
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لمــا رأتنــي قـد شـددت محزمـي
وقمــت نحــو الاعــوجي الشــيظم
تزينــــت بحليهــــا المنظـــم
وضـــمخت جثمانهـــا بالعنـــدم
وأقبلـــت فـــي مطـــرف مســهَّم
تســحب أذيــالاً مــن الابـر يسـم
بيــن الحجـال والسـوار المفعـم
حـــتى لــوت بنانهــا بمخــذمي
ودمعهــا مثــل الرشـاش المرهـم
تبكــي بكـاء الراحـم المسـترحم
خـود مـن الخـود الخـراد الوشـم
عنقــاء كالغصـن الرطيـب الاقـوم
بيضــاء كحلاً تحــت فــرع أســحم
رقراقــة الخـدين ملسـا اللهـزم
براقــة اللبــات حسـنا المبسـم
مخطوطــة المتنيـن شـما المخطـم
رضراضـــة زينــت بكشــح أهضــم
غائصــة الخلخــال ريـا المعصـم
كالبيضــة الجــردا مـن التنعـم
ترفــل فـي بـرد الشـباب الأنعـم
كأنهــا فــي فرعهــا المنســجم
بــدر بـدا بيـن الغمـام الأسـحم
كأنهـــا عنــد انســلال الأنجــم
رأس القنيـــف الأبيــض المطهــم
كأنمـــا اعجازهـــا إذ ترتمــي
أكتــاف كثبــان الرمـال الركـم
قــد فتنتنــي بالجمــال الاتمـم
وآلمتنـــي بالبكـــاء المــؤلم
فصــــرت كالمبــــدد المقســـم
مـــودة ورحمـــة لـــم أكتـــم
أيتهــا العينــاء إِيـاي ارحمـي
وأقلعـي عـن البكـا قـدك أسـلمي
أقرحت قلبي يا ابنة القوم احلمي
مـــا بالــك اليــوم وللتــألم
أســرّك المثــوى علــى التهضــم
والــدين يوطــأ خــده بالمنسـم
مـا يـا ابنـة الأشياخ ذا من أمم
ولا عرفـــت قــط ذا مــن هممــي
إنــي علـى مـا تعلميـن فـاعلمي
أغــض طرفــي عنــك غـض المرغـم
وأشــتري دينــي بـدنياي افهمـي
وأركــــب الأهـــوال كالمصـــمم
إِذا عنــي دينــي بــذم أو رمـي
فكيــف وهــو اليــوم كالمهــدم
أثـوى لـديك اليـوم كفـي واكرمي
يكفيـــك أنــي ويــك كالمســقم
أمــا تريــن كيــف لاحـت أعظمـي
ممـــا أقاســـيه مــن التهمــم
إِذا جفــا النــوم عيـون النـوّم
لا تطمعـــي يـــا هــذه فخيمــي
ليــس الثـواء مـن شـعار الأشـهم
كيــف الثـوى والكـف غيـر أجـذم
والسـيف ماضـي الحـد والانـف حمي
وهمــــتي مقرونـــة بـــالمرزم
وعزمــتي تصــدع صــلد الصــلدم
ومغنمــي حتفــي وحتفــي مغنمـي
ســلامتي عنــدي إِذا لــم أســلم
يـا نعمـة مـا مثلهـا مـن أنعـم
إِن أدرجــوني فــي ثيـابي بـدمي
لا شـــرف أعلـــى مــن التقحّــم
للّــه فــي حـوض الحمـام الأحـوم
أهلاً وســـهلاً بـــالفتى فليقــدم
أهلاً بــه بيــن القنــا المحطـم
لســـت ألاقيـــه بـــوجه أجهــم
وكيــف ألقــى المــوت بـالتجهم
بعــد افتخـار المهجـر المدمـدم
مـــع ضـــعفه وأنفــه المرغــم
وخلقــــه وخلقــــه المــــذمم
يقطعـــه تهليـــل كـــل مســلم
هـذا الـذي العيـش بـه كـالعلقم
المــوت مــع هـذا لذيـذ الطعـم
لا صــعدت لــي همــة فـي الأنجـم
ولا عرفــــت ســــيرة التكـــرّم
إن لــم أجرّعــه ســمام الأرقــم
وأســقه كــاس الحمــام المسـمم
بمعـــرك ضـــنك عليـــه أشــأم
داجــي الغيــوم مطلخــم ضمضــم
مســـــَّهم مزهـــــم مهمهـــــم
مهـــــزّم مزهـــــزم مـــــرزّم
محطّـــــم مهـــــدم مدمـــــدم
مقضــــــم موضـــــَّم مقصـــــَّم
يهـــرج بالغمغـــام والتحمحــم
تحــت ســرادق الغمــام الاقتــم
