
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَـن لَيـسَ بِالبـاكي وَلا المُتَباكي
لِقَبيــحِ مـا يَـأتي فَلَيـسَ بِـزاكِ
نادَت بِيَ الدُنيا فَقُلتُ لَها اِقصِري
مـا عُـدَّ فـي الأَكيـاسِ مَـن لَبّـاكِ
وَلَمّـا صـَفا عِنـدَ الإِلَـهِ وَلا دَنـا
منــهُ اِمــرُؤٌ صـافاكِ أَو دانـاكِ
مــازِلتِ خــادِعَتي بِبَــرقٍ خُلَّــبٍ
وَلَـو اِهتَـدَيتُ لَمـا اِنخَدَعتُ لِذاكِ
قــالَت أَغَـرَّكَ مِـن جَناحِـكَ طـولُهُ
وَكَـأَنَّ بِـهِ قَـد قُـصَّ فـي أَشـراكي
تَـاللَهِ مـا فـي الأَرضِ مَوضِعُ راحَةٍ
إِلّا وَقَــد نُصــِبَت عَلَيــهِ شـِباكي
طِـر كَيـفَ شـِئتَ فَـأَنتَ فيها واقِعٌ
عـــانٍ بِهــا لايُرتَجــى لِفَكــاكِ
مَـن كـانَ يَصـرَعُ قِرنَـهُ فـي مَعرَكٍ
فَعَلَـــيَّ صــَرعَتُهُ بِغَيــرِ عِــراكِ
ما أَعرِفُ العَضبَ الصَقيلَ وَلا القَنا
وَلَقَـد بَطَشـتُ بِـذي السِلاحِ الشاكي
كَـــم ضــَيغَمٍ عَفَّرتُــهُ بِعَرينِــهِ
وَلَكَــم فَتَكــتُ بِأَفتَــكِ الفُتّـاكِ
فَأَجَبتُهــا مُتَعَجِّبــاً مِـن غَـدرِها
أَجزَيــتِ بِالبَغضــاءِ مَـن يَهـواكِ
لَأَجَلــتُ عَينـي فـي بَنيـكِ فَكُلَّهُـم
أَســراكِ أَو جُرحــاكِ أَو صــَرعاكِ
لَـو قارَضـوكِ عَلـى صـَنيعُكِ فيهِـمُ
قَطَعـــوا مَــدى أَعمــارِهِم بِقِلاكِ
طَمَســَت عُقــولُهُم وَنـورُ قُلـوبِهِم
فَتَهــافَتوا حِرصــاً عَلـى حَلـواكِ
فَكَــأَنَّهُم مِثـلُ الـذُبابِ تَسـاقَطَت
فــي الأَري حَتّـى اِستُؤصـِلوا بِهَلاكِ
لا كُنــتِ مِــن أُمٍّ لَنــا أَكّالَــةٍ
بَعــدَ الــوِلادَةِ مـا أَقَـلَّ حَيـاكِ
وَلَقَـد عَهِـدنا الأُمَّ تَلطُـفُ بِاِبنِها
عَطفــاً عَلَيـهِ وَأَنـتِ مـا أَقسـاكِ
مـا فَـوقَ ظَهـرِكِ قـاطِنٌ أَو ظـاعِنٌ
إِلّا سَيُهَشــَمُ فــي ثِفــالِ رَحــاكِ
أَنــتِ السـَرابُ وَأَنـتِ داءٌ كـامِنٌ
بَيــنَ الضــُلوعِ فَمـا أَعَـزَّ دَواكِ
يُعصـى الإِلَـهُ إِذا أُطِعـتِ وَطـاعَتي
لِلَـــهِ رَبّـــي أَن أَشــُقَّ عَصــاكِ
فَــرضٌ عَلَينــا بِرُّنــا أُمّاتِنــا
وَعُقـــــــوقُهُنَّ مُحَــــــرَّمٌ إِلّاكِ
ما إِن يَدومُ الفَقرُ فيكِ وَلا الغِنى
ســِيّانُ فَقــرُكِ عِنــدَنا وَغِنــاكِ
أَيـنَ الجَبـابِرَةُ الأُلـى وَرِياشـُهُم
قَـد باشـَروا بَعـدَ الحَريـرِ ثَراكِ
وَلَطالَمــا رُدّوا بِأَردِيَـةِ البَهـا
فَتَعَوَّضــــوا مِنهـــا رِداءَ رَداكِ
كــانَت وجـوهُهُمُ كَأَقمـارِ الـدُجا
فَغَـــدَت مُســَجّاةً بِثَــوبِ دُجــاكِ
وَعَنَــت لِقَيّـومِ السـَماواتِ العُلا
رَبِّ الجَميــــعِ وَقــــاهِرِ الأَملاكِ
وَجَلالِ رَبّــي لَــو تَصــِحُّ عَزائِمـي
لَزَهِــدتُ فيــكِ وَلَاِبتَغَيــتُ سـِواكِ
وَأَخَـذتُ زاديَ مِنـكِ مَن عَمَلِ التُقى
وَشــَدَدتُ إيمــاني بِنَقــضِ عُـراكِ
وَحَطَطـتُ رَحلـي تَحـتَ أَلوِيَةِ الهُدى
وَلَمّــا رَآنـي اللَـهُ تَحـتَ لِـواكِ
مَهلاً عَلَيـكِ فَسـَوفَ يَلحَقُـكِ الفَنـا
فَتُــــــــــري بِلا أَرضٍ وَلا أَفلاكِ
وَيُعيـــدُنا رَبٌّ أَمــاتَ جَميعَنــا
لِيَكــونَ يُرضـي غَيـرَ مَـن أَرضـاكِ
وَاللَـهِ مـا المَحبـوبُ عِندَ مَليكِهِ
إِلّا لَـــبيبٌ لَــم يَــزَل يَشــناكِ
هَجــرَ الغَــواني واصـِلاً لِعَقـائِلٍ
يَضــحَكنَ حُبّــاً لِلــوَلِيَّ البـاكي
إِنّــي أَرِقــتُ لَهُــنَّ لا لِحَمــائِمٍ
تَبكـي الهَـديلَ عَلـى غُصـونِ أَراكِ
لا عَيــشَ يَصــفو لِلمُلـوكِ وَإِنَّمـا
تَصــفو وَتُحمَــدُ عيشــَةُ النُسـّاكِ
وَمِــنَ الإِلَـهِ عَلـى النَبِـيِّ صـَلاتُهُ
عَـــدَدَ النُجـــومِ وَعِــدَّةَ الأَملاكِ
إبراهيم بن مسعود بن سعد التُجيبي الإلبيري أبو إسحاق. شاعر أندلسي، أصله من أهل حصن العقاب، اشتهر بغرناطة وأنكر على ملكها استوزاره ابن نَغْزِلَّة اليهودي فنفي إلى إلبيرة وقال في ذلك شعراً فثارت صنهاجة على اليهودي وقتلوه. شعره كله في الحكم والمواعظ، أشهر شعره قصيدته في تحريض صنهاجة على ابن نغزلة اليهودي ومطلعها (ألا قل لصنهاجةٍ أجمعين).