
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَلِلــتُ بـدارِ الحِـسِّ طـولَ ثَـوائي
وســـجني وتعــذيبي بهــا وبَلائي
وجَمْــعَ لطيفــي بــالكثيف ولَـزَّهُ
إِليــه لإِشــقائي وطــولِ عَنــائي
وتــــدبيرَ أَفلاكٍ علـــىَّ مُحكَّـــمٌ
قضــاهنَّ أَنْ أَحْكَمْــنَ عَقْـدَ قَضـائي
وتغييــرَ أَزمــانٍ شــِتاءٍ مُبَــدَّلٍ
بصـــَيْفٍ وصـــيفٍ مُبْــدَلٍ بشــِتاءِ
وإِطبـاقَ أَطبـاق الطبـائِع مِنْ هَوا
وأَرض ومـــن نــار علــىَّ ومــاءِ
ووقْتَــيَّ مــن ليـلٍ يجيـءُ بظُلْمَـةٍ
ويـــأْتي نهــارٌ بعــده بضــِياءِ
وعَصــرَيَّ عَصــرَيْ شــَيْبَةٍ وشــَبيِبَةٍ
وحـــالَيَّ حـــالَيْ شــِدَّةٍ ورَخــاءِ
وداءَيْــنِ قتَّــالَيْن جوعـاً وظَمـأَةً
دَواؤُهمـــا مــن مشــرب وغِــذاءِ
سـَعَى لهمـا السـاعي يُريـد لجسمه
بَقـــاءً ولا يُحْظَــى لــه ببَقــاءِ
وعَــدَّهما ذو الجهـل بـالأَمر لَـذَّةً
مـــتى الْتَـــذَّ ذو بأَخْـــذِ دَواءِ
أَفـانِينُ شـتَّى مـن عـذاب قَضـَتْ به
ســـوابِقُ زَلاَّتــي وعُظْــمُ خَطــائي
قضــيّةُ عــدلٍ لا يجــور بمثلهــا
علـى مثـل مـا قَـدَّمْتُ كـان جَزائي
أَلا ليـس فـي لُبْـس الجُسـوم لُمحْوجٍ
إلـــى لُبْســها إِلا أَشــقُّ شــَقاء
وأَنكــل تنكيــلٍ وأَشــنع نِقْمَــةٍْ
يُعَــذَّبُ فــي صــُبْحٍ بهــا ومسـاءِ
وقـد نَطَـقَ الـذِّكْرُ الحكيمً وأَنْبَأتْ
بــذاك أَســانيدٌ عــن الحكمــاءِ
فلا يَتَكَبَّـــرْ مُعْجِـــبٌ هــي بِــزَّةٌ
ويُلْــــقِ رِداءَ الفخـــر والخُيَلاءِ
ولا يَصـْبُ مُغْتَـرّاً إِليهـا ولـو بَدَتْ
لـــه فــي شــبابٍ رائِقٍ وبَهــاءِ
هـل الجسـم إِلا نطفـةٌ فـي مَشـِيمَةٍ
نَمَــتْ بــدَمِ الأَحشــاءِ شـَرَّ نَمـاءِ
وهــل هــو إِلا ظـرفُ بَـوْلٍ وغـائِطٍ
وإِنْ يُطْــلَ مــن طِيــبٍ بكــل طِلاء
كنيـــفٌ ولكــنْ ســُتِّرتْ جُــدُراتُه
بِـــزَرّ قميـــص واشـــتمالِ رِداءِ
فبُعْــداً لشــيء هــذه صــفَةٌ لـه
وســُحْقاً ونأيــاً لا يُقــاسِ بِنـاءِ
ويـا حبّـذا يـوم التجـرُّد خالِعـاً
عـن النفـس من تلك الجسوم قَبائي
أَلا ليـت شـعري كيـف مـن طبقاتها
خلاصــي وقـد أَعيـاو كيـف نَجـائي
