
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَفُـــــتُّ فُــــؤادَكَ الأَيّــــامُ فَتّــــا
وَتَنحِــــتُ جِســـمَكَ الســـاعاتُ نَحتـــا
وَتَــــدعوكَ المَنــــونُ دُعـــاءَ صـــِدقٍ
أَلا يـــا صـــاحِ أَنـــتَ أُريــدُ أَنتــا
أَراكَ تُحِـــــبُّ عِرســـــاً ذاتَ غَـــــدرٍ
أَبَــــتَّ طَلاقَهــــا الأَكيــــاسُ بَتّــــا
تَنـــامُ الـــدَهرَ وَيحَـــكَ فــي غَطيــطٍ
بِهــــا حَتّــــى إِذا مِـــتَّ اِنتَبَهنـــا
فَكَــــم ذا أَنــــتَ مَخــــدوعٌ وَحَتّـــى
مَــــتى لا تَرعَــــوي عَنهــــا وَحَتّـــى
أَبـــا بَكـــرٍ دَعَوتُـــكَ لَـــو أَجَبتــا
إِلـــى مـــا فيـــهِ حَظُّــكَ إِن عَقَلتــا
إِلـــى عِلـــمٍ تَكـــونُ بِـــهِ إِمامـــاً
مُطاعـــــاً إِن نَهَيــــتَ وَإِن أَمَرتــــا
وَتَجلـــو مـــا بِعَينِـــكَ مِــن عَشــاها
وَتَهـــــديكَ الســــَبيلَ إِذا ضــــَلَلتا
وَتَحمِـــلُ مِنـــهُ فـــي ناديــكَ تاجــاً
وَيَكســــوكَ الجَمــــالَ إِذا اِغتَرَبتـــا
يَنالُــــكَ نَفعُــــهُ مــــادُمتَ حَيّــــاً
وَيَبقــــى ذُخــــرُهُ لَـــكَ إِن ذَهَبتـــا
هُـــوَ العَضـــبُ المُهَنَّــدُ لَيــسَ يَنبــو
تُصـــــيبُ بِــــهِ مَقاتِــــلَ ضــــَرَبتا
وَكَنــــزاً لا تَخــــافُ عَلَيــــهِ لِصـــّاً
خَفيـــفَ الحَمـــلِ يوجَــدُ حَيــثُ كُنتــا
فَــكَـــــــم ذا أَنـــــــتَ وَحَتّــــى
إِلى مــا فــيــهِ حَــظُّكـَ إِن عَـقَـلتـا
يَزيــــدُ بِكَــــثرَةِ الإِنفــــاقِ مِنـــهُ
وَينقُــــصُ أَن بِــــهِ كَفّــــاً شـــَدَدتا
فَلَــو قَــد ذُقــتَ مِــن حَلــواهُ طَعمــاً
لَآثَــــــرتَ التَعَلُّـــــمَ وَاِجتَهَـــــدتا
وَلَـــم يَشـــغَلَكَ عَنـــهُ هَـــوى مُطــاعٌ
وَلا دُنيـــــا بِزُخرُفِهـــــا فُتِنتـــــا
وَلا أَلهـــــاكَ عَنـــــهُ أَنيـــــقُ رَوضٍ
وَلا خِــــــدرٌ بِرَبرَبِــــــهِ كَلِفتـــــا
فَقــــوتُ الــــروحِ أَرواحُ المَعــــاني
وَلَيــــسَ بِـــأَن طَعِمـــتَ وَأِن شـــَرِبتا
فَــــواظِبهُ وَخُــــذ بِالجِــــدِّ فيــــهِ
فَــــإِن أَعطــــاكَهُ اللَــــهُ أَخَـــذتا
وَإِن أوتيــــتَ فيــــهِ طَويـــلَ بـــاعٍ
وَقـــالَ النـــاسُ إِنَّـــكَ قَــد ســَبَقتا
فَلا تَــــأمَن ســــُؤالَ اللَــــهِ عَنـــهُ
بِتَوبيــــخٍ عَلِمــــتَ فَهَــــل عَمِلتـــا
فَـــرَأسُ العِلـــمِ تَقــوى اللَــهِ حَقّــاً
وَلَيـــسَ بِـــأَن يُقـــال لَقَــد رَأَســتا
وَضـــــافي ثَوبِـــــكَ الإِحســــانُ لا أَن
تُـــرى ثَـــوبَ الإِســـاءَةِ قَــد لَبِســتا
