وأيـــدا
فعمـا قليـل يصـبح الوفـد نار لا
بحــول الهــي مــن لـدنه مؤيـدا
فســرّت بــه الأخيـار طـراً وبشـرت
وقـد صـار أيضاً فارس الخيل مسعدا
أجـاب إلـى التأييد والنصر مخبتاً
وأسـدى مـن الاحسـان مـا قد تعودا
فثــق بوعيــد الــوائليّ ووعــده
فقـد وعـد الوعـد الجميـل وأكـدا
فيـا فـارس نـاداك مـن جـل عنـده
جلالـك حقـاً فاسـتجب واسـمع الندا
ويــا فــارس إنــي عليــك معـول
فقـم عجلاً واطلـب إلـى الحق مسعدا
ويـا فـارس قـل للرعـاع إذا أتوا
إليـك وقـالوا قـم بثـارك مصـعدا
ودع عنـك ديـن الحـق فـالحق أهله
يريـدون شـمل اللهـو يضـحى مسددا
ألا لست أرضى يا أولي الجهل جهلكم
تريـدون أن أضـحى من الخير مبعدا
علــى كــبر سـن واعـتراف وفطنـة
بـان امـام العدل يهدي إلى الهدى
فمـن ذا الـذي يوم الحساب يجيرني
ويحمــل عنـي مـا اجـترحت تجـوُّدا
أليــس لنصــر الحــق أدخـل جنـة
وأضـحى بمـا فـي الجهل آوى مقلدا
وقـل لهـم أيضـاً إذا مـا رأيتهـم
لـــديك يــذمون الامــام تعمــدا
ويحكـون أنـي لـم أكـن منوياً لهم
عطــاء وذا كـذب ومـن قـد توحّـدا
أليـس امـام العـدل قـد سار سيرة
فأوضـح فيهـا الرشـد والغيَّ أخمدا
عفـا وانتمـى للقطف واشتد إذ رآى
رؤوس العـدا قطفـاً وادمـى وقيـدا
وهــل عــز ديـن اللّـه إلا بمصـدع
رؤوف عطـوف يخضـب السـيف والمـدى
وإن لـم تكـن فيه الخصال ولم يكن
يهـاب ويرجـى كـان نكسـاً وابلـدا
ومـا أنـت عـن رد الجوابـات عاجز
ولكـنَّ هـذا القـول يكفيـك مشـهدا
وأيــاك أيــاك الخديعـة أن تـرى
لأهـل الغـوى والغـي والبغي مسندا
فمــا أنــا راض أن تكـون محشـماً
لنفسـك في الهيجا لمن جار واعتدا
ففخرهـــم عـــار وعزهـــم وهــى
وســـعيهم خســـر وعقبـــاهم ردى
وسـل مـن ترى وانظر بعينك واستمع
مقـــارفهم كيلا تكـــون مفنـــدا
ولـو علمـوا واللّه في الحق مالهم
لحــاموا عليــه رغبــة وتشــددا
ولكــن ترانــي لاعــدمتك داعيــاً
إلـى اللّـه فاسمع ما أقول لترشدا
فقــم للعلا والـق الوشـاة مصـمماً
أصـم ورم فيـه لـك الخيـر محشـدا
وثــق بســويد ذي التمــام فـإنه
تطـوَّق طـوق الفخـر بالصدق وارتدى
بــريئاً تقيــاً أريحيــاً محاميـاً
علــى عرضــه صــدقاً أجـد مجـردا
فشـــدّ بــه أزراً هــديت فــإنني
أراه يمينـــاً صـــابراً متجلــدا
ودونــك نصــحاً وانتصــاراً وحجـة
وذكــراً وتــذكيراً ووصـلاً وسـوددا
فخـذها فقـد أعـددتها عنـد نظمها
ليــوم أنــادى للحســاب تــزودا
إذ قــال ذو الآلاء مــاذا أجبتــم
بــه مــن دعـائي ناصـراً متجلـدا
وحاســب مــن يـدعو إليـه بفعلـه
وجـاز بحـور العيـن من كان مجهدا
واختــم قـولي بعـد جهـدي بـأنني
أصـلي علـى المختـار أعنـي محمدا
وصـلى عليـه اللّه ما ابيّضت الذكا
ومـا دام غربيـب مدى الدهر أسودا
إبراهيم بن قيس بن سليمان أبو إسحاق الهمداني الحضرمي.من أئمة الإباضية، ولد في حضرموت، واستعان بالخليل بن شاذان الإمام الإباضي بعمان فأعانه بجند ومال فاستولى على حضرموت باسم الخليل.وأقامه الخليل عاملاً عليها وأقره الإمام راشد بن سعيد ثم قلد أمر الإمامة بعد ذلك.وكان شجاعاً جلداً على احتمال المشاق له غزوات إلى الهند.أظهر دعوته في حياة أبيه بعيد سنة 450هوكان شاعراً.له مصنفات منها (مختصر الخصال -ط) و(السيف النقاد -ط) ديوان شعره.