
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلا قُــل لِصــِنهاجَةٍ أَجمَعيـن
بُـدورِ النَـدِيَّ وَأُسـدِ العَرين
لَقَـــد زَلَّ ســـَيِّدُكُم زَلَّـــةً
تَقِـرُّ بِهـا أَعيُـنُ الشـامِتين
تَخَيَّـــرَ كـــاتِبُهُ كـــافِراً
وَلَـو شـاءَ كانَ مِنَ المُسلِمين
فَعَـزَّ اليَهـودُ بِـهِ وَاِنتَخَـوا
وَتـاهوا وَكانوا مِنَ الأَرذَلين
وَنالوا مُناهُم وَجازوا المَدى
فَحــانَ الهَلاكُ وَمـا يَشـعُرون
فَكَــم مُســلِمٍ فاضــِلٍ قـانِتٍ
لِأَرذَلِ قِــردٍ مِــنَ المُشـرِكين
وَمـا كـانَ ذَلِـكَ مِـن سـَعيِهِم
وَلَكِــنَّ مِنّـا يَقـومُ المُعيـن
فَهَلّا اِقتَــدى فيهُــمُ بِـالأُلى
مِـنَ القادَةِ الخيرَةِ المُتَّقين
وَأَنزَلَهُــم حَيــثُ يَسـتاهِلونَ
وَرَدَّهُــم أَســفَلَ الســافِلين
وَطــافوا لَـدَينا بِـإِخراجِهِم
عَلَيهِــم صــِغارٌ وَذُلٌّ وَهَــون
وَقَمَّـوا المَزابِـلَ عَـن خِرقَـةٍ
مُلَوَّنَـــةٍ لِــدِثارِ الــدَفين
وَلَــم يَســتَخِفّوا بِأَعلامِنــا
وَلَم يَستَطيلوا عَلى الصالِحين
وَلا جالَســوهُم وَهُــم هُجنَــةٌ
وَلا واكَبــوهُم مَـعَ الأَقرَبيـن
أَبــاديسُ أَنـتَ اِمـرِؤٌ حـاذِقٌ
تُصــيبُ بِظَنِّـكَ نَفـسَ اليَقيـن
فَكَيـفَ اِختَفَـت عَنـكَ أَعيانُهُم
وَفي الأَرضِ تُضرَبُ مِنها القُرون
وَكَيــفَ تُحِــبُّ فِـراخَ الزِنـا
وَهُـم بَغَّضـوكَ إِلـى العالَمين
وَكَيــفَ يَتِــمُّ لَـكَ المُرتَقـى
إِذا كُنـتَ تَبنـي وَهُم يَهدِمون
وَكَيــفَ اِسـتَنَمتَ إِلـى فاسـِقٍ
وَقـارَنتَهُ وَهُـوَ بِيـسَ القَرين
وَقَـد أَنـزَلَ اللَـهُ فـي وَحيِهِ
يُحَـذِّرُ عَـن صـُحبَةِ الفاسـِقين
فَلا تَتَّخِـــذ مِنهُــمُ خادِمــاً
وَذَرهُـم إِلـى لَعنَـةِ اللاعِنين
فَقَـد ضـَجَّتِ الأَرضُ مِـن فِسـقِهِم
وَكـادَت تَميـدُ بِنـا أَجمَعيـن
تَأَمَّــل بِعَينَيــكَ أَقطارَهــا
تَجِـدهُم كِلابـاً بِهـا خاسـِئين
وَكَيــفَ اِنفَــرَدتَ بِتَقريبِهِـم
وَهُـم في البِلادِ مِنَ المُبعَدين
عَلَـى أَنَّـكَ المَلِـكُ المُرتَضـى
سـَليلُ المُلـوكِ مِنَ الماجِدين
وَأَنَّ لَـكَ السـَبقَ بَيـنَ الوَرى
كَمـا أَنـتَ مِن جِلَّةِ السابِقين
وَإِنّــي اِحتَلَلــتُ بِغَرناطَــةٍ