يحطـــم رأس الموشـــجي الأبكــم
حطــم الجحيــم للهشـيم المجـذم
طــال الخطــاب ويــك هلا تسـلمي
ســيفي ســلمت واثبــتي وخيمــي
واســتخبري عنـي غـداً واسـتفهمي
إٍنــي غــداً أبلــى بهـول معظـم
فــإن نكلــت فـي غـد عـن مقـدم
أو كعـت عـن قصـد السـواد الأعظم
فغلقــي الأبــواب دونـي واختمـي
واقطعــي إِن شـئت وصـلي واصـرمي
وإِن ضـــربت هامـــة الغشمشـــم
وخضــت بالســيف ضحاضــيح الـدم
فـــــأهّلي وســــهلي وكرّمــــي
وقبلــي ســيفي ورمحــي والثمـي
إِن الجبـــان لا يقــاس بــالكمي
ليــس الجبـان كالشـجاع الضـيغم
ليـــس يســاوي مســتكين مكتــم
يحمــى كمــا تحمـى ذوات السـوم
بفــــارس ســــميدع مســــتلئم
يحامــل الفرســان فــوق أدهــم
كــم بيـن ذا وذاك كـم كـم وكـم
أيـن السـما مـن قعر بحر القلزم
يحمــي الشــجاع دينــه ويحتمـي
والـرذل مـا بيـن المتـاع مكتـم
بعــداً لســيف صــارم لـم يسـلم
ولامرىــء عنـد اللقـا لـم يزحـم
هيهــا لعــذرا طرقــت بــالحلم
إِن عاقهــا الحبــل بطفـل مشـئم
لا وضــعت عــرس فـتى فـي الـديم
إِن لــم يكــن إِلا لكسـب الـدرهم
لا تفـــرح الحـــوراء بــالغليم
إِن كــان لا يفلــل حــد المخـذم
قــد علمــت والــدتي مـن شـيمي
مـــا لفعــت فــي خــرق أو أدم
يــوم ولــدت لــم تُباشـر رحمـي
إِن لأحمــــي دينهـــا وأحتمـــي
كمـا حمـى قيـس أبـى فـي القـدم
للمصــطفى حصــن شــبام الاقــوم
أنـــا الغلام المتحلــي بالــدم
المعتلـــي بالـــدين لا بــالأمم
أديــن ديــن المصــطفى المكـرم
مــن معــرب يسـمو لـه أو معجـم
أقفـــو ســـبيل جــابر ومســلم
وابــن الرحيـل العـالم المحكـم
إِنــي إِلــى المستنصـرين أنتمـي
إِنـــي لاربــاب العلــى لاســتمي
إِنـي مـن القـوم القيـام القـوّم
الرائميـــن فـــوق روم الــرومّ
الشـــارئين الخطبـــاء الحكــم
البـــاهرين بالمقــال المفحــم
كـابني بـذيل وابـن حصـن المعلم
والراســـبي الشــاريء المعمــم
وابــن حــدير الســيد المقــدم
وطـالب الحـق ابـن يحيى الحضرمي
وابـن حميـد ذي العلـوم الضـيغم
أنـــا لأهــل العــدل والتقــدم
أنــا لأصــحاب الصــراط القيــم
الـــدين مـــا دنــا بلا تــوهم
الحــق فينــا الحـق غيـر أطسـم
أمــا ترانــا إِذ أهّنــا للقــم
وإِذ علــت لنــا يــد لـم تـوقم
يـــا جــاهلاً بأمرنــا لا تغشــم
توســمن أو ســل أولــي التوسـم
سـل مـن حـوى صـنعاً مـن القويسم
والمكَّــتين بالقنــا ســل تعلـم
ســل كــم صـرعنا بقديـد وافهـم
بالفـارس المختـار أكـرم وأكـرم
سـل مـن غزى وادي القرى بالصيلم
بلــج الــذي لألــف قـرن ينتمـي
كــم أشــبعت نصــالنا مـن رخـم
وكــم رعــى أجسـادنا مـن قشـعم
حــب الشــهادات وعشــق الكــرم
زايــل مــا يبنـي وبيـن مجثمـي
للّــه بعنــا وطنــاً لــم يـذمم
للّـــه عطلنـــا رضـــاب الملئم
للّـــه رمّلنـــا صــباح الكــرم
ونــوتم الأبنــا وإن لــم نـوتم
إنـــي خرجـــت كاشــفاً للظلــم
بنعمــة الهـادي السـلام المنعـم
إذ قصــمت عـرى الـذمام المبهـم
وانحــل عقــد كــل عقــد مـبرم
أيــن الــذين اقســموا بـالحكم
فـي المسـجد الأكـبر جهـد المقسم
أن يطفــؤا مـا للهـدى مـن علـم
