
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِنْ صـحَّ مـا قـالوا ومـا شـَنَّعُوا
مـــن الكلامِ الفاســِدِ الفاضــِحِ
عـن معشـرٍ فـي الـدين قد حَلَّلُوا
مــا هــو بئس الكَــدْح للكـادِحِ
وَاســْتَوْطَئُوا مَرْكَــب فِســْقٍ بــه
أَوْروا زِنـــاد الكُفْـــرِ لِلاَّمِــحِ
لَشـــــهْوةٍ حســــِّيَّةٍ عنــــدها
بـاعوا الفُـراتَ العَـذْب بالماِلحِ
وللطبيعيّـــات فيهـــا غَـــدَوْا
عــالِين منهــا مرْكــبَ الجامِـحِ
فنحـــن منهــم أَبْريــاءٌ كمــا
تَبَــرَّأَ النــاجي مــن الطالِــحِ
ولعنــة اللــه علــى كــل مـن
نــاواه مــن غــادٍ ومــن رائِحِ
قــد قُلْـتُ مـا قُلْـتُ بـه رافِعـاً
عَقِيــرَةَ المُعْلــى بــه البـائِحِ
دينَــي لَعْــنُ البــاطنِّي الــذي
يَصــُدُّ عـن نَهْـجِ الهُـدَى الواضـِحِ
وكـــلُّ مـــن دانَ بمــا دانَــه
أُحِـــلُّ جـــاري دَمِــهِ الســافِحِ
قــومٌ فُـروضَ الشـَّرْعِ قـد عطَّلُـوا
وصــــيَّرُوها هُــــزُؤ المـــازِحِ
وكــذَّبوا بــالبَعْثِ وواسْتَصـْوَبُوا
فـي الـدين غيـر العمـل الصالِح
وأَوْجبُــوا مــن كــان ذا محْـرَمٍ
كـــالأُمّ أَو كـــالِبنْتِ للناكِــحِ
وحَلَّلــوُا الخمــر معـاً والزِّنـا
والفِســـْقَ للـــداني وللنــازِحِ
تَـــأَوُّلاً دانـــوا بــه فاســِداً
قــد رسـبوا فـي حهلـه الطافِـحِ
حَلُّـوا عُقـود الشـرع مـن دينهـم
حتَّــى غَــدوْا كــالنَّعَم السـارِحِ
هيهـات مـا فـي الـدين من رُخْصَةٍ
يَســْمُو إليهــا نَظَــرُ الطامِــحِ
مـا اسـتعبد اللـه تعالى الوَرَى
بمــا اقتضــاه مــزحُ المــازِحِ
مــن مُبْلِــغٌ عنِّــيَ قومـاً نَسـُوا
ممّــا تســمّوا صــَفْقَةَ الرابــحِ
يــرون أَنَّ الــدين مــا ســَوَّلَتْ
أَنفســـُهم مـــن عمـــلٍ فاضــحِ
بَراءَتــي منهــم ولَعْنــي لهــم
حتَّـــى أُوَاري بيَـــدِ الضـــارِحِ
لا قـــدّس اللــه لهــم أَنفســاً
قــد عَــدَلَتْ عــن سـَنَن الناصـِحِ
وحبّـــذا قــومٌ هــمُ مــا هُــمُ
تمســـكوا بـــالمَتْجَرِ الرابِــحِ
وأَخلصــــوا للــــه مــــولاهمُ
دينـــاً وللمُســـتخِلص المانِــحِ
لـم يسـبحوا فـي بحـر لَهْـو بـه
قــد ســَبَحَ النـاسُ مـع السـابحِ
ولا دَعَـوْا خِزْيـاً إِلـى مـا دَعـوْا
إِليـــه لكـــنْ مَــدح المــادِحِ
ولا أَتَــــوْا فاحِشـــَةً أُطْلِقَـــتْ
عليهــمُ فــي القَــدْح للقــادِح
بل جانبوا الدينا وما استكلبوا
علــى الــدَّنايا كَلَــبَ النابِـحِ
واتَّبعــوا الشــَّرْعَ فمــا فيهـمُ
مــــن تـــاركٍ ذاك ولا طـــارِحِ
واسـتعملوا الـدين فلـم يَزْجُرُوا
عِيافَـــةَ الســـانِحِ والبـــارِحِ
مـــا ســَرَّهم خَيْــرٌ ولا ســاءَهم
مـــن شـــَرِّ ذي شــَرٍّ ولا فــادحِ
قــد شــغلوا بالـدَّرْسِ أَوقـاتهم
فـي الـدهر مـن مـاسٍ ومـن صابِحِ
حتَّـــى غَــدَوْا أَعلامَ عِلْــمٍ بــه
يقــوم قصــد العانِــدِ الجانِـحِ
وأُطْلِعُـــوا مــن ســِرِّ أَســراره
