
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هــادئ القَلــب مطبــق الأَجفـان
مُطلــق الــروح راقـد الجُثمـان
مَلَــكٌ عِنــدَ رَأسـِهِ باسـم الثَـغ
رِ جَناحـــاه فَـــوقَهُ يَخفقـــان
غـــادة تَملأ الكُـــؤوس وَخَـــود
تَنضـح الجَـرح مِـن رَحيـق الجِنان
وَحَــواليه طــافَ أَســراب حــور
بِغُصـــون النَخيـــل وَالرَيحــان
وَتَهـاوى الطُيـور عَـن شـَجر الخل
د تَغَنّــــى بِأَعـــذَب الأَلحـــان
مِــن كَـبير يَزهـو بِـأَبهى ريـاش
وَصـــَغير مصـــوّر مِـــن حَنــان
وَأفــاق الشــَهيد مُنشـَرح الصـَد
ر شـــَكوراً لَأنعـــم الرَحمـــان
وَاِسـتوى جالِسـاً عَلـى رفـرف خـض
ر غــــوال وَعَبقــــريٍ حِســـان
وَســـَقته مَلائك اللَـــه خَمـــراً
جَعَلتـــهُ حَيّــاً مَــدى الأَزمــان
وَتَجَلّــت أَنـوار مـن مَلَـك المـل
ك فَخــــرَّ الحَضـــور للأَذقـــان
ثُــمَ حَيّــى ذاكَ الشـَهيد وَنـادى
أَيهــذا الشــَهيد لَســتَ بِفــانِ
رَضــيَ اللَـهُ عَـن جِهـادك فَاخلُـد
وَتَبَـوّأ فـي الخُلـد أَعلـى مَكـانَ
وَخُلــود النَعيــم عِنــدي جَـزاء
لِلَّــذي مــاتَ فـي هَـوى الأَوطـان
مــا مَصـير الشـَهيد يـا رَبّ إِلّا
غبطـــة عِنــدَ راســخ الإِيمــان
غَيــرَ أَنَّ الشـَباب إِن كـانَ غَضـّاً
وَالتَـوى الغصـن مِنهُ في الريعان
وَتَـــــراءَت أَزهـــــاره ذابِلات
عَبثــت للريــاح فيهــا يَــدان
تَعَـذر العَيـن فـي البُكـاء عَلَيه
دَمــعَ ســَلوى لَكــن بِلا ســُلوان
رَب عَفــواً إِن راعَنـا فَقـدُ نَـدب
ضـاحك الـوَجه فـي قُطـوب الزَمان
صـــارم كــانَ مَغمــداً صــَقلته
يَـــدُ حريـــة أَنـــوفٍ حِصـــان
شــهرته حَتّــى أَذابتــه مَســحاً
فـي رِقـاب الأَعـداء يَـوم الطِعان
يـا دُمـوعي وَهَبتـك القَلب إِن لَم
تَقنَعــي بِالقَريــح مِـن أَجفـاني
فَهُــوَ قَلـبي أَليـف هَمـي وَحُزنـي
وَحَليـــف الزَفيـــر وَالخَفقــان
يـا رُبـوع الفَيحـاء أَنـتِ عَـروس
أَيّمتهـــا طَـــوارق الحَـــدثان
الأَكاليـل لَـم تَـزَل غَضـة الزَهـر
وَلَــم تَنقطــع أَغـاني الغَـواني
وَالمَغــاني مَأهولــة وَالرَوابـي
باديـــات نَواضـــِراً للعَيـــان
وَالنَــدامى بَيـنَ الكُـؤوس قيـام
رَنحتهـــم مدامـــة الغـــدران
وَالعَـــذارى ســـَوافر لاهيـــات
بِالأَراجيــح وَهِــيَ فــي الأَغصـان
يـا عَـروس الـدُنيا وَما حالَ قَلب
فَجَعتـــه أَحزانـــه بِالأَمـــاني
الخطـــوب اللائي نَزَلــنَ جســام
قَــد أَحلـن الهَنـا إِلـى أَحـزان
وَالأَسـى فـي الضـُلوع أَشـبَه شـَيء
بِـــكَ لَمــا قَــذفت بِــالنيران
منــكَ دَمــع وَمِــن محبــك دَمـع
بَــــرَدى وَالمُحــــبّ مُتَفِقـــان
رَحـل العـام عَنـكَ جَهـم المحيّـا
مكفهــرّاً فَكَيــفَ حــال الثـاني
لا تَرعـك الخطـوب يـا ابنةَ مَروا
ن وَلـــوذي بِــاللَه وَالفتيــان
الشــَباب النَضـير وَالأَمـل الثـا
بــــت خلّان كَيــــف يَفتَرِقـــان
