
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نَبَّهتْنـــي صـــوادحُ الأَطيــارِ
تَتَغَّنـــى علــى ذُرى الأَشــجارِ
وتجلـــت مليكـــة الأنـــوارِ
فـوق عـرشِ الصـبَّاحِ ترشـُفُ طَلاَّ
مــن ثُغــورِ الأَقـاحِ عَلاّ ونهْلا
فتمنيْــتُ لَــوْ شــقيقةُ روحـي
بــاكرَتْني إلـى جَنـى الأَزهـارِ
أنـا فـي روضـةٍ أبـاحَتْ جَناها
كــلَّ ذي صــَبْوةٍ كئيـبٍ أتاهـا
هــا هنـا وردةٌ يفـوحُ شـَذاها
هـا هنـا نرجـسٌ يُحِّيـي الأَقاحا
والــدَّوالي تُعــانقُ التُّفَّاحـا
بـادِري نَسـْتَبِقْ معاً وارِفَ الظِّل
لِ ونَقْضـي النَّهـارَ بعدَ النَّهارِ
ضـحكَ الـرَّوضُ حيـن فاضتْ عُيونُهْ
وترامـى فـوقَ الثَّـرى ياسَمينُه
هــامَ صَفصـافُهُ فنـاحتْ غُصـونُه
فســـَواءٌ هُيـــامُه وهُيـــامي
غيـرَ أّنـي أبكـي علـى أيَّـامي
فَجعَتنـي بـكِ النَّـوى حيـن شبَّت
لَوعــةٌ فـي الضـلوعِ ذاتُ أُوارِ
مَـرَّ عامٌ أُخفي عن النَّاسِ ما بي
مِـــنْ حَنيــنٍ مُــبرَّحٍ وعــذابِ
ولقـدْ يسـألونَ فيـمَ اكـتئابي
ويحهــمْ كيـفَ يُبصـرون دمـوعي
ثــمَّ لا يُــدركونَ مـا بضـلوعي
ولقــد يكتــمُ المحــب هـواهُ
فتبـــوحُ الّــدُموعُ بالأّســرارِ
ذاكـرٌ أنـتَ عهـدَنا يـا غـديرُ
يـومَ كنَّـا والعيـشُ غَـضٌّ نضـير
وعلــى ضــفّتيكَ كنّــا نســير
فروَيــتَ الحـديثَ عنَّـا شـُجونا
وأخـــذنا عليــكَ ألاَّ تخونــا
فأعِـدْ لـي ذاك الحـديثَ فـإني
أذْهلتنـي النَّـوى عـن التَّذْكار
ذاكِــرٌ أنـتَ والأَزاهيـرُ تَنـدَى
كـمْ نَظمَنـا مِنهـنَّ للجيدِ عِقدا
فـإذا هَّبـت الصـَّبا فـاح نـدَّا
وانقضـى اللهوُ مُؤذناً بالفراقِ
فـذَوى العقـدُ من طويل العناقِ
لـمْ يـزلْ خيطُـهُ يلـوحُ وجسـمي
يَتــوارى ســُقماً عـن الأَبْصـار
يـا ابنةَ الأيْكِ غَردي أوْ فنوحي
فعســى يلأَمُ الهــديلُ جروحــي
نَفـدَ الصـَّبرُ عـنْ شـقيقةِ روحي
فــاحملي هـذه الرسـْالةَ عنّـي
واسـْجعي إنْ أتيتِهـا فـوق غُصن
فهيَ عند الأَصيل تصغي إلى الطي
رِ عســـاها تــروح بالأَخبــار
حملتنـي نحـو الحمـى أشـجاني
فتهيّبـــتُ مــن جلال المكــان
وإذا فـــوق مقلـــتيَّ يــدانِ
فتلمّســـتُ نضـــرةً ونعيمـــاً
وتعرَّفْــتُ مــا لَثمْــتُ قـديما
قلـتُ يـا مرحبـاً وقبَّلـتُ كفـاً
أنزلتنــي ضــيفاً بـأكرمِ دارِ
خطــراتُ النَّســيمِ فـي واديـكِ
صــبَّحتني بقبلــةٍ مــنْ فِيــكِ
ثــمَّ عــادتْ بقبلــةٍ تشــفيكِ
فســـلاماً يــا واديَ الرُّمَّــانِ
فُـزْتُ بـالرُّوح منـكَ والرَّيحـانِ
واحنينـي إلـى ديـاركَ والـرُّم
مــان دانٍ يُظـلُّ أهـلَ الـدّيار
إبراهيم بن عبد الفتاح طوقان.شاعر غزل، من أهل نابلس (بفلسطين) قال فيه أحد كتابها: (عذب النغمات، ساحر الرنات، تقسم بين هوى دفين ووطن حزين) تعلم في الجامعة الأمريكية ببيروت، وبرع في الأدبين العربي والإنكليزي، وتولى قسم المحاضرات في محطة الإذاعة بفلسطين نحو خمس سنين، وانتقل إلى بغداد مدرساً ، وكان يعاني مرضاً في العظام ، فأنهكه السفر فمات شاباً.وكان وديعاً مرحاً.له (ديوان شعر).