فكــم دعـوةٍ لـي وابتهـالٍ بِنِيَّـةٍ
صـَفَتْ فَهْـيَ تحكي في الصفاءِ صَفائي
عســى فُرْقَـةٌ حـانَتْ يُقـرِّبُ وقْتُهـا
لمــولايَ فـي دار المعـاد لِقـائي
تَضــَرَّعْتُ فــي أَثنائهــا مُتَوَسـِّلا
بصــَفْوتِهِ الأَطهــار عنــد دُعـائي
وعَفِّـرْتُ خَـدّى بـالتراب ولـم يـزل
نَحِيــبي فيهــا عالِيــاً وبُكـائي
ومـالي سـِوى فَـوْز المعـاد إِرادةٌ
وخَلْعــي مــن الأَجسـام كـلَّ غِشـاءِ
وفَكْــيَ مــن أَغلال جســميَ شــَهْوَةً
لَقيِـتُ بهـا فـي الـذِّلِّ كـلَّ لِقـاءِ
لعلـى بـدار القُـدْس أَرْجـعُ وغُنْيَةٍ
ومَحْــــضِ جلالٍ بــــاهِرٍ وســـَناءِ
حنَنْـتُ إِلـى تلك المقامات وَالْتَظَى
فُــؤادي بِحَــرِّ الشـَّوْق والبُرَحـاءِ
ومــالي إِليهــا لا أَحِــنُّ وإِنَّهـا
لَــداري وفــي سـاحاتها قُرَنـائي
تَغَرَّبْــتُ والمــرءُ المُفـارِقُ دارَهُ
وأَهليــه معــدودٌ مــن الغُرَبـاءِ
فيـا سـفري هذا الطويل عسى الذي
قضــى بــك يقضـي أَوْبَـتي وأَدائي
ويـا شـَبَحي العَـوّاقَ لي عن مآرِبي
عَـدِمْتُك بِـنْ مـا أَنـت مـن قُرَنائي
صــَحِنْتُك إِذْ عَيْنـي عليهـا غِشـاوةٌ
فلمّـا انْجلَـتْ فَرَّغْـتُ عنـك وِعـائي
فهـل لـك فـي فَـرْقٍ يُفَـرِّقُ بَيْنَنـا
فِـــراق تقـــالٍ قــاطِعٍ وتَنــاءِ
ويلحــقُ منَّــا كــلَّ جنْـسٍ بجنسـه
ومُشـــْبِهِه مـــن تُرْبَــةٍ وســَماءِ
وإِنِّــي لأَرجــو ذاك واللـهُ قـادِرٌ
بتبليــغ آمــالي ونَيْــلِ رَجـائي
وأَعلـم علِمْـاً ليس بالظنِّ ما الذي
إِليــه معـادي عنـد كَشـْفِ غِطـائي
ومـا أَنـا لاقٍ مـن نعيـمٍ متى أَرُمْ
لـه الوَصـْفَ يُعْجِـزْ فكرتـي وذكائي
أَرَى المـوتَ جَسـْراً والأَحِبَّـةُ خَلْفَـهُ
وعــابِره مــن أَســعد الســُّعَداءِ
وقـد كـان رأيـي أَن أَكـون وَراءَهُ
فعُــدْتُ ورأيــي أَن يكــون وَرائي
وهـل يكـرهُ المـوتَ امـرؤٌ مُتَعَلِّـقٌ
بعُــــــرْوَةِ إِخلاصٍ وحَبْـــــل وَلاءِ
غـدا راضـِياً فـي كـلّ أَمْـرٍ مُسَلِّماً
لمــولاه دِينـاً ليـس فيـه يُـرائي
مُعِـداً وفـاءَ الـدين للموقف الذي
يُحــاذرُهُ مــن لــم يَفِـدْ بوَفـاءِ
مَحَضــْتُ لإِخــواني صــريح نصــيحة