وَالشـَباب النَضـير إن سـيم خَسفاً
ثــائر باســل وَثَــوب الجِنــان
لِفَرَنســـا أَن تســـتبد وَتَطغــى
لِفَرَنســا التَنكيــل بِالبُلــدان
لِفَرَنسـا أَن تحشـد الجَيـش كَالسَي
ل وَتُبـــدي عَجـــائب الطَيــران
لِفَرَنســا مــا تَشــتَهي لِفَرَنسـا
مــا تَمنَــى فَمَوعـد الثَـأر دان
يـا لِهَـول الـوَغى وَقَد هاجَ سُلطا
ن واَضـــحى يجيـــشُ كَالبُركــان
أَســـَدٌ فَـــوقَ ضـــامر عَرَبـــي
شــاهر لِلــوَغى حســاماً يَمـاني
أَرهَفتــهُ المَنــون ثُــمَ أَنـامت
ه لِيَــــوم محجّــــل أَرونـــان
صــَفحتاه عَقيقتــان مِــن البَـر
ق وَفـــي مضـــربيه صـــاعِقَتان
وَطَــــبيب أَغَـــرّ يُعطـــي دَواء
لِســـقام الأَوطـــان وَالأَبـــدان
أَليوثـاً أَفلتَّ يا سجن أَرواد تُذي
ق العِــــداة كَـــأس الهَـــوان
أَي حَــرب أَثــار ظُلــمُ فَرَنســا
فَــدهاها مــا لَيــسَ بِالحسـبان
المَغــــاوير حَضــــرٌ وَبـــداة
زمجـــروا دونَ أُمــة الطُغيــان
وَالجِيــاد العِتـاق وَلهـى طـرادٍ
مُســرِعات بِهُــم إِلــى المَيـدان
وَالســُيوف الرقــاق ظَمـآ دمـاءً
تَشــتَكي بَثَهــا إِلــى المــرّان
فَاسـأَلي عَـن فِعـالهم يـا فَرَنسا
إِن أَبنـــــاءَهُم لَـــــدى غَملان
وَأَقيمـــي ممالكـــاً وَعُروشـــاً
وَاِفزَعـــي للخــداع وَالبُهتــان
إِن مَــن تَمنَحيــن مَجـداً وَمَلكـاً
وَرِثـوا الملـك عَـن بَنـي مَـروان
سـَوفَ لا يَنثنـون عَـن طَلَـب الحَـق
قِ قِتـــالا أَو تَضـــرعي للأَمــان
إِيــه روح الشـَهيد زوري فَلَسـطي
ن وَطـــوفي قَدســيةً بِالمَغــاني
وَاِنزَعـي مِـن صـُدورَنا جَمرة الحق
د وَســــَلّي ســــجيّة الشـــَنآن
هــمّ إِخوانِنــا الجِهـاد وَأَضـحى
هَمّنـــا فـــي مَجــالسٍ وَلِجــان
أَيُّهــا العاشــق المناصـبَ مَهلاً
أَبتـــاج ظَفـــرت أَم صـــولَجان
كَيــفَ أَنســاك حُـب ذاتـك مَهـداً
أَنـــتَ لَــولاه كُنــت للنســيان
يــا فَلســطين هَــل لَـديك سـريّ
غَيـــر ذي مطمـــع وَلا متـــوان
لَيـسَ عِنـدي سـِوى التَلهـف أَهـدي
ه وَقَلـــب مَـــوله بِـــكَ عــان
وَشـــُعور نَســقته فــي بَيــاني
وَدُمـــوع أَودَعتهـــا أَشـــجاني
هَـل أَمنّـا العـداة حَتّـى رَقَـدنا
أَم وَجَـدنا الهَـوان حُلو المَجاني
أَيــنَ مِنـا الأَبـيّ أَيـنَ المعـزّي
أَيـــن مِنّــا معــذب الوجــدان
فَاِتَقوا اللَهَ وَاذكُروا نَهضة الشا
م وَخُصـــّوا العَـــدوّ بِالأَضــغان
إبراهيم بن عبد الفتاح طوقان.شاعر غزل، من أهل نابلس (بفلسطين) قال فيه أحد كتابها: (عذب النغمات، ساحر الرنات، تقسم بين هوى دفين ووطن حزين) تعلم في الجامعة الأمريكية ببيروت، وبرع في الأدبين العربي والإنكليزي، وتولى قسم المحاضرات في محطة الإذاعة بفلسطين نحو خمس سنين، وانتقل إلى بغداد مدرساً ، وكان يعاني مرضاً في العظام ، فأنهكه السفر فمات شاباً.وكان وديعاً مرحاً.له (ديوان شعر).