
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَنـا أَنتـمُ أَم أَنتـمُ أَنـا بَيِّنُـوا
حقيقـةَ مـا أَعنـي فقـد خَفِيَـتْ عنِّي
وإِنْ كُنْـتُ قـد كَلَّفْـتُ فِكْـري بَيانَها
وذهنــي فلا فكـري حَمِـدْتُ ولا ذهنـي
ومـــا ذلــك الإِشــكالُ إلا لأَنَّنــي
إِذا شــِئْتُ لُقيــاكم لَقَيْتُكُـمُ مِنِّـي
تَراكُـمْ بشَخْصـي مُقْلَـتي عنـد رُؤْيَتي
وتسـمعكم فـي حـالِ نُطْـقِ فمي أُذْني
ويوجــد فيكــم لَمْــسُ كفَّـى جُثَّـتي
وأَنشــقُ رَيـاكم بـأَنْفي مـن رُدْنـي
وآخُــذُ مـن فكـري بِـوَهْمي لِوَصـفِكم
فـإِني بـه لـي عـن شـَمائِلكم أَكْنى
يخــاطبكم غيــري بلَفْــظٍ وإِنَّنــي
لكـم بالمعـاني في الخِطاب لأَستَغْني
ويُـومي إلـى فكـري ضـميري مُناجياً
لــه بكــمُ منِّــى وإِيّــاكمُ أَعْنـي
ومـن كـان مِثْلـي لم يُشافِهْ بمثلكم
من النُّوَب النائي ولم يُسْلِهِ المُدْني
ولـم يَشـْكُ ما قد كان يعقوب يشتكي
إلـى اللـه مـن بَـثٍّ لديه ومن حُزْن
لئن كــان إســرائيلُ ذلــك فَنُّــهُ
فهـذا الـذي يكنـى القريضُ به فني
أََخِلاَّىَ إِهْــــداكم إِلَّــــى تَحِيَّـــةً
لِعِلْمــي بكـم لا للمرَجَّـم مـن ظَنِّـي
وإِقْراؤُكـم للنـور والطِّيـب والصَّفا
علَّــى ســلاماً قُـدسُ تأييـده يُغْنـي
وإِنْ كُنْـتُ قـد أَحْلَلْـتُ نفسـي محَلَّـةً
تُســاوِيكُمُ بـي قـد تَعَرَّضـْتُ للطَّعْـنِ
غَلَــوْتُ وجــاوزتُ الغُلُــوَّ وإِنَّمــا
قَصـدْتُ بـه تحقيـقَ مـا هـو في ظَنِّي
ورُمْـتُ بـه تعريـفَ مـن كـان جاهِلا
أُخــاطِبُكم بــي لا لُعجْــبٍ ولا أَفْـنِ
ولســْتُ أُســاوِيكم لقاصــِر رُتْبَـتي
وهــل تَتســاوَى رتبـة الأَبِّ والإِبْـن
أَدوْحَـتي العُظْمَـى مـن القُـدْس متِّعي
بِقِسـْطي مـن قُدْسـِيّ ذاك الغِذا غُصْني
وأَبْــدي جنَـى الأَنـوار منّـي فـإِنه
من الفَرْع يُجْنَى لا من الأَصل منْ يجنْي
لَعلّــى لَمــنْ حــوْلي أُصــْبِحُ جَنَّـةً
إلـى القُـدْس تُعْزَى خالِصاً وإلى عَدْنِ
ويـا نَهْريَ العَذْب الذي اختصّ جَدْوَلي
بِجَرْيَـةِ مـاءٍ منـه ليـس بـذي أَسـْن
أُمِــدُّ بمــا تُجْــري إلــىَّ عِصـابَةً
ظِمـاء إلـى الماء السليم من الأَجْن
عسـى زَرْعُهـم يُبْـدي شـَطاه ويسـتوي
علـى سـوقه مُسـْتَغْلِظاً فـائقَ الحُسْنِ
فيُعْجِــبَ زُرّاعــاً ويُكْمِــدَ كــافِراً
بهـم هـدفاً يَرْشـَقَنَهُ أَسـْهُمُ اللَّعْـنِ
أَمعْنَـى مُسـَمّى اسـْمى الـذي بِيقينه
مُمَعْنـي مُسـَمَّايَ اللطيـف بـه مَعْنـى