تُعَرِّفهـــم أَنّــي مــن النُّصــُحاءِ
وأَوْدَعْتُهـا روحـاً من القُدْس سارياً
إِلـــى كــلِّ داءٍ منهــم بثفــاءِ
وذلـك أَنّـي قـد بَلَـوْتُ فلـم أَجِـدْ
مــذاهبَ هـذا الخَلْـق غيـرَ هَبـاءِ
ســَراب كمــا قـال الإِلـه بِقِيعـةٍ
تَــراءَى لقــومٍ مُصــْحِرين ظِمــاءِ
ولا شــيءَ إِلا مــا علقــم بحَبْلِـهِ
وعُرْوَتِـــهِ للعِتْـــرَةِ النُّجَبـــاءِ
مــدُوموا عليــه مـن وَلاءٍ وطاعـةٍ
ولَعْـــنٍ لمــن عــاداهمُ وبَــراءِ
وصـلّوا عليهـم كـلَّ حيـنٍ وسـلِّموا
بــأَفْئِدَةٍ بيِــض الطُّــروس نِقــاءِ
ولا تَسـْأَموا مـن ذِكْرهـم كـلَّ ساعةٍ
ووَقْـــتٍ بَمـــدْحٍ طَيِّـــب وثَنــاءِ
ولا تَـدَعوا أَن تسـجدوا عند ذكرهم
إِذا ذُكِـــروا فـــي مَشــْهَدٍ وخَلاءِ
ففـي ذاك فَـرْقٌ مـائِزٌ بيـن ذِكْرِهم
وذِكْــرِوا منـاويَّهُم مِـنْ الطَلقَـاءِ
وأَقْصـوا مُنـاوِيهم ولو كان والداً
أَوِ ابْنــاً وخُصــّوه بكُــلِّ جَفــاءِ
ووالــوا مُــواليهم بكــل محبّـةٍ
ولــو أَنَّــه مـن أَبعـد البُعَـداءِ
وأَوْلُــوهُ إِنْصــافاً وبـرّاً وتُحْفَـةً
وبِشــْراً وإِلْطافــاً وحُســْنَ إِخـاءِ
ولا تقبلـــوا ذُلاَّ عليــه وهجْنَــةً
وَقُــوه مــن الأَســْواء أَيَّ وقــاءِ
أَلا واغسـلوا مـن كـلِّ حِقْدٍ قلوبَكم
عليكــم فَـداءُ الحِقْـدِ أَجْبَـثُ داءِ
ولا تجعلوهــا للحقُــود أَوانِيــاً
فــإِنَّ إِنــاءَ الحِقْــدِ شـَرُّ إِنـاءِ
وإِيّـاكمُ والكبِـرَ والحَسـَدَ اللَّـذَيْ
نِ هَــدَّا مــن الإيمـان كـل بنـاءِ
دعـوه وسـوءَ الخُلْـق والعُجْبَ إِنَّها
خلائقُ أَعــــداءٍ لكـــم لُعَنـــاءِ
ولا تــدفعوا حقّــاً لحَــدٍّ فــإِنَّه
عليكــم لمــولاكم مــن الرُّقَبـاءِ
هـو الكاتِبُ المحصي عليكم فِعالَكم
وأَعمــالكم مــن خــالِصٍ وريــاءِ
هو الشاهدُ العَدْلُ الذي ليس غائباً
ولا يُخْتَفَــي مــن دونــه بخَفــاءِ
هـو العـالِمُ السر المُحِيطُ بكلّ من
غـدا وَهْـوَ دانٍ فـي المحـل ونـاءِ
بـه الشـرك لا بالغيب جَلَّ اخْتِراعُه
وإبــداعُه مــن شــِرْكَةِ الشـُّرَكاءِ
فلا تســتهينوا بالحـدود وعَظِّمـوا
مقامــاتِ تلـك الصـَّفْوَةِ العُظَمـاءِ
