
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا مَـنْ أُسـَمِّيه بالأَلفاظ مُعْتَرفاً
أَنَّ المعـانَي فيهـا عنـه تقصـيرُ
وأَسـتعيرُ لـه مـا كنـتُ عنـه به
أكنْـى ليُثبِتَـه فـي العقل تقرير
إِشـــارةً لا لتحقيـــقٍ تصـــَوَّرَهُ
عقـلٌ ولا جـالَ لـي في ذاك تفكيرُ
إِذْ نفْـىُ معرفـة التحقيـق معرِفةٌ
بـه وطـولُ العَمَـى عن ذاك تبصيرُ
وسـَلْبُ مـا يَصـِفُ الإِنسـانُ من صِفَةٍ
عنــه إليــه إِشــاراتٌ وتعـبير
وكيـف والعقـل مهما جالَ مُلْتَمِساً
لــذاك رُدَّ إليــه وَهْــوَ مبهـورُ
لا يسـتطيع سـِوَى إِدراك غايـة ما
فـي ذاتـه فَهْـوَ فيها عنه محصور
لـه بـه عـن تَرَقِّيـه لُيـدْركَ مـا
فـوق الحِجـاب حِجـابٌ عنـه مستورُ
إذْ كان في ذاته عند اللِّحاظِ لها
بهـا مـن النـور أَمْرٌ فيه تحييرُ
حتَّــى إِذا رامَ إِدراكـاً لُمبْـدِعِه
بـالوْهم أَظلَـم عنـه ذلـك النورُ
عَمَـتْ بصـائرُ قـومٍ أَبْصـَروك بمـا
دَمٌ ولَحْـــمٌ وتشـــكيلٌ وتقــدير
فقـال قـائلهم جِسـْمٌ يلـوح لنـا
للعَيْـن أَنّـى وعنك الفِكْرُ مقصوراً
لا أَدَّعِـى فيـك مـا قالوه من كذِبٍ
للعَيْـن أَنّـي وعنـك الفِكْرُ مقصورُ
بـل ينظُر المرءُ منهم في مِراءَته
تشــكيلَه لا ســِواه منـه منظـورُ
لِكَوْنِهـا قـد تغشـَّى وَجْهَهـا صـَدَأ
غَـدابه وَهْـوَ أَعمـى اللُّـبِّ مَنْبُورُ
وإِنمـا أَنـت فـي قَـوْلي ومُعْتَقَدي
مـا قـد تَضـَمَّنَه في الشِّعْر تصديرُ
ومـا ظَهَـرْتَ مـن الناسوت أَنت به
تَجَلِّيــاً لِهُــدانا فَهْــوَ مشـكورُ
صـَفْوٌ مـن الصـَّفو شـَفَّافٌ تَقَدسَ أنْ
يشــوبَ جــوهره الشـفَّافَ تكـديرُ
قـد شُقَّ من أَلطف الشُّقوق منه لنا
هـذي القلـوبُ المُضِيَّاتُ النَّحارير
فلا نَــرَى بِســِواها إِذْلهـا صـِلَةٌ
بــه تُقِـرُّ بهـا منـه العناصـيرُ
كـم قـائلٍ عند هذا لي غَلَوْتَ وفي
ضــميره لَــي تكــذيبٌ وتكفيــرُ
يَعُــدُّ ذلــك جَهْلا حيــن يســمَعه
بـي وَهْـوَ عنـدي فيما قال معذورُ
ولـو تحقَّـق ممّـا قـد نَطَقْـتُ بـه
مُصـَرِّحاً وَهْـوَ فـي القـرآن مسطور
لَمـا تَخطَّـى إِلـى لَـوْمي وذّمي في
مـا قُلْـتُ ما هو عند الله محظورُ
ولاَ ســْتَأَمَّ إلــى قَـوْلى ولاحَ لـه
نــورٌ تضــئُ لِسـارِيه الـدَّياجيرُ
هيهـات مـن عرف المنصورَ معرِفتي
لـم يَكْـنِ عنـه لـه نَظْـمٌ ومنثورُ
ولا وهـــومٌ ولا عَقْـــلٌ ولا فِكَــرٌ
مـــتى تَحَقَّقَــه فيهــنَّ تصــويرُ
ومـنْ تَـوالاه بـالتحقيق فهْوَ ولَوْ
أَنَّ الــورَى خـذلوه فَهْـوَ منصـورُ
حَسـْبي بـه وكَفَـى مـولىً أَلوذُ به
فـي يـوم أَلْقَى كتابى وَهْو منشورُ
وجَّهـتُ وجهـي إليـه لا إِلـى وثَـنٍ
ردَّتْ إِليــه وجوهــاً معْشـَرٌ بُـورُ
هـو الـذي كَنَتِ التوراةُ عنه وفي
الإنجيـل مـا ضُمِّنَتْ فيه المزاميرُ
عليـه فـي كـلّ ما أَرجوه مُعَتمدي
ففـي العسـير بـه لي عنه تيسيرُ
السلطان الخطاب بن الحسن بن أبي الحفاظ الحجوري.أحد شعراء القرن السادس الهجري من أهل اليمن، متصوف، فارس، في شعره لين وقسوة وله هجاء مر لمخالفيه في العقيدة ومن ذلك قوله في لعن من نحى مذاهب الباطنية وإباحة سفك دمه:دينَي لَعْنُ الباطنِّي الذي يَصُدُّ عن نَهْجِ الهُدَى الواضِحِ وقد تأثر بالدعوة الفاطمية بمصر ، واختلف مع أخيه الأكبر ( أحمد ) الذي تولى الحكم بعد موت والده حتى نشبت الحرب بينهما وانتهت بمقتل أخيه أحمد، فاستلم مقاليد الحكم بعده فقام عليه أخوه سليمان الذي كان كأخيه أحمد معانداً للأئمة الفاطميين فقتله الخطاب، فقام عليه أولاد سليمان فقتلوه.