لـك الحمـد لا أُحصـى أَياديك كم يد
علَّــى وكــم فَضــْلٍ لـدىَّ وكـم مَـنِّ
وحَسـْبي بهـا مـن أَنْعُـم أَنا بعضُها
علــىَّ وأَنَّـي لـي علـىَّ بهـا أُثْنـي
ولـي حاجـةٌ لا أَبتغـي منـك غيرهـا
فَجُـدْلي بهـا وهْـيَ الخَلاص من السِّجنْ
قُرنْـــتُ بهاتيــك الوُحــوِش مُكَبَّلا
كُبـولا مَلَـتْ ما بين كَعْبي إِلى قرْني
أُحــاذِرُ عُصــْلا كُلَّحـاً مـن نُيٌوبهـا
لــدىَّ وَعَقْلا مـن مخاليبهـا الحُجْـن
رَهِينـاً بمـا أَسـْلَفْتُ قد كِدْتُ أَغتدي
لِشــِدَّةِ مــا قاسـَيْتُهُ غَلَـقَ الرَّهْـن
أَخــا أَســَفٍ قـد عَلَّمَتْنـي نَـدامَتي
لُـزوم الحصـا بـالكَفِّ والقَرْع للسِّنَّ
مَلِلْــتُ مُقــامي فـي قميـص طبيعـةٍ
مـن الجسـم عُنِّـىَ فيه روحيَ ما عُنِّي
هـو السـجن عنـدي والسَّباع طبائعي
وحَيّـاتُه مـا فـيَّ مـن شـهوة تَثْنـي
وأَبعــاد شـَكْلي والجهـات جميعهـا
كُبـولي التي من أَجْلها أَنا ذو وَهْنِ
وهــا أَنَـدا مُسـْتَفْتِحٌ بـاب نُقْلَـتي
لأَدْخُلَــه فَلْيَخْــرُجِ الأَمْــرُ بــالإِذْن
عسـى بـدُخولي ذلـك البـابَ مُسـْرعاً
خُروجـيَ مـن خَوْفي الشديد إلى الأَمْنِ
وراحَـةُ روحـي مـن عـذابٍ غَـدَتْ بـه
دُمـوعي تُحاكِيها الغوادي من المُزْنِ
لَعَــلَّ غريبــاً طـال عَهْـداً بـأَهْلِه
وأَخْنَي عليه من نَوَى الدهر ما يُخْني
يــؤوب إِلــى أَهْليـه فـي مُسـتقرِّه
ويُلْقِي عصا التَّسْيار والنَّصَب المُضْني
هـو الفَـوْزُ لـو يَقْضِي به لَي مُهْرِقاً
بقيّـةَ مـا يُـذْكي سـِراجي من الدُّهْن
فَنــاني الـذي يَبْقَـى لـدىَّ ومَـوْتُه
أَحَـبُّ وأَشـْهَى مـن بقائي الذي يُفْني
أَدارَيَّ مــن حِــسًّ وقُــدْسٍ أَراكمــا
قَتـاداً وكَرْمـاً ذاك يُجْنَي وذا يَجْنِي
ومـن بـاعَ كَرْمـاً بالقتـاد فـإِنّني
زعيـمٌ لـه بـالعَضِّ كَفَّيْـه مـن غَبْـنِ
السلطان الخطاب بن الحسن بن أبي الحفاظ الحجوري.أحد شعراء القرن السادس الهجري من أهل اليمن، متصوف، فارس، في شعره لين وقسوة وله هجاء مر لمخالفيه في العقيدة ومن ذلك قوله في لعن من نحى مذاهب الباطنية وإباحة سفك دمه:دينَي لَعْنُ الباطنِّي الذي يَصُدُّ عن نَهْجِ الهُدَى الواضِحِ وقد تأثر بالدعوة الفاطمية بمصر ، واختلف مع أخيه الأكبر ( أحمد ) الذي تولى الحكم بعد موت والده حتى نشبت الحرب بينهما وانتهت بمقتل أخيه أحمد، فاستلم مقاليد الحكم بعده فقام عليه أخوه سليمان الذي كان كأخيه أحمد معانداً للأئمة الفاطميين فقتله الخطاب، فقام عليه أولاد سليمان فقتلوه.