إِذا مـــا لَــم يُفِــدكَ العِلــمُ خَيــراً
فَخَيـــرٌ مِنـــهُ أَن لَـــو قَــد جَهِلتــا
وَإِن أَلقــــاكَ فَهمُــــكَ فـــي مَهـــاوٍ
فَلَيتَـــكَ ثُـــمَّ لَيتَـــكَ مـــا فَهِمتــا
ســـَتَجني مِـــن ثِمـــارِ العَجـــزِ جَهلاً
وَتَصـــغُرُ فـــي العُيـــونِ إِذا كَبُرتــا
وَتُفقَــــدُ إِن جَهِلــــتَ وَأَنـــتَ بـــاقٍ
وَتوجَــــدُ إِن عَلِمـــتَ وَقَـــد فُقِـــدتا
وَتَـــذكُرُ قَولَـــتي لَـــكَ بَعـــدَ حيــنٍ
وَتَغبِطُهـــــا إِذا عَنهـــــا شــــُغِلتا
لَســـَوفَ تَعَـــضُّ مِـــن نَـــدَمٍ عَلَيهـــا
وَمـــا تُغنـــي النَدامَـــةُ إِن نَــدِمتا
إِذا أَبصــــَرتَ صــــَحبَكَ فـــي ســـَماءٍ
قَـــد اِرتَفَعــوا عَلَيــكَ وَقَــد ســَفَلتا
فَراجِعهـــــا وَدَع عَنــــكَ الهُــــوَينى
فَمـــا بِـــالبُطءِ تُــدرِكُ مــا طَلَبتــا
وَلا تَحفِــــل بِمالِــــكَ وَاِلـــهُ عَنـــهُ
فَلَيــــسَ المــــالُ إِلّا مـــا عَلِمتـــا
وَلَيـــسَ لِجاهِـــلٍ فــي النــاسِ مَعنــىً
وَلَـــو مُلـــكُ العِـــراقِ لَـــهُ تَــأَتّى
ســـَيَنطِقُ عَنـــكَ عِلمُـــكَ فـــي نَـــدِيٍّ
وَيُكتَــــبُ عَنـــكَ يَومـــاً إِن كَتَبتـــا
وَمــــا يُغنيـــكَ تَشـــيِيدُ المَبـــاني
إِذا بِالجَهـــلِ نَفســـَكَ قَـــد هَـــدَمتا
جَعَلـــتَ المـــالَ فَـــوقَ العِلــمِ جَهلاً
لَعَمــــرُكَ فـــي القَضـــيَّةِ ماعَـــدَلتا
وَبَينَهُمــــا بِنَــــصِّ الــــوَحيِ بَـــونٌ
ســــــَتَعلَمُهُ إِذا طَــــــهَ قَرَأتـــــا
لَئِن رَفَــــعَ الغَنــــيُّ لِـــواءَ مـــالٍ
لَأَنـــتَ لِـــواءَ عِلمِـــكَ قَـــد رَفَعتــا
وَإِن جَلَـــسَ الغَنـــيُّ عَلـــى الحَشــايا
لَأَنـــتَ عَلـــى الكَــواكِبِ قَــد جَلَســتا
وَإِن رَكِـــــبَ الجِيـــــادَ مُســـــَوَّماتٍ
لَأَنــــتَ مَناهِــــجَ التَقـــوى رَكِبتـــا
وَمَهمـــا اِفتَـــضَّ أَبكـــارَ الغَـــواني
فَكَـــم بِكـــرٍ مِــنَ الحِكَــمِ اِفتَضَضــتا
وَلَيــــسَ يَضــــُرُّكَ الإِقتــــارُ شـــَيئاً
إِذا مـــا أَنـــتَ رَبَّـــكَ قَــد عَرَفتــا
فَمــــا عِنــــدَهُ لَـــكَ مِـــن جَميـــلٍ
إِذا بِفِنـــــاءِ طـــــاعَتِهِ أَنَختـــــا
فَقابِــــل بِـــالقَبولِ صـــَحيحَ نُصـــحي
فَـــإِن أَعرَضـــتَ عَنـــهُ فَقَــد خَســِرتا
وَإِن راعَيتَــــــــهُ قَــــــــولاً وَفِعلاً
وَتــــاجَرتَ الإِلَــــهَ بِــــهِ رَبِحتــــا
فَلَيســــَت هَــــذِهِ الــــدُنيا بِشـــَيءٍ
تَســــوؤُكَ حُقبَــــةً وَتَســــُرُّ وَقتــــا
وَغايَتُهـــــا إِذا فَكَـــــرَّت فيهـــــا
