
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
غُصـَصٌ يَغَـصُّ بهـا اللَّبِيـبُ بعَقْلِهِ
ومَغــائِظٌ وَقْـفٌ علـى مـن يَفْهَـمُ
وعجـائِبٌ مـن ذا الزمـان وأَهله
عـايَنْتُ منهـا مـا يَهُـولُ ويَعْظُمُ
كـم أَبْصـَرَتْ عيْنـي وكم سِمعَتْ به
أُذْنــي مقالَــة مُخبِـرٍ لا يُتْهَـمُ
كَمِــدٍ ســريعِ الحَتْــفِ إِلا أَنَّـه
فــي ضـِمْنِهِ عَجَـبٌ تـراه فتَسـْلَمُ
يــا رُبَّ مَضــْحَكَةٍ تَبَجَّـسَ ماؤُهـا
مــن حَــرِّ جَمْـرِ مَغـائِظٍ تَتَضـَرَّمُ
تـالله لـولا ضـَحْكَةٌ أُسـْلو بهـا
فـي ضـِمْنِ مُبْكِيَـةٍ لكـادَتْ تَقْصـِمُ
مـا كُنْـتُ أَحْسـِبُ مِثْلَ ذلك كائِناً
أَبَــداً ولا فِكْــري لــه يَتَوسـَّمُ
حـتى جَرَبْـتُ بنـي الزمان وأَهله
وجَريْـتُ فيهم مِثْلَ ما يجري الدَّمُ
وقَتَلْتُهـم خُبْـراً بفَحْـصٍ لـم أَزل
أَبْلــو ســرائِرَهم بـه لا أَسـْأَمُ
فَرأَيْـتُ أَكـثر مـا رَأيْـتُ أَقَلَّـهُ
هـــذا وأَكــثره لــدىَّ مُكَتَّــمُ
مـا ساءَني ما نالنَي في جَنْبِ ما
أَدْرَكْـتُ مـن تلـك المعارف منْهُمُ
لـولا الـذي قد كان قُدِّرَ لم يكن
عنــدي لإِدراك العجــائبِ ســُلَّمُ
ولَمـا شـَعَرْتُ بمـا شَعَرْتُ به ولا
تَرْجَمْـتُ مـا أَصـْبَحتُ عنـه أُتَرْجِمُ
إِنْ كـان نـالَنيَ الزمـانُ بأَبْؤُس
فلهــن عنـدي بالحقيقـة أَنْعُـمُ
كـم أَيْقَظَتْ فِطَني الحوادِثُ بالذي
فعَلَــتْ لأَمْــرٍ هُــنَّ عنــه نُـوَّمُ
بَصــَّرْنَني وشــَحَذْنَ حَـدَّ قَريحَـتي
وأَنَـرْنَ قـاري وهْـوَ أَسـْوَدُ مُظْلِمُ
وفَتَحْـنَ لـي أَبـوابَ كـلِّ عَجِيبَـةٍ
لا نهتـدي فـي عِلْـم مـا لا نَعْلَمُ
وإذا رَجَعْتُ إِلى قضايا العَدْلِ في
معنــى قَضــِيَّةِ عــادِلٍ لا يَظْلِـمُ
لـم أَتَّهـم فـي العَدْل قيِّمَ حاكِمٍ
يَقْضـي علـى حَسـْبِ القصاص وَيَحْكُمُ
وعَلِمْـتُ أَنّ جميـع مـا قد نالَني
وجَـرَى علـىَّ بـه القضاءُ المُبْرمُ
تطهيــرُ أَدْنــاسٍ وَرحْــضٌ للـذي
فـي الطَّبْـع مـن أَوسـاخه مُتقَدِّمُ
كـالتِّبْرِ لا يُقْنَـي وفيـه رذيلـةٌ
تُـزْري بـه فـي السَّومِ حين يُقَوَّمُ
حتَّــى يُحَـرَّقَ بالنِّيـار وعنـدها
يعلــو ويشــرف قَــدْرُهُ ويُعَظَّـمُ
وكـذاك نَحْـنُ إِذا صـَفَتْ أَكْدارُنا
ننجـو مـن العَطَبِ المُحِيلِ ونَسْلَمُ
ونَحَـلُّ دارَ القُـدْسِ حيـث نَعِيمُنا
مُتَجَـــددٌ وشـــبابُنا لا يَهْــرَمُ
ونُجـاوِرُ المـولى العلَّـى تَقَدَّسَتْ
أَســْماؤُهُ فنَلَــذُّ ثَــمَّ وَنَنْعَــمُ
أَشـْباحُ نُـورٍ فـي سـما مَلَكْـوتِهِ
فـي القُـدْس لا لَحْـمٌ لهـنَّ ولا دَمُ
ونَحُـلُّ دائِرَةَ البَقاءِ السَّرْمَدِ ال
أَبَـــديِّ موجـــوداتُه لا تُعْــدَمُ
يــا حبّـذا لـو أَنَّ دُرَّ مَجازِنـا
قــد زُلْــنَ أَصـْدافٌ عليـه خُتَّـمُ
يـوم السـعادة ذاك لو يَقْضِي به
فَلَـكٌ علـى هـذي الجسـوم مُحكَّـمُ
مـن مُبْلِـغٌ عنِّـي الـذُّؤَيْبَ تَحِيَّـةً
كالمِسـْكِ لمّـا فُـضَّ عنـه المَخْتُمُ
وأَلُوكَــةً ضــَمَّنْتُ رائِقَ لَفْظِهــا
عَجَبــاً نَفَثْـتُ بـه لمـن يَتَفَهَّـمُ
ســـِرٌّ مــن الأَســرار إِلا أَنَّــه
هـو بالـذي أَضـْمَرْتُ منْـي أَعْلَـمُ
إِنْ لـم أَبُحْ كَشْفاً به فقد انْطَوَي
منـه القريـض علـى غوامِض تُفْهَمُ
السلطان الخطاب بن الحسن بن أبي الحفاظ الحجوري.أحد شعراء القرن السادس الهجري من أهل اليمن، متصوف، فارس، في شعره لين وقسوة وله هجاء مر لمخالفيه في العقيدة ومن ذلك قوله في لعن من نحى مذاهب الباطنية وإباحة سفك دمه:دينَي لَعْنُ الباطنِّي الذي يَصُدُّ عن نَهْجِ الهُدَى الواضِحِ وقد تأثر بالدعوة الفاطمية بمصر ، واختلف مع أخيه الأكبر ( أحمد ) الذي تولى الحكم بعد موت والده حتى نشبت الحرب بينهما وانتهت بمقتل أخيه أحمد، فاستلم مقاليد الحكم بعده فقام عليه أخوه سليمان الذي كان كأخيه أحمد معانداً للأئمة الفاطميين فقتله الخطاب، فقام عليه أولاد سليمان فقتلوه.