تَلَقَّـوْا بحُسْنِ السَّمْعِ والطَّوْعِ أَمْرَهم
بمــا جـاءَكم لـو جـاءكم بِفَنـاءِ
ولا تسألوا لِمْ ذاك وَارْضَوْا وسَلِّموا
بغيــر اعــتراضٍ منكــمُ ومِــراء
فتلــك صـِفاتُ المـؤمنين وسـَمْتُهم
وســـِيرتُهم نَقْلا عـــن العُلَمــاء
ورأيـي لكـم أَنْ لا تُخِلّـوا بشَرْطِها
إِذا كنتـــمُ ممّـــن يُصــَوِّبُ رائي
بَــذَلْتُ لكــم نُصـْحَ الأَميـن لأَنَّنـي
علــى كــلّ خُلْصـانٍ مـن النُّصـُحاءِ
ولـم أَطْـوِ كَشـْحاً دون ذاك ولا رأت
علـى سـَتْرهِ نفسـي التِحـافَ كِسـاءِ
فمـن شـاءَ فَلْيأْخُذْ ومن شَاءَ فَلْيَدعْ
نصــائح لــم تُبْــذَلْ لأَخْـذِ كِفـاءِ
ولا طَلَبــاً للشـُّكْر مـن آخِـذٍ بهـا
ولا الـذِّكْر لـي إِنِّـي مـن الفُصَحاءِ
لَحَبْـتُ بها المَطْموُسَ من سُبُل الهُدَى
لَحَيْــرانَ فـي تِيـهِ الضـلالة نـاءِ
وأَيْقَظْـتُ مـن نَـوْمِ الجهالة أَنْفُساً
إِن اســْتَيْقَظَتْ لــي أَنفـسُ الجُهَلاءِ
وذَكَّــرْتُ مـن سـَهْوِ الـذُّهول مُغَفَّلا
عـن النـور وَهْوَ الواضِح المُتَرائي
عســى تَنْجَلــي منهـنَّ نفـسٌ صـدِيَّةٌ
بصـــقْلي وتهــذيبي بهــا وَجِلائي
فيصــبغ إِكْســيري مهيّــأ ذاتهـا
صــِباغاً بـه تُضـْحِي مـن البُلَغـاءِ
وتخلـص من سجن الهيولي الذي غَدَتْ
بظلمــائه فــي جملــة السـُّجَناءِ
لتكمــل أَعضـائي بهـا وبكـلّ مـن
غــدا وَهْــيَ إِكْسـيرٌ لـه بـإِزائي
ولـن يُـدرك الحال الذي أَنا واصِفٌ
فَــتىً ليــس معـدوداً مـن العُقَلاءِ
أُرِيـدُ بـه عَقْـلَ المعـارِف لم أَرِدْ
بــه عَقْــلَ طَبْـعٍ ذا عَمـىً وعَيـاءِ
شـبيهاً بعَقْـلٍ فـي البهـائم هَمُّـهُ
دِفـــاعُ مُضــِرٍّ واجتِنــابُ عَنــاءِ
وأَكْــلٌ وشــُرْبٌ لا يــزال وفِكْــرُهُ
بــه حــائِرٌ فــي بُكْــرَةٍ وعَشـاءِ
ومَيْــلٌ إِلــى حُـبِّ النكـاح أَصـَمَّهُ
فليـــس بمُصــْغٍ ســَمْعُهُ لِنــدائي
فمـن كـان مُهْتَـزّاً لِمـا أَنا واصِفٌ
بــــه فَلْيُلازِمْ ســـُنَّةَ الفُضـــَلاءِ
ولا يَعْتَقِـدْ مـا كـان داعيـه شَهْوَةً
لــه مـا حِـق منهـا كَمحْـقِ رِبـاءِ
ثوابـاً لـه فـي هذه الدار كالذي
يقــول بـه مـن هَـزَّ غيـر لِـوائي