كَفَيئِكَ أَو كَحُلمِـــــــكَ إِن حَلَمتــــــا
ســـُجِنتَ بِهـــا وَأَنـــتَ لَهـــا مُحِـــبٌّ
فَكَيـــفَ تُحِـــبُّ مـــا فيـــهِ ســـُجِنتا
وَتُطعِمُــــكَ الطَعــــامَ وَعَـــن قَريـــبٍ
ســـَتَطعَمُ مِنـــكَ مـــا مِنهــا طَعِمتــا
وَتَعــــرى إِن لَبِســـتَ لَهـــا ثِيابـــاً
وَتُكســـــى إِن مَلابِســـــَها خَلَعتـــــا
وَتَشــــهَدُ كُــــلَّ يَـــومٍ دَفـــنَ خِـــلٍّ
كَأَنَّــــكَ لا تُــــرادُ بِمــــا شـــَهِدتا
وَلَــــم تُخلَــــق لِتَعمُرهــــا وَلَكِـــن
لِتَعبُرَهــــا فَجِــــدَّ لِمــــا خُلِقتـــا
وَإِن هُــــدِمَت فَزِدهـــا أَنـــتَ هَـــدماً
وَحَصـــِّن أَمـــرَ دينِــكَ مــا اِســتَطَعتا
وَلا تَحـــزَن عَلـــى مـــا فــاتَ مِنهــا
إِذا مـــا أَنـــتَ فــي أُخــراكَ فُزتــا
فَلَيـــسَ بِنـــافِعٍ مـــا نِلـــتَ فيهــا
مِـــنَ الفـــاني إِذا البــاقي حُرِمتــا
وَلا تَضــــحَك مَـــعَ الســـُفَهاءِ لَهـــواً
فَإِنَّــــكَ ســــَوفَ تَبكـــي إِن ضـــَحِكتا
وَكَيـــفَ لَـــكَ الســـُرورُ وَأَنــتَ رَهــنٌ
وَلا تَـــــدري أَتُفـــــدى أَم غَلِقتــــا
وَســـَل مِـــن رَبِّـــكَ التَوفيــقَ فيهــا
وَأَخلِـــص فـــي الســـُؤالِ إِذا ســَأَلتا
وَنـــادِ إِذا ســـَجَدتَ لَـــهُ اِعتِرافـــاً
بِمـــا نــاداهُ ذو النــونِ بــنُ مَتّــى
وَلازِم بــــــابَهُ قَرعــــــاً عَســـــاهُ
ســــَيفتَحُ بــــابَهُ لَـــكَ إِن قَرَعتـــا
وَأَكثِــــر ذِكـــرَهُ فـــي الأَرضِ دَأبـــاً
لِتُـــذكَرَ فـــي الســـَماءِ إِذا ذَكَرتــا
وَلا تَقُــــل الصــــِبا فيــــهِ مَجـــالٌ
وَفَكِّـــر كَـــم صـــَغيرٍ قَـــد دَفَنتـــا
وَقُـــل لــي يــا نَصــيحُ لَأَنــتَ أَولــى
بِنُصـــحِكَ لَـــو بِعَقلِـــكَ قَــد نَظَرتــا
تُقَطِّعُنــــي عَلـــى التَفريـــطِ لَومـــاً
وَبِــــالتَفريطِ دَهـــرَكَ قَـــد قَطَعتـــا
وَفــــي صـــِغَري تُخَـــوِّفُني المَنايـــا
وَمـــا تَجـــري بِبالِـــكَ حيــنَ شــِختا
وَكُنـــتَ مَـــعَ الصــِبا أَهــدى ســَبيلاً
فَمــا لَــكَ بَعــدَ شــَيبِكَ قَــد نُكِســتا
وَهــا أَنــا لَــم أَخُــض بَحـرَ الخَطايـا
كَمـــا قَـــد خُضـــتَهُ حَتّـــى غَرِقتـــا
وَلَــــم أَشــــرَب حُمَيّــــاً أُمِّ دَفــــرٍ
وَأَنــــتَ شــــَرِبتَها حَتّــــى ســـَكِرتا
وَلَـــم أَحلُـــل بِـــوادٍ فيـــهِ ظُلـــمٌ
وَأَنــــتَ حَلَلــــتَ فيـــهِ وَاِنهَمَلتـــا
وَلَـــم أَنشـــَأ بِعَصـــرٍ فيـــهِ نَفـــعٌ
وَأَنـــتَ نَشــَأتَ فيــهِ وَمــا اِنتَفَعتــا
