
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ما أَميَلَ النَفسَ إِلى الباطِلِ
وَأَهـوَنَ الدُنيا عَلى العاقِلِ
تُرضـي الفَتى في عاجِلٍ شَهوَةٌ
لَـو خَسـِرَ الجَنَّـةَ فـي الآجِلِ
يَـبيعُ مـا يَبقى بِما يَنقَضي
فِعـلُ السَفيهِ الأَحمَقِ الجاهِلِ
يـا مَن رَأى لي واصِلاً مُرشِداً
وَإِنَّنــي أَكلَــفُ بِالواصــِلِ
يا مَن رَأى لي عالِماً عامِلاً
فَــأَلزَمُ الخِدمَــةَ لِلعامِـلِ
أَم مَـن رَأى عالِمـاً سـاكِتاً
وَعَقلُــهُ فــي عـالَمٍ جـائِلِ
يَسـرَحُ فـي زَهرِ رِياضِ النُهى
لَيســَت كَـرَوضِ ماحِـلٍ ذابِـلِ
يــا رُبَّ قَلـبٍ كَجَنـاحٍ هَفَـت
قَـد غـابَ فـي بَحرٍ بِلا ساحِلِ
يُصــَرِّفُ الخَطــرَةَ مَــذعورَةً
مِمّـا يَـرى مِـن مَنظَـرٍ هائِلِ
آهٍ لِســِرٍّ صــُنتُهُ لَـم أَجِـد
خَلفــاً لَــهُ قَـطُّ بِمُسـتاهِلِ
هَــل يَقُــظٌ يَسـأَلُني عَلَّنـي
أَكشــِفُهُ لِليَقُــظِ الســائِلِ
قَـد يَرحَـلُ المَـرءُ لِمَطلوبِهِ
وَالسَبَبُ المَطلوبُ في الراحِلِ
لَـو شـُغِلَ المَـرءُ بِتَركيبِـهِ
كــانَ بِـهِ فـي شـُغُلٍ شـاغِلِ
وَعــايَنَ الحِكمَــةَ مَجموعَـةً
ماثِلَــةً فــي هَيكَـلٍ ماثِـلِ
يـا أَيُّهـا الغافِلُ عَن نَفسِهِ
وَيـكَ أُفُـق مِـن سِنَةِ الغافِلِ
وَانظُـر إِلى الطاعَةِ مَشهورَةً
فـي الفَلَكِ الصاعِدِ وَالنازِلِ
وَالحَـظ بِعَينَيكَ أَديمَ السَما
مِـن طـالِعٍ فيهـا وَمِـن آفِلِ
كُــلٌّ عَلــى مَسـلَكِهِ لا يُـرى
عَـن ذَلِـكَ المَسـلَكِ بِالمائِلِ
لَـو دَبَّـرَت أَنفُسـَها لَم تَغِب
وَاِطَّلَــعَ النـاقِصُ كَالكامِـلِ
وَاِنظُـر إِلى المُزنَةِ مَشحونَةً
مُثقَلَــةَ الكاهِـلِ كَالبـازِلِ
تَحِـنُّ مِـن شـَوقٍ إِلـى وَقفَـةٍ
أَو خَطـرَةٍ بِالبَلَـدِ الماحِـلِ
يـا لَـكَ بُسـتانَ عُقـولٍ بَدا
لِعَيـنِ قَلـبِ المُؤمِنِ العاقِلِ
فَسـِرُّ هَـذا الشـَأنِ لا يَنجَلي
إِلّا لِعَبـــدٍ مُخلِــصٍ فاضــِلِ
إبراهيم بن مسعود بن سعد التُجيبي الإلبيري أبو إسحاق. شاعر أندلسي، أصله من أهل حصن العقاب، اشتهر بغرناطة وأنكر على ملكها استوزاره ابن نَغْزِلَّة اليهودي فنفي إلى إلبيرة وقال في ذلك شعراً فثارت صنهاجة على اليهودي وقتلوه. شعره كله في الحكم والمواعظ، أشهر شعره قصيدته في تحريض صنهاجة على ابن نغزلة اليهودي ومطلعها (ألا قل لصنهاجةٍ أجمعين).