
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَأَحـورُ عَن قَصدي وَقَد بَرَحَ الخَفا
وَوَقَفتُ مِن عُمري القَصيرِ عَلى شَفا
وَأَرى شـُؤونَ العَيـنِ تُمسِكُ ماءَها
وَلَقَبـلَ مـا حَكَتِ السَحابَ الوُكَّفا
وَأَخـالُ ذاكَ لِعِـبرَةٍ عَرَضـَت لَهـا
مِن قَسوَةٍ في القَلبِ أَشبَهتِ الصَفا
وَلَقَـلَّ لـي طـولُ البُكاءِ لِهَفوَتي
فَلَرُبَّمـا شـَفَعَ البُكـاءُ لِمَن هَفا
إِنَّ المَعاصــِيَ لا تُقيــمُ بِمَنـزِلٍ
إِلّا لِتَجعَــلَ مِنـهُ قاعـاً صَفصـَفا
وَلَـو أَنَّنـي داوَيـتُ مَعطَبَ دائِها
بِمَراهِـمِ التَقـوى لَوافَقتِ الشِفا
وَلَعِفـتُ مَورِدَهـا المَشوبَ بِرَنقِها
وَغَسَلتُ رَينَ القَلبِ في عَينِ الصَفا
وَهَزَمــتُ جَحفَــلَ غَيِّهـا بِإِنابَـةٍ
وَسـَلَلتُ مِـن نَـدَمٍ عَلَيهـا مُرهَفا
وَهَجَـرتُ دُنيـا لَـم تَـزَل غَـدّارَةً
بِمُؤَمِّليهـا المُمحِضينَ لَها الوَفا
سـَحَقَتهُمُ وَدِيـارَهُم سـَحقَ الرَحـا
فَعَلَيهُـمُ وَعَلـى دِيـارِهُم العَفـا
وَلَقَـد يُخـافُ عَلَيهِـمُ مِـن رَبِّهِـم
يَـومَ الجَـزاءِ النارَ إِلّا إِن عَفا
إِنَّ الجَــوادَ إِذا تَطَلَّــبَ غايَـةً
بَلَـغَ المَـدى مِنها وَبَذَّ المُقرِفا
شــَتّانَ بَيــنَ مُشــَمِّرٍ لِمَعــادِهِ
أَبَــداً وَآخَــرَ لا يَـزالُ مُسـَوِّفا
إِنّــي دَعَوتُـكَ مُلحِفـاً لِتُجيرَنـي
مِمّــا أَخـافُ فَلا تَـرُدَّ المُلحِفـا
إبراهيم بن مسعود بن سعد التُجيبي الإلبيري أبو إسحاق. شاعر أندلسي، أصله من أهل حصن العقاب، اشتهر بغرناطة وأنكر على ملكها استوزاره ابن نَغْزِلَّة اليهودي فنفي إلى إلبيرة وقال في ذلك شعراً فثارت صنهاجة على اليهودي وقتلوه. شعره كله في الحكم والمواعظ، أشهر شعره قصيدته في تحريض صنهاجة على ابن نغزلة اليهودي ومطلعها (ألا قل لصنهاجةٍ أجمعين).