وَقَــــد صــــاحَبتَ أَعلامــــاً كِبـــاراً
وَلَـــم أَرَكَ اِقتَـــدَيتَ بِمَـــن صـــَحِبتا
وَنــــاداكَ الكِتــــابُ فَلَـــم تُجِبـــهُ
وَنَهنَهَـــكَ المَشـــيبُ فَمـــا اِنتَبَهتــا
لَيَقبُـــحُ بِـــالفَتى فِعـــلُ التَصـــابي
وَأَقبَـــحُ مِنـــهُ شـــَيخٌ قَـــد تَفَتّـــى
فَــــأَنتَ أَحَــــقُّ بِالتَفنيــــدِ مِنّـــي
وَلـــو ســـَكَتَ المُســيءُ لَمــا نَطَقتــا
وَنَفســـــَكَ ذُمَّ لا تَـــــذمُم ســـــِواها
بِعَيـــبٍ فَهِـــيَ أَجـــدَرُ مَـــن ذَمَمتــا
فَلَـــو بَكَـــت الــدَما عَينــاكَ خَوفــاً
لِــذَنبِكَ لَــم أَقُــل لَــكَ قَــد أَمِنتــا
وَمَـــن لَـــكَ بِالأَمـــانِ وَأَنـــتَ عَبــدٌ
أُمِـــرتَ فَمـــا اِئتَمَـــرتَ وَلا أَطَعتـــا
ثَقُلـــتَ مِـــنَ الــذُنوبِ وَلَســتَ تَخشــى
لِجَهلِـــــكَ أَن تَخِـــــفَّ إِذا وُزِنتــــا
وَتُشــــفِقُ لِلمُصـــِرِّ عَلـــى المَعاصـــي
وَتَرحَمُــــهُ وَنَفســــَكَ مــــا رَحِمتـــا
رَجَعــــتَ القَهقَـــرى وَخَبَطـــتَ عَشـــوا
لَعَمـــرُكَ لَـــو وَصـــَلتَ لَمــا رَجَعتــا
وَلَــــو وافَيــــتَ رَبَّــــكَ دونَ ذَنـــبٍ
وَناقَشـــــَكَ الحِســــابَ إِذاً هَلَكتــــا
وَلَـــم يَظلُمـــكَ فـــي عَمَـــلٍ وَلَكِـــن
عَســــيرٌ أَن تَقــــومَ بِمـــا حَمَلتـــا
وَلَـــو قَــد جِئتَ يَــومَ الفَصــلِ فَــرداً
وَأَبصــــَرتَ المَنــــازِلَ فيـــهِ شـــَتّى
لَأَعظَمــــتَ النَدامَــــةَ فيـــهِ لَهَفـــاً
عَلــى مــا فــي حَياتِــكَ قَــد أَضــَعتا
تَفِــــرُّ مِــــنَ الهَجيــــرِ وَتَتَّقيــــهِ
فَهَلّا عَــــن جَهَنَّــــمَ قَــــد فَرَرتــــا
وَلَســــتَ تُطيــــقُ أَهوَنَهـــا عَـــذاباً
وَلَـــو كُنـــتَ الحَديــدَ بِهــا لَــذُبتا
فَلا تُكـــــذَب فَــــإِنَّ الأَمــــرَ جِــــدٌّ
وَلَيـــسَ كَمـــا اِحتَســـَبتَ وَلا ظَنَنتـــا
أَبـــا بَكـــرٍ كَشـــَفتَ أَقَـــلَّ عَيـــبي
وَأَكثَــــــرَهُ وَمُعظَمَــــــهُ ســـــَتَرتا
فَقُــل مــا شــِئتَ فــيَّ مِــنَ المَخــازي
وَضــــاعِفها فَإِنَّــــكَ قَــــد صـــَدَقتا
وَمَهمــــا عِبتَنــــي فَلِفَـــرطِ عِلمـــي
بِبــــاطِنَتي كَأَنَّــــكَ قَــــد مَـــدَحتا
فَلا تَــــرضَ المَعــــايِبَ فَهِـــيَ عـــارٌ
عَظيــــمٌ يُــــورِثُ الإِنســــانَ مَقتـــا
وَتَهــــوي بِـــالوَجيهِ مِـــنَ الثُرَيّـــا
وَتُبــــدِلُهُ مَكــــانَ الفَـــوقِ تَحتـــا
كَمـــا الطاعـــاتُ تَنعَلُـــكَ الــدَراري
وَتَجعَلُـــــكَ القَريــــبَ وَإِن بَعُــــدتا