فَكُنـتُ أَراهُـم بِهـا عـابِثين
وَقَــد قَســَّموها وَأَعمالَهــا
فَمِنهُــم بِكــلِّ مَكـانٍ لَعيـن
وَهُــم يَقبِضــونَ جِباياتِهــا
وَهُـم يَخضـِمون وَهُـم يَقضـِمون
وَهُـم يَلبِسـونَ رَفيـعَ الكُسـا
وَأَنتُـــم لِأَوضــَعِها لابِســون
وَهُــم أُمَنــاكُم عَلـى سـِرِّكُم
وَكَيــفَ يَكــونُ خَـؤونٌ أَميـن
وَيَأكُـــلُ غَيرُهُـــم دِرهَمــاً
فَيُقصـى وَيُـدنَونَ إِذ يَـأكُلون
وَقَــد ناهَضـوكُم إِلـى رَبِّكُـم
فَمــا تَمنَعــونَ وَلا تَنكِـرون
وَقــد لابَســوكُم بِأَســحارِهِم
فَمــا تَســمَعونَ وَلا تُبصـِرون
وَهُــم يَــذبَحونَ بِأَســواقِها
وَأَنتُــم لِأَطرافِهــا آكِلــون
وَرَخَّـــــمَ قِردُهُـــــم دارَهُ
وَأَجـرى إِلَيهـا نَميرَ العُيون
فَصـــارَت حَوائِجُنــا عِنــدَهُ
وَنَحــنُ عَلـى بـابِهِ قـائِمون
وَيَضــحَكُ مِنّــا وَمِـن دينِنـا
فَإِنّــا إِلـى رَبِّنـا راجِعـون
وَلَــو قُلـتَ فـي مـالِهِ إِنَّـهُ
كَمالِـكَ كُنـتَ مِـنَ الصـادِقين
فَبــادِر إِلــى ذَبحِـهِ قُربَـةً
وَضــَحِّ بِـهِ فَهُـوَ كَبـشٌ سـَمين
وَلا تَرفَـعِ الضـَغطَ عَـن رَهطِـهِ
فَقَـد كَنَـزوا كُـلَّ عِلـقٍ ثَمين
وَفَــرِّق عِـداهُم وَخُـذ مـالَهُم
فَــأَنتَ أَحَــقُّ بِمـا يَجمَعـون
وَلا تَحســِبَن قَتلَهُــم غَــدرَةً
بَـل الغَدرُ في تَركِهِم يَعبَثون
وَقَـد نَكَثـوا عَهـدَنا عِنـدَهُم
فَكَيــفَ تُلامُ عَلـى النـاكِثين
وَكَيــفَ تَكــونُ لَهُــم ذِمَّــةٌ
وَنَحــنُ خُمـولٌ وَهُـم ظـاهِرون
وَنَحــنُ الأَذِلَّــةُ مِـن بَينِهِـم
كَأَنّـا أَسـَأنا وَهُـم مُحسـِنون
فَلا تَــرضَ فينــا بِأَفعـالِهِم
فَــأَنتَ رَهيـنٌ بِمـا يَفعَلـون
وَراقِــب إِلَهَــكَ فــي حِزبِـهِ
فَحِـزبُ الإِلَـهِ هُـمُ الغـالِبون
إبراهيم بن مسعود بن سعد التُجيبي الإلبيري أبو إسحاق. شاعر أندلسي، أصله من أهل حصن العقاب، اشتهر بغرناطة وأنكر على ملكها استوزاره ابن نَغْزِلَّة اليهودي فنفي إلى إلبيرة وقال في ذلك شعراً فثارت صنهاجة على اليهودي وقتلوه. شعره كله في الحكم والمواعظ، أشهر شعره قصيدته في تحريض صنهاجة على ابن نغزلة اليهودي ومطلعها (ألا قل لصنهاجةٍ أجمعين).