
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قَد بَلَغتَ السِتينَ وَيحَكَ فَاِعلَم
أَنَّ مـا بَعـدَها عَلَيـكَ تَلَـوَّم
فَـإِذا مـا اِنقَضَت سِنوكَ وَوَلَّت
فَصـَلَ الحـاكِمُ القَضاءَ فَأَبرَم
أَنـتَ مِثـلُ السِجِلِّ يُنشَرُ حيناً
ثُـمَّ يُطوى مِن بَعدِ ذاكَ وَيُختَم
كَيـفَ يَلتَـذُّ بِالحَيـاةِ لَـبيبٌ
فَـوَّقَت نَحـوَهُ المَنِيَّـةُ أَسـهُم
لَيـسَ يَدري مَتى يُفاجيهِ مِنها
صـائِبٌ يَقصـِفُ الظُهـورَ وَيَقصِم
مـا لِغُصـني ذَوى وَكانَ نَضيراً
وَلِظَهـري اِنحَنـى وَكـانَ مُقَوَّم
وَلِحَــدّي نَبـا وَكـانَ مُـبيراً
وَلِجَيشـي اِنثَنـى وَكانَ عَرَمرَم
وَلِــدَهري أَدالَ شـَرخَ شـَبابي
بِمَشـيَبٍ عِنـدَ الحِسـانِ مُـذَمَّم
فَأَنـا اليَـومَ عَن هَواهُنَّ سالٍ
وَقَــديماً بِهُــنَّ كُنـتُ مُتَيَّـم
لَـو بِرَوقِ الزَمانِ يَنطَحُ يَوماً
رُكـــنُ ثَهلانَ هَــدَّهُ فَتَهَــدَّم
نَحـنُ فـي مَنزِلِ الفَناءِ وَلَكِن
هُـوَ بـابٌ إِلـى البَقاءِ وَسُلَّم
وَرَحـى المَـوتِ تَستَديرُ عَلَينا
أَبَـداً تَطحَـنُ الجَميـعَ وَتَهشِم
وَأَنــا مــوقِنٌ بِـذاكَ عَليـمٌ
وَفِعـالي فِعـالُ مَن لَيسَ يَعلَم
وَكَذا أَمتَطي الهُوَينا إِلى أَن
أُتَــوَفّى فَعِنــدَ ذَلِـكَ أَنـدَم
فَعَسـى مَـن لَـهُ أُعَفِّـرُ وَجهـي
سـَيَرى فـاقَتي إِلَيـهِ فَيَرحَـم
فَشـَفيعي إِلَيـهِ حُسـنُ ظُنـوني
وَرَجــائي لَــهُ وَأَنّـي مُسـلِم
وَلَـهُ الحَمـدُ أَن هَداني لِهَذا
عَـدَدَ القَطرِ ما الحَمامُ تَرَنَّم
وَإِلَيــهِ ضـَراعَتي وَاِبتِهـالي
فـي مُعافـاةِ شَيبَتي مِن جَهَنَّم
إبراهيم بن مسعود بن سعد التُجيبي الإلبيري أبو إسحاق. شاعر أندلسي، أصله من أهل حصن العقاب، اشتهر بغرناطة وأنكر على ملكها استوزاره ابن نَغْزِلَّة اليهودي فنفي إلى إلبيرة وقال في ذلك شعراً فثارت صنهاجة على اليهودي وقتلوه. شعره كله في الحكم والمواعظ، أشهر شعره قصيدته في تحريض صنهاجة على ابن نغزلة اليهودي ومطلعها (ألا قل لصنهاجةٍ أجمعين).