
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خَيْـرُ النفـوس صـَدَقْتَ في حالاتِها
العارفــاتُ بكيْـفِ مـا هِيّاتِهـا
وذَكَـرْتَ مَبْـدَأَ خَلْقِهـا في أَصْلها
وكمالِهـا فـي مُنتهـى غاياتِهـا
فالَعقْــلُ أَصـْلٌ للوجـود جميعـه
نَطَقَـتْ بـه الحكماءُ من لَهواتِها
ولهـا إِذا بَلَغَـتْ مَـدَى غاياتها
نــورٌ يُواصـِلُ نُـورَ مُنْبعثاتِهـا
والكَـوْنُ منهـا نَشـْؤُها وفسادُها
إِنكارُهـا يـا صـاحِ سَبْق دُعاتِها
وهُبوطهــا بالشـكِّ ثـمّ صـُعودها
شــَوْقٌ يُبلِّغُهــا إِلــى لَـذِّاتِها
وحياتُهـا بـالعِلْمِ والتوحيد إِذْ
عَرَفَـتْ بـذاك جميـع موجوداتِهـا
ومَماتُهــا بجُحودهــا وشـُكوكها
وعُقوقهــا وفُجورهــا ودَناتِهـا
وكـذا النفـوس بلا حقيقة عندها
كــالأَرض مُقْفِـرَة بغَيـر نَباتِهـا
إنَّ النفــوس إذا صـَفَتْ وتَهَـذَّبَتْ
وتَجَــوْهَرَتْ تعلـو إلـى جَنَّاتِهـا
وذَكـرْت مـا سـَكَنَتْ ومـمَّ تَرَكَّبَـتْ
أَجـزاءُ بِنْيَتِهـا علـى هيئاتِهـا
سكَنَتْ بجسْمٍ طالما امْتَخَضَتْ به ال
أَركــانُ والأَفلاك فــي حركاتهـا
فمِـنَ الطبيعـة ركبَـتْ أَجزاؤُهـا
فغَــدَتْ وصــارتْ حَيَّـةً بحياتِهـا
إِنَّ الطبيعـة ذا نِهايـةُ فِعِلهـا
ليكـون منـه ظُهـور مَكْنُوناتِهـا
والحــال فيمـا سـُكِّنَتْهُ ومُلِّكَـتْ
منـه الـذي مَلَكَتْـهُ مـن آلاتِهـا
لتكــون بـالآلات تكتسـبُ الغِـذا
إِذْ فيـه بعـضُ نُعوتِهـا وصِفاتِها
تدعو النبات وتغتذى الحيوان ث
مّ تصـير ذات الرُّتْبَتَيْـن كذاتِها
والعِلَّـةُ السـبب الـذي مَلَكَتْ به
بالعـدل مـا مَلكَتْهُ من أَخَواتِها
فَيْـضٌ مـن النـور الإِلهـيِّ الـذي
أَضـْحَتْ بـه فـي مُنتهـى بَهجاتِها
مَلَكَـتْ بـه مـا دونهـا من رُتْبَةٍ
كيمـا تُخَلِّـصُ تلـك مـن ظلماتِها
أَفَهَـلْ فَـتىً فَطِـنٌ لـديه بصـائِرٌ
غير البصائر في القريض فهاتِها
السلطان الخطاب بن الحسن بن أبي الحفاظ الحجوري.أحد شعراء القرن السادس الهجري من أهل اليمن، متصوف، فارس، في شعره لين وقسوة وله هجاء مر لمخالفيه في العقيدة ومن ذلك قوله في لعن من نحى مذاهب الباطنية وإباحة سفك دمه:دينَي لَعْنُ الباطنِّي الذي يَصُدُّ عن نَهْجِ الهُدَى الواضِحِ وقد تأثر بالدعوة الفاطمية بمصر ، واختلف مع أخيه الأكبر ( أحمد ) الذي تولى الحكم بعد موت والده حتى نشبت الحرب بينهما وانتهت بمقتل أخيه أحمد، فاستلم مقاليد الحكم بعده فقام عليه أخوه سليمان الذي كان كأخيه أحمد معانداً للأئمة الفاطميين فقتله الخطاب، فقام عليه أولاد سليمان فقتلوه.