
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هُـوَ ذا البَحـر مزبـداً يَتعـالى
إِثــر بَعــض أَمــواجه تَتَـوالى
تَلطــم الصـَخر كَبريـاءً وَعنفـاً
ثُـــم تَرتَــد للخضــم خــذالى
بِضـــَجيج كَــأَنَّهُ زَجــل الــرَع
دِ وَرَجــــف تَخـــاله زلـــزلا
مـا وَنَـت عَن جهادها الدَهر لَكن
لطــف الصـُبح كرّهـا وَالنِضـالا
وَهِــيَ تَســتَأنف الجِهـادَ بَعَـزمٍ
كُــلَّ يَـومٍ إِذا النَهـار تَعـالى
عِنــدَ ذاكَ الخَضــمّ بقعــة أَرض
قــدَّرَ اللَــهُ مَنحَهـا اِسـتقلالا
هِــيَ حَــدّ الســوريتين شـَمالاً
وَجُنوبــاً وَمــا تَنــوء مَجـالا
لَســتَ تَلقــى ســوريتين وَلَكـن
قيـــل هَــذا تَفننــاً وَضــَلالا
يَبتَغون التَفريق في الجَسد الوا
حـد خـابَت تِلـكَ الشَياطين فَالا
خَـل عَني واذكر من اعتقوا العَب
دَ وَشـَدّوا مِـن الطَليـق العقالا
عِنــدَ ذاكَ الخَصــمّ بقعــة أَرض
حَــرس اللَـه سـَهلَها وَالجِبـالا
لا تَــرى فــي فَنائِهــا آدميـاً
وَهِـــيَ آوت صـــَوادِحاً وَصــلالا
شَمســـنا دونَ شَمســِها تَتَجلــى
بَــــدرَنا دونَ بَـــدرها يَتلالا
وَسـُكون الـدُجى يَفـك عَـن القَـل
بِ قيـــوداً وَيَبعـــث الآمــالا
وَيَهـب النَسيم في السحر الداكن
يحيـــي مِـــن الزهـــور تِلالا
زانَهـا مِـن لآلـي الطـل تيجـان
زَهَــت رَونَقــاً وَفاضــَت جَمـالا
فَـإِذا اِجتـازَ تلكُـم الأَرض غـادٍ
يَلبــس الطــلَّ ســاقَه خلخـالا
وَتَــرى الطَيـر نـافِرات خفافـاً
وَثِقــــالاً وَيمنـــةً وَشـــَمالا
وَيَلــوح الصـَباح لَونـاً فلَونـا
كُلَمـا الشـَمس قـاربته اِستحالا
وَكَــذا البَحــر خاشـع مُسـتكين
وَهُـوَ يُكسـى مِـن كُـل لَـون شالا
يـا لَهـا مِـن مَظاهر تملك الحس
سَ وَتــوحي لِناظِريهـا الخَيـالا
أَيُّهــا السـائر المَجـدّ رويـداً
وَاخفــض الطَــرف عِنـدَها اِجلالا
تِلــكَ مَــأوى حريـة سـَلبت مِـن
نـا قَـديماً وَاليَـوم عَزت مَنالا
إيـه يـا فَتنـة الشُعوب وَيا أن
شــودة الكَـون شـَقتنا أَجيـالا
لَـــكَ وَجـــه مَلائِكـــي وَســيم
نـــوره يَفعــم القُلــوب جَلالا
وَمَـــــزاج جَهنَمــــي عَــــتي
يَصــدع الجــور يَصــهر الأَغلالا
صــانَك اللَــهُ كَـم فـداك وَفـي
أَو تحصــين كَــم أَبـدت رِجـالا
أَنـا اِسـتغفر الوَفا لَم يَبيدوا
يَــوم خلــدت بَعــدَهُم أَعمـالا
لَــكَ فــي تـرب مَيسـَلون دَفيـن
كــان للــذائِدين عَنـكِ مثـالا
مـاتَ فـي ميعـة الشـَباب شَهيداً
وَكَـذا الحـر لا يَمـوت اِكتِهـالا
فـي سـَبيل الأَوطـان سـالَت دماه
ذي المَعـالي فَليَعلُون مَن تَعالى
فَســـَلام عَلَيـــهِ يَــوم دَعــاه
وَطـــنٌ مُرهــق فَصــال وَجــالا
وَســَلام عَلَيـهِ يَـوم أُريـق الـد
دَم مِنـــه وَضـــَمخ الأَجبـــالا
هَــذِهِ روحـهُ أَطلـت عَلـى الشـا
مِ تَـزور الرُبـى وَتَغشـى الظلالا
وَتَحـض الرِجـال فيها عَلى تضحية
النَفــس مــا أهينــوا اِحتلالا
يَــوم كــانَت قُلوبنــا تَتَلظـى
وَالعِـدى توسـع البِلاد اِحتِمـالا
بِرجيــم لَمّــا أَتــاهُم وَقــاح
كــانَ إِتيــانُهُ عَلَيــهِ وَبـالا
لَـم يَبـت غَيـر لَيلـة كانَ فيها
يُبصــر المَــوت حَـولَهُ أَشـكالا
وَكَـــأَني بِـــهِ تجـــاذبه الأَو
هــام رُعبــاً فَيَسـتوي اجفـالا
قلــق يَرقـب الصـَباح فَلَمـا إن
تجلّــى شــَد الرِحــال وَقــالا
الفـرار الفرار القيت في الشا
مِ نكـــالاً وَفتيـــة أَبطـــالا
وَلَــو أن المَقـام طـالَ بِبَيـرو
تَ لَكــانَ المَصـير أَسـوأ حـالا
هَـذِهِ شـيمة الكِـرام بَنـي الشا
مِ ســمت همــة وَطــابَت فعـالا
عَربــــي إِبــــاؤكمُ أُمــــويّ
لا أَبــاد الزَمـان تِلـكَ الخلالا
كُــل جُــرح أَصــابَكُم حـلَ مِنـا
فــي صــَميم يــأبى اِنــدمالا
يحـرس اللَـهُ مَجـدَنا مـا بَذَلنا
فـي سـَبيل الأَوطـان نَفساً وَمالا
إبراهيم بن عبد الفتاح طوقان.شاعر غزل، من أهل نابلس (بفلسطين) قال فيه أحد كتابها: (عذب النغمات، ساحر الرنات، تقسم بين هوى دفين ووطن حزين) تعلم في الجامعة الأمريكية ببيروت، وبرع في الأدبين العربي والإنكليزي، وتولى قسم المحاضرات في محطة الإذاعة بفلسطين نحو خمس سنين، وانتقل إلى بغداد مدرساً ، وكان يعاني مرضاً في العظام ، فأنهكه السفر فمات شاباً.وكان وديعاً مرحاً.له (ديوان شعر).