علـــــى خفـــــيٍّ لهــــمُ لائِحِ
وعاهــدوا اللــه علــى ســَتْرِهِ
مـــن كــل ضــِدٍّ حاِســدٍ كاشــِحِ
فهــــم يَــــديِنون لمــــولاهمُ
مــن تحــت ســَتْرٍ لهــمُ ســانِحِ
أُولاك إِخــوانَي لــم يَنْــأ بــي
عــن ســُوحِهم مَنْدُوحَــة النـادِحِ
تفــترقُ الأَشــباحُ منَّـا ومـا ال
أَرواحُ مـــن ذلـــك بالبـــارِحِ
فَقُــلْ لمــن يُـزْري علـى مـذهبي
زَرْيَ الثمـــوديِّ علـــى صـــالِحِ
هـذا اعتقـادي فَـاقْفُ أَو فاعْتَزِلْ
طِــــرْتُ فلازِمْ صـــِفَةَ الـــرازِحِ
ومـــن يُناضــِلْني عليــه يَجِــدْ
مـــن حُجَجــي مُوهِيَــةَ الناطِــحِ
أَدْمَــــغُ بــــالحقِّ أبـــاطِيلَه
دمَــغَ النَّـوى عـن حَجَـر الراضـِحِ
هــا أَنَــذا أَعْــرضُ نفسـي فمـن
شـــاء فـــذا بــابي للفاتــحِ
ولاءُ أَهــل الــبيت دينـي الـذي
بـــه مَســـحْتُ الكَــفَّ للماســِحِ
هُــم شــُفَعائي يــوم بعـثي إِذا
مــا جَمَّعَتْنــا صــَيْحَةُ الصــائِحِ
يــا قادِحــاً زَنْــدَ مَلامـي علـى
حُبِّهِـــمُ قُبِّحْـــتَ مـــن قـــادِحِ
ســـَمَحْتُ مـــن قَبْــل مُــوالاتهم
بمــا بــه لــم أُضـْحِ بالسـامِحِ
صــافَحتُهم بالعَهـد فـي حيـن أَن
صــَفَحْتَ عنهــم أَخــدع الصــافِحِ
فكيـــف أَن نَرْجُــو نكْــثى بــه
بعــد اصــطِفائي نظــر الناقِـحِ
هبهــات حُبِّــي لهــمُ حُــبّ مــن
ينجــو بهــم مــن لَهَــبٍ لافِــحِ
عَســايَ أَنْ أُبْعَــثَ فــي محشــري
صـــاحِبَ ميـــزانٍ بهــا راجِــحِ
وَجَّهْـــتُ وجهـــي لهــمُ طائِعــاً
ولا أُبــــالي رمَـــحَ الرامِـــحِ
رِضـــًى حِمــامي فيهــمُ بالــذي
أَنـــالُهُ مـــن عَتَــبِ الجــارِحِ
واللــه لــولا مـا غـدا شـارِحاً
لــه الــذي قُــدِّسَ مــن شــارِحِ
فــي طاعــة اللــه وطاعــاتهم
علــى الــولىّ العابـد السـائِحِ
مــا شــاكَ ذل رحْمِـيَ بـي شـائِكٌ
ولا اغتـــــدى ذا وَدجٍ فاتِــــحِ
بـل فـي رِضـاء اللـه لمّا اغتدى
يمْتَــحُ فـي الفِسـْق مـع الماتِـحِ
وارتكــب الفَحْشــاءَ مــن مَحْـرمٍ
باشـــَرَ منـــه أَيّمـــا جــائِحِ
جَشـــَّمتُ نفســـي خُطَّـــةً صــَعْبَةً
فيـــه أَتَتـــهُ يِـــرَدًى تــائِحِ
غَســَلْتُ عــن عِرْضــي وعـن عِرْضـه
بهــا مَقــالَ القــائِلِ القابِـحِ
السلطان الخطاب بن الحسن بن أبي الحفاظ الحجوري.أحد شعراء القرن السادس الهجري من أهل اليمن، متصوف، فارس، في شعره لين وقسوة وله هجاء مر لمخالفيه في العقيدة ومن ذلك قوله في لعن من نحى مذاهب الباطنية وإباحة سفك دمه:دينَي لَعْنُ الباطنِّي الذي يَصُدُّ عن نَهْجِ الهُدَى الواضِحِ وقد تأثر بالدعوة الفاطمية بمصر ، واختلف مع أخيه الأكبر ( أحمد ) الذي تولى الحكم بعد موت والده حتى نشبت الحرب بينهما وانتهت بمقتل أخيه أحمد، فاستلم مقاليد الحكم بعده فقام عليه أخوه سليمان الذي كان كأخيه أحمد معانداً للأئمة الفاطميين فقتله الخطاب، فقام عليه أولاد سليمان فقتلوه.