
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لــي بِالحَيــاة تَعلــق وَتَشــدد
وَالعُمـر مـا بَعـدَ المَدى فَسينفد
نَفــــسٌ أُردده وَأَعلـــم أَنَّـــهُ
لِلمَــوت بَيــنَ جَــوانِحي يَتَـرَدد
وَيَلــمُّ بــي أَلـم أُخـاتله بِمـا
يَصــف الطَـبيبُ فَيَسـتَكين وَيَخمَـد
وَيســرني أَنــي نَجَـوتُ مِـن الأَذى
وَيلــي كَــأَني إِن نَجَــوت مخلـد
وَكَــأَنَّني ضــَلّلتُ ســَيرَ مَنيــتي
إِن الطَريـق إِلـى الفَنـاء معبّـد
هَيهـات لَسـتُ بِخـادع عَيـنُ الرَدى
عَيـن الـرَدى يَقظـى وَعَينـك تَرقد
أَنـا أَنـتَ بَعـد المَوت لا مُستعبد
حـــرّاً فَـــأَحقره وَلا مُســـتعبَد
وَرَأَيــت خَــزاف الحَيـاة يَـذلها
فَيَدوســـها وَيعزّهـــا فَينضـــد
هَـل كانَ سَعد كَما علمت مِن الوَرى
فَيَمـــوت كلا إِن ســـَعدَ لأَوحَـــد
هَبَـــت عَواصــف نَعيــه مصــريةً
فَـــإِذا بِهــا شــَرقية تَتَمَــرد
وَطَفقــت أَسـأل يَـومه فَـإِذا بِـهِ
يَـومٌ لَعمـر المَـوت أَبكـم أَسـوَد
وَأَرتبـت فـي الأَقـدار لَيلة نَعيه
وَلحـدت ريـبي يَـوم قيـل سـَيُلحد
فُجِعـت بَنـو مَصـر بِفَقـد زَعيمهـا
اللَـــهُ أَكــبر أَي أَروَع تَفقــد
يـا سَعد يا ابن النيل رَنَّقَ ماءه
ثكـلُ البَنيـن وَهَـل كَسـَعدِ يولـد
مصــر الَّـتي فَقـدتك قَلـب خـافق
وَالشــَرق أَضــلعه الَّـتي تتَوقَـد
وَكَأَنَّهــا كَبــد يَصــرّعها الأَسـى
وَكَـــأَنَّهُ لَمّـــا تَعلقهــا يَــد
عَبـدتك مصـر وَأَنـتَ بـاعث مَجدها
إِن البُطولــة مُنـذُ كـانَت تعبـد
رَب البُطولــة عَبـدَها قَـذَفت بِـهِ
شــَمل الخُطــوب يَبيـدها وَيبـدد
يَلقـى الخُطـوب وَقَـد طَغى تَيارها
فَــإِذا بِــهِ صـَخر هُنالـك جَلمـد
وَإِذا بِهــا لجـج تَـدافع موجهـا
فَيصــدها فَتحــورُ عَنــهُ وَيَصـمد
وَإِذا بِــهِ فَــوقَ الأَكُــفِّ مُكَلــل
بِالغــار يَكـبره الـوَرى وَيمجـد
وَإِذا بِــهِ تَحـتَ الصـَفيح بِمعبـد
وَالكَعبـة الغَـراء حَيـث المَعبـد
وَإِذا بِــهِ عَيــنُ الخُلـود وَسـره
تَعنــو لَـهُ حـر الوجـوه وَتَسـجد
يـا سـَعد شـَأنك وَالبُطولَـةَ أَنَّها
تَجثـو لَـديك وَأَنـتَ أَنـتَ السـَيد
اللَــهُ فـي سـَبع وَسـتين اِنطَـوت
وَالمَــوت مَضـاء العَزيمـة يَطـرد
نَصــب الحَبــائل جمــة فَتَقَطَعَـت
وَعهــدته يَرمـي السـِهام فَيقصـد
ما كانَ في المَنفى بِأَخفق مِنهُ في
مصـــر يَريــشُ ســِهامه وَيســدد
وَرَأى بطولتــك الَّـتي صـَمدت لَـهُ
وَكَأَنَّهـــا درع عَليـــك مســـرَّد
فَرَمــى حَبــائِله وَحَطــم قَوســه
وَأَتــى ســَريرك خائِفــاً يَتَرصـَد
فَســَقاك خَمــرةَ كَأسـِهِ فَعَرفتهـا
وَجرعتهــا وَأَنـا اِنتَهَيـت تـردد
نعـم اِنتَهيـتَ وَإِنمـا تِلكَ القوى
نــور يَفيــض وَجــذوة لا تَهمــد
فَهَـدت سـَبيل الشـَرق فـي ظَلماته
فَجَـرى يَغـوّر فـي الحيـاة وَينجد
وَهَــوَت بِكلكلهـا عَلـى أَعـدائِها
وَتَفَرَغَــت مَصــرٌ لِمَــن يَتَنَمــرَد
الفرقـد الهـادي يحجبّـه الثَـرى
فَمَـتى يَـؤوب وَأَيـنَ يَطَلَـع فَرقـد
يـا حَسـرَتاه عَلـى البِلاد يَقيمها
غَــدر المَنيـة بِـالرَئيس وَيَقعـد
زَفراتهــا زَفَــراتُ مَصـر تَصـدَعَت
مِــن هــولهن قُلوبنــا وَالأَكبـد
عيبــال مُنــذ تَزَلزَلَـت أَركـانَه
مـا اِنفَـك يَسـعده نَـداك وَيَسـعد
عَزَّيتــــه بِمصـــابه وَوَصـــلته
حَســبي عَــزاؤك نَعمــةً لا تَجحـد
جــود خَتَمـت بِـهِ الحَيـاة وَإِنَّـهُ
لختــام أَلـف صـَنيعة لَـكَ تَحمـد
وَلَقَــد نَعيـت لَـهُ فَبـاتَ وَحُزنـه
عَيــن تَســيل بِــهِ وَعَيـن تَجمـد
هَـذا ثَـرى مَصـرَ الَّـتي أَحببتهـا
نَـم هـادِئاً يـا سَعدُ طابَ المرقد
تَفــديك أَفئِدَة تَــود لَـو أَنَّهـا
أَمسـَت هِـيَ الرَمـس الَّـذي تَتَوسـد
وَتَــود لَــو أَن الأَزاهيـر الَّـتي
قَــد كَللــوك بِهـا عُيـون تَسـهد
الــروح وَالريحــان خَيـر تَحيـة
وَالسَلســَبيل وَلَسـت تَظمـأ مَـورد
لَـم يَخـل مِنكَ الذكر في وَطَن وَما
بَرِحَــت لِــذكرك لَوعــة تَتَجَــدَد
إبراهيم بن عبد الفتاح طوقان.شاعر غزل، من أهل نابلس (بفلسطين) قال فيه أحد كتابها: (عذب النغمات، ساحر الرنات، تقسم بين هوى دفين ووطن حزين) تعلم في الجامعة الأمريكية ببيروت، وبرع في الأدبين العربي والإنكليزي، وتولى قسم المحاضرات في محطة الإذاعة بفلسطين نحو خمس سنين، وانتقل إلى بغداد مدرساً ، وكان يعاني مرضاً في العظام ، فأنهكه السفر فمات شاباً.وكان وديعاً مرحاً.له (ديوان شعر).