
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كَـأَنّي بِنَفسـي وَهـيَ فـي السـَكَراتِ
تُعالِــجُ أَن تَرقـى إِلـى اللَهَـواتِ
وَقَـد زُمَّ رَحلـي وَاِسـتَقَلَّت رَكـائِبي
وَقَــد آذَنَتنــي بِالرَحيـلِ حُـداتي
إِلــى مَنــزِلٍ فيـهِ عَـذابٌ وَرَحمَـةٌ
وَكَـم فيـهِ مِـن زَجـرٍ لَنـا وَعِظـاتِ
وَمِـن أَعيُـنٍ سـالَت عَلـى وَجَناتِهـا
وَمِـن أَوجُـهٍ فـي التُـربِ مُنعَفِـراتِ
وَمِــن وارِدٍ فيـهِ عَلـى مـا يَسـُرُّهُ
وَمِــن وارِدٍ فيــهِ عَلـى الحَسـَراتِ
وَمِـن عـاثِرٍ مـا إِن يُقـالُ لَهُ لَعاً
عَلـى مـا عَهِـدنا قَبلُ في العَثَراتِ
وَمِــن مَلِـكٍ كـانَ السـُرورُ مِهـادَهُ
مَــعَ الآنِســاتِ الخُــرَّدِ الخَفِـراتِ
غَـداً لا يَـذودُ الـدودَ عَن حُرِّ وَجهِهِ
وَكــانَ يَـذودُ الأُسـدَ فـي الأَجَمـاتِ
وَعُــوِّضَ أُنســاً مِـن ظِبـاءِ كِناسـِهِ
وَأَرآمِـــهِ بِـــالرُقشِ وَالحَشــَراتِ
وَصـارَ بِبَطـنِ الأَرضِ يَلتَحِـفُ الثَـرى
وَكــانَ يَجُــرُّ الوَشــيَ وَالحَبَـراتِ
وَلَــم تُغنِــهِ أَنصــارُهُ وَجُنــودُهُ
وَلَــم تَحمِــهِ بِــالبيضِ وَالأَســَلاتِ
وَمِمّــا شــَجاني وَالشـُجونُ كَـثيرَةٌ
ذُنــوبٌ عِظــامٌ أَســبَلَت عَبَراتــي
وَأَقلَقَنــي أَنّــي أَمــوتُ مُفَرِّطــاً
عَلــى أَنَّنــي خَلَّفـتُ بَعـدُ لِـداتي
وَأَغفَلــتُ أَمــري بَعـدَهُم مُتَثَبِّطـاً
فَيــا عَجَبــاً مِنّــي وَمِـن غَفَلاتـي
إِلـى اللَـهِ أَشكو جَهلَ نَفسي فَإِنَّها
تَميــلُ إِلـى الراحـاتِ وَالشـَهَواتِ
وَيــا رُبَّ خِــلٍّ كُنـتُ ذا صـِلَةٍ لَـهُ
يَــرى أَنَّ دَفنــي مِـن أَجَـلِّ صـِلاتي
وَكُنــتُ لَـهُ أُنسـاً وَشَمسـاً مُنيـرَةً
فَــأَفرَدَني فــي وَحشــَةِ الظُلُمـاتِ
سَأَضـرِبُ فُسـطاطي عَلـى عَسكَرِ البِلى
وَأَركُــزُ فيــهِ لِلنُــزولِ قَنــاتي
وَأَركَــبُ ظَهــراً لا يَــؤوبُ بِراكِـبٍ
وَلا يُمتَطـــى إِلّا إِلــى الهَلَكــاتِ
وَلَيــسَ يُــرى إِلّا بِســاحَةِ ظــاعِنٍ
إِلــى مَصـرَعِ الفَرحـاتِ وَالتَرَحـاتِ
يُسـَيِّرُ أَدنـى النـاسِ سـَيراً كَسَيرِهِ
بِـــأَرفَعِ مَنعِــيٍّ مِــنَ الســَرَواتِ
فَطَـوراً تَـراهُ يَحمِـلُ الشُمَّ وَالرُبا
وَطَــوراً تَــراهُ يَحمِــلُ الحَصـَياتِ
وَرُبَّ حَصــاةٍ قَــدرُها فَــوقَ يَـذبُلٍ
كَمَقبـولِ مـا يُرمـى مِـنَ الجَمَـراتِ