ويهـــدموا الحــق بكــل مهــدم
إنـــا برزنــا ببقيــع الســلم
والمرهفــات بيننــا لــم تقسـم
نحـن الألـى فـي الجحفـل العرمرم
نحمــل أسـباب المنايـا المـبرم
قــد خصــص العفــو لأهـل النـدم
والطعـن والضـرب لمـن لـم ينـدم
إنــا بأيــدينا نــروي مـن ظـم
إنــا تركنــا عـاد وعـظ القلـم
السـيف أمضـى مـن مناجـاة الفـم
مـن صـم سـمعاً عـن عظـاة الحكـم
فالسـيف ينفـي مـا بـه مـن صـمم
الــدين بالســيف منيــع الحـرم
الكفــر بالســيف عظيـم المـأثم
ضـــرب كـــأفواه الكلاب الشــبم
أنفــذ حكمــاً مــن خطـاب محكـم
طعــن كأيــدع المخــاض الكــوم
أمضـــى قضـــيات مــن التكلــم
ســتين شـهراً يـا أولـي التغشـم
شـــاهدتموني بالجفــا والجشــم
لكــن وجــدتم صـابراً لـم يسـأم
ذا عزمــة مشــحوذة لــم تكهــم
لا زال يغشـي الزنـد حـد المخـذم
حـــتى رمــاكم بــذوات اللجــم
بالخيـل والغـارات يا بن الهيتم
أطلــق جيــاد الخيـل لا تسـتجهم
الخيـل تحـوي الخيـل مثـل الحوم
أحســبها مــن مــوكب محـر نجـم
كــم مــن صــريع بينهـا محرجـم
وكـــم قتيـــل تحتهــا ملعثــم
قــد صــبغت أثــوابه بالعنــدم
لــو فرســت فرسـان أهـل التهـم
مـا قـدموا الخيـل أمـام السـوم
اليـوم نغشـي الخيـل خيلاً ترتمـي
ونثخـــن الرجــل برجــل مقــدم
اليــوم نرمــي بثيــاب الســلم
ونمطـــر الأرض دمـــاً كالـــديم
لا ديــن مـا دام الـدمالم نسـجم
إنــي بــاهراق الـدما كـالمغرم
قــد أينعــت جمــاجم لـم تجـزم
وحــان وقــت طرحهــا فـي الأكـم
والكعبـة الـبيت العـتيق الأقـدم
والحجـــر الأســـعد والملـــتزم
والمروتيـــن والصـــفا وزمــزم
لئن وقــى الاســلام دهــراً عـدمي
لا فلقــن الهــام فلــق العجــم
لأوردن الــــبيض مـــس اللمـــم
لا دخلـــن الكــل كيــر النقــم
لأعصــــرن جمعهــــم كالسمســـم
لا وقــــدن حــــولهم بالضـــرم
لا جـــد عــن أنــف كــل مجــرم
حـتى يكـون الـدين ديـن المنعـم
ويخلــص الصــافي مــن المحــرم
ويــل لاهــل الشــرك مــن جهنـم
هـــم نســـجوا ظلام كــل مظلــم
هــم شـاهدوا الكفـار بـالتلعثم
هـم لقمـوا الاشـرار مـال اليتـم
هـــم معصــم للكفــر أي معصــم
أعمـــامهم حقــاً وحــق الأســحم
أيمــــة قبلــــي ذلال الخطـــم
بزعمهــم خــانوا وزعــم الزعـم
يهزمهـــم عقـــر حمــار أدغــم
ليــت الـذي قـام بهـم لـم يقـم
مــن أجـل ذا ضـل أولـو التفهـم
هلا قفــوا أثــر النـبي المحكـم
وحــاولوا بــالبيض كشـف الغمـم
والمصـطفى قـد كـان حلـو الكلـم
ومــا أجــابه أو لــو التغشــم
حــتى دهــاهم بغتـه فـي الحـرم
بجحفـــل كالليـــل داج أســـجم
عليــه تســليم الســلام الأكــرم
إبراهيم بن قيس بن سليمان أبو إسحاق الهمداني الحضرمي.من أئمة الإباضية، ولد في حضرموت، واستعان بالخليل بن شاذان الإمام الإباضي بعمان فأعانه بجند ومال فاستولى على حضرموت باسم الخليل.وأقامه الخليل عاملاً عليها وأقره الإمام راشد بن سعيد ثم قلد أمر الإمامة بعد ذلك.وكان شجاعاً جلداً على احتمال المشاق له غزوات إلى الهند.أظهر دعوته في حياة أبيه بعيد سنة 450هوكان شاعراً.له مصنفات منها (مختصر الخصال -ط) و(السيف النقاد -ط) ديوان شعره.