وَتَنشـــُرُ عَنـــكَ فـــي الــدُنيا جَميلاً
فَتُلفـــى البَـــرَّ فيهــا حَيــثُ كُنتــا
وَتَمشــــي فــــي مَناكِبَهـــا كَريمـــاً
وَتَجنـــي الحَمـــدَ مِمّــا قَــد غَرَســتا
وَأَنــــتَ الآن لَــــم تُعــــرَف بِعـــابٍ
وَلا دَنَّســــتَ ثَوبَــــكَ مُــــذ نَشـــَأتا
وَلا ســـــابَقتَ فـــــي ميـــــدانِ زورٍ
وَلا أَوضـــــَعتَ فيـــــهِ وَلا خَبَبتـــــا
فَـــإِن لَــم تَنــأَ عَنــهُ نَشــِبتَ فيــهِ
وَمَــــن لَـــكَ بِـــالخَلاصِ إِذا نَشـــِبتا
وَدَنَّــــسَ مـــا تَطَهَّـــرَ مِنـــكَ حَتّـــى
كأَنَّـــكَ قَبـــلَ ذَلِـــكَ مـــا طَهُرتـــا
وَصـــِرتَ أَســـيرَ ذَنبِـــكَ فـــي وَثــاقٍ
وَكَيـــفَ لَـــكَ الفُكــاكُ وَقَــد أُســِرتا
وَخَـــف أَبنـــاء جِنســِكَ وَاِخــشَ مِنهُــم
كَمـــا تَخشـــى الضـــَراغِمَ وَالســَبَنتى
وَخـــــالِطهُم وَزايلهُـــــم حِـــــذاراً
وَكُـــــن كالســـــامِريَّ إِذا لَمِســــتا
وَإِن جَهِلــــوا عَلَيـــكَ فَقُـــل ســـَلاماً
لَعَلَّــــكَ ســــَوفَ تَســـلَمُ إِن فَعَلتـــا
وَمَـــن لَـــكَ بِالســـَلامَةِ فـــي زَمــانٍ
يَنـــــالُ العُصـــــمَ إِلّا إِن عُصــــِمتا
وَلا تَلَبَـــــث بِحَــــيٍّ فيــــهِ ضــــَيمٌ
يُميـــــتُ القَلـــــبَ إِلا إِن كُبِّلتــــا
وَغَــــرِّب فَــــالغَريبُ لَــــهُ نَفــــاقٌ
وَشــــَرِّق إِن بَريقَــــكَ قَـــد شـــَرِقتا
وَلَـــو فَـــوقَ الأَميـــرِ تَكــونُ فيهــا
ســــُمُوّاً وَاِفتِخــــاراً كُنـــتَ أَنتـــا
وَإِن فَرَّقتَهـــــا وَخَرَجـــــتَ مِنهـــــا
إِلــــى دارِ الســـَلامِ فَقـــدَ ســـَلِمتا
وَإِن كَرَّمتَهـــــا وَنَظَـــــرتَ مِنهـــــا
بِــــإِجلالٍ فَنَفســــَكَ قَــــد أَهَنتــــا
جَمَعـــتُ لَـــكَ النَصـــائِحَ فَاِمتَثِلهـــا
حَياتَـــكَ فَهِــيَ أَفضــَلُ مــا اِمتَثَلتــا
وَطَـــــوَّلتُ العِتـــــابَ وَزِدتُ فيـــــهِ
لِأَنَّـــكَ فـــي البَطالَـــةِ قَــد أَطَلتــا
فَلا تَأخُـــــذ بِتَقصـــــيري وَســـــَهوي
وَخُــــذ بِوَصــــِيَّتي لَـــكَ إِن رَشـــَدتا
وَقَــــد أَردَفتُهــــا ســــِتّاً حِســـاناً
وَكـــــانَت قَبـــــلَ ذا مِئَةً وَســـــِتّا
إبراهيم بن مسعود بن سعد التُجيبي الإلبيري أبو إسحاق. شاعر أندلسي، أصله من أهل حصن العقاب، اشتهر بغرناطة وأنكر على ملكها استوزاره ابن نَغْزِلَّة اليهودي فنفي إلى إلبيرة وقال في ذلك شعراً فثارت صنهاجة على اليهودي وقتلوه. شعره كله في الحكم والمواعظ، أشهر شعره قصيدته في تحريض صنهاجة على ابن نغزلة اليهودي ومطلعها (ألا قل لصنهاجةٍ أجمعين).