
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يُضــَيَّعُ مَفــروضٌ وَيُغفَــلُ واجِــبُ
وَإِنّـي عَلـى أَهـلِ الزَمـانِ لَعاتِبُ
أَتُنـــدَبُ أَطلالُ البِلادِ وَلا يُـــرى
لِإِلـبيرَةٍ مِنهُـم عَلـى الأَرضِ نـادِبُ
عَلـى أَنَّهـا شـَمسُ البِلادِ وَأُنسـُها
وَكُــلُّ ســِواها وَحشــَةٌ وَغَيــاهِبُ
وَكَـم مِـن مُجيـبٍ كانَ فيها لِصارِخٍ
تُجـابُ إِلـى جَـدوى يَدَيهِ السَباسِبُ
وَكَـم مِـن نَجيـبٍ أَنجَبَتـهُ وَعـالِمٍ
بِـأَبوابِهِم كـانَت تُنـاخُ الرَكائِبُ
وَكَـم بَلَغَـت فيهـا الأَماني وَقُضِّيَت
لِصـــَبٍّ لُبانــاتٌ بِهــا وَمَــآرِبُ
وَكَـم طَلَعَت فيها الشُموسُ وَكَم مَشَت
عَلـى الأَرضِ أَقمـارٌ بِهـا وَكَـواكِبُ
وَكَـم فَرَسـَت فيها الظِباءُ ضَراغِماً
وَكَـم صـَرَعَت فيهـا الكُماةَ كَواعِبُ
لَعَهـدي بِها مُبيَضَّةَ اللَيلِ فَاغتَدَت
وَأَيّامُهـا قَـد سـَوَّدَتها النَـوائِبُ
وَمـا كـانَ فيها غَيرُ بُشرى وَأَنعُمٍ
فَلَـم يَبـقَ فيها الآنَ إِلّا المَصائِبُ
غَـدَت بَعـدَ رَبّـاتِ الحِجالِ قُصورُها
يَبابـاً تُغاديها الصَبا وَالجَنائِبُ
فَـآهٍ أُلوفـاً تَقتَضـي عَـدَدَ الحَصا
عَلـى عَهـدِها ماعاهَدَتها السَحائِبُ
عَجِبـتُ لِمـا أَدري بِهـا مِن عَجيبَةٍ
فَيـالَيتَ شـِعري أَينَ تِلكَ العَجائِبُ
وَمــا فَعَلَــت أَعلامُهـا وَفِئامُهـا
وَأَرآمُهـا أَم أَيـنَ تِلـكَ المَراتِبُ
وَأَينَ بِحارُ العِلمِ وَالحِلمِ وَالنَدى
وَأَيـنَ الأَكُـفُّ الهامِيـاتُ السَواكِبُ
شـَقَقنا عَلى مَن ماتَ مِنهُم جُيوبَنا
وَكــانَ قَليلاً أَن تُشــَقَّ التَـرائِبُ
وَإِن فُقِــدَت أَعيــانُهُم فَلَتوجَـدَن
مَـدى الـدَهرِ أَفعـالٌ لَهُم وَمَناقِبُ
وَقَـد بَقِيَـت فـي الأَرضِ مِنهُم بَقِيَّةٌ
كَــأَنَّهُم فيهــا نُجــومٌ ثَــواقِبُ
فَلِلَّــهِ ثــاويهِم وَلِلَّــهِ حَيُّهُــم
فَكُـلٌّ جَـوادٌ بـاهِرُ الفَضـلِ واهِـبُ
لَسـاءَلتُ عَنهُـم رَسـمَها فَأَجـابَني
أَلا كُـلَّ شـَيءٍ مـا خَلا اللَـهَ ذاهِبُ
يُخاطِبُنـا أَن قَـد أُخِـذتُ بِـذَنبِكُم
وَمـا أَحَـدٌ مِنكُـم عَنِ الذَنبِ تائِبُ
وَأَن قَـد قَسـَت أَكبـادُكُم وَقُلوبُكُم
وَمـا مِنكُـم داعٍ إِلـى اللَهِ راغِبُ
لَشــَكلُكُمُ أَولـى وَأَجـدَرُ بِالبُكـا
عَلـى مِثلِـهِ حَقّـاً تَقـومُ النَوادِبُ
إبراهيم بن مسعود بن سعد التُجيبي الإلبيري أبو إسحاق. شاعر أندلسي، أصله من أهل حصن العقاب، اشتهر بغرناطة وأنكر على ملكها استوزاره ابن نَغْزِلَّة اليهودي فنفي إلى إلبيرة وقال في ذلك شعراً فثارت صنهاجة على اليهودي وقتلوه. شعره كله في الحكم والمواعظ، أشهر شعره قصيدته في تحريض صنهاجة على ابن نغزلة اليهودي ومطلعها (ألا قل لصنهاجةٍ أجمعين).