وَكُــلُّ صــَغيرٍ كــانَ لِلّـهِ خالِصـاً
يُرَبّـي عَلـى مـا جـاءَ في الصَدَقاتِ
وَكُـــلُّ كَــبيرٍ لا يَكــونُ لِــوَجهِهِ
فَمِثــلُ رَمـادٍ طـارَ فـي الهَبَـواتِ
وَلَكِنَّــهُ يُرجـى لِمَـن مـاتَ مُحسـِناً
وَيُخشـى عَلـى مَـن مـاتَ فـي غَمَراتِ
وَمـا اليَومَ يُمتازُ التَفاضُلُ بَينَهُم
وَلَكِـن غَـداً يُمتـازُ فـي الـدَرَجاتِ
إِذا رُوِّعَ الخــاطي وَطــارَ فُـؤادُهُ
وَأُفــرِخَ رَوعُ البَـرِّ فـي الغُرُفـاتِ
وَمـا يَعـرِفُ الإِنسـانُ أَيـنَ وَفـاتُهُ
أَفـي البَـرِّ أَم في البَحرِ أَم بِفَلاةِ
فَيـا إِخـوَتي مَهمـا شَهِدتُم جَنازَتي
فَقومــوا لِرَبّـي وَاِسـأَلوهُ نَجـاتي
وَجِدّوا اِبتِهالاً في الدُعاءِ وَأَخلِصوا
لَعَـــلَّ إِلَهــي يَقبَــلُ الــدَعَواتِ
وَقولــوا جَميلاً إِن عَلِمتُــم خِلافَـهُ
وَأَغضـوا عَلـى مـا كانَ مِن هَفَواتي
وَلا تَصــِفوني بِالَّــذي أَنـا أَهلُـهُ
فَأَشــقى وَحَلّــوني بِخَيــرِ صــِفاتِ
وَلا تَتَناســَوني فَقِــدماً ذَكَرتُكُــم
وَواصــَلتُكُم بِــالبِرِّ طـولَ حَيـاتي
وَبِــالرَغمِ فــارَقتُ الأَحِبَّـةَ مِنكُـمُ
وَلَمّــا تُفــارِقني بِكُــم زَفَراتـي
وَإِن كُنـتُ مَيتـاً بَيـنَ أَيديكُمُ لَقىً
فَروحِـــيَ حَـــيٌّ ســامِعٌ لِنُعــاتي
أُنـاجيكُمُ وَحيـاً وَإِن كُنـتُ صـامِتاً
أَلا كُلُّكُــم يَومــاً إِلَــيَّ ســَياتي
وَلَيــسَ يَقــومُ الجِسـمُ إِلّا بِروحِـهِ
هُــوَ القُطــبُ وَالأَعضـاءُ كَـالأَدَواتِ
وَلا بُــدَّ يَومــاً أَن يَحـورَ بِعَينِـهِ
لِيُجـزى عَلـى الطاعـاتِ وَالتَبِعـاتِ
وَإِلّا أَكُـــن أَهلاً لِفَضـــلٍ وَرَحمَــةٍ
فَرَبِّــيَ أَهــلُ الفَضــلِ وَالرَحَمـاتِ
فَمــا زِلـتُ أَرجـو عَفـوَهُ وَجِنـانَهُ
وَأَحمَــدُهُ فــي اليُســرِ وَالأَزَمـاتِ
وَأَســجُدُ تَعظيمــاً لَــهُ وَتَــذَلُّلاً
وَأَعبُــدُهُ فــي الجَهـرِ وَالخَلَـواتِ
وَلَســتُ بِمُمتَــنٍّ عَلَيــهِ بِطــاعَتي
لَـهُ المَـنُّ فـي التَيسـيرِ لِلحَسَناتِ
إبراهيم بن مسعود بن سعد التُجيبي الإلبيري أبو إسحاق. شاعر أندلسي، أصله من أهل حصن العقاب، اشتهر بغرناطة وأنكر على ملكها استوزاره ابن نَغْزِلَّة اليهودي فنفي إلى إلبيرة وقال في ذلك شعراً فثارت صنهاجة على اليهودي وقتلوه. شعره كله في الحكم والمواعظ، أشهر شعره قصيدته في تحريض صنهاجة على ابن نغزلة اليهودي ومطلعها (ألا قل لصنهاجةٍ أجمعين).