ولا يَعْتَمِـدْ خَـرْقَ الشـريعة تابعـاً
بــذلك أَضــداداً مــن القُــدَماءِ
أَرادوا بـه صـَدَّ النفـوس وصـَرْفَها
عـن الحـقَّ مـن عُمْـىٍ ومـن ضـُعَفاءِ
وسـَمَّوْهُ دِينـاً عنـدهم وادَّعَـوا به
مقامــاً وشــدوّا أَيْــدياً بهَـواءٍ
وأَوَّلَ كــــلٌّ منهــــمُ بقِياســـه
لــه مــن كتـاب اللـه عِـدَّةَ آئي
وقـالوا كـذا قَوْلُ الأَئمة وَاعْتَزَوْا
إليهـــمِ بمَكْــرٍ منهــمُ ودَهــاءِ
لتَنْفِــرَ عنهـم أًنفـسٌ سـِمعَتْ بهـم
وتُمْعِـــنَ فــي ذَمٍّ لهــم وهجــاءِ
وترْمِيهــمُ بــالمُنْكرات ولا يــرى
لهــم أَبَــداً حــقَّ الإِمامـة رائي
أَلا كـلّ مـن هـذا السـبيلُ سـبيلُهُ
فــإِنِّي لــه مـن أَبغـض البُغَضـاءِ
بَرِيــءٌ إِلــى مـولايَ منـه ولا عِـنٌ
لــه كاشــِف رأســي بغيـر حَيـاءِ
لقـد قال إِفْكاً في الذي قال عنهمُ
وزُوراً مُبيحـــاً منهـــمُ لــدِماءِ
وأَجْفَـلَ عنهم ذا السواد الذي غدا
كمُهْمَــل مَعْــزٍ فــي الفلاة وشـاءِ
بـه امْتَـدَّتِ الأَيـدي إِليهم وأَصبحتْ
رعايــاهمُ فــي جملــة النُّظـراءِ
نَــوافِرُ مــن راعٍ شـفيقٍ يصـونُها
فتُضـــْحى وتُمْســـي فــي كَلا وكِلاءِ
ويوردُهـا العَـذْبَ الفُـراتَ وشربها
أَميـــنٌ ويَســـقيها بحَــوْضِ رواءِ
ومــا يَتَّقـي بَطْـشَ السـباع رَعِيَّـةٌ
تَشـــَيَّعُ مـــن أَشــياعه برعــاءِ
ومــا ذاك إِلا زُبْـد مَخْضـِهم الـذي
لــه مَخَصـوافي الكفـر شـرَّ سـِقاءِ
أَبـالِيس مـن نَسـْلِ ابن مُرَّةَ أَصْلُهم
تَســَمَّوْا لمــن كـادوه بالخُلَفـاءِ
عليهـم شـِعارُ المـؤمنين وسـَمْتُهم
وســـِيماءُ قـــومٍ جِلَّــةٍ حُلَمــاءِ
أَولئك أَعــداءُ الأَئمــة فـانظروا
مكــائِدَ تلــك العُصـْبَةِ الخُبَثـاءِ
أَضـَلُّوا بمـا جـاءُوا فَريِقَيْ غواية
وأَدلــوهُم فيهــا بغيــر رِشــاءِ
فريقـاً نَحـا مـا قـد نَحَوْهُ مُقَلداً
عُقــولَ أولاك الســادة الكُــبرَاءِ
وَثَـانٍ رمَاهُم والإِمَامُ الذي اعْتَزَوْا
إليــه مــنَ الفَحْشـا بكـلّ خنـاءِ
وأَصــبح مـن يـدعو إليـه لـديهمُ
تَهيمـاً بهـم مـن جملـة التَّهَمـاءِ
تُبـادِرُهُ الـدَّهْماءُ فـي كـل مَشـْهَدٍ
وترميــه مــن شــَتْمٍ بكـل بَـذاءِ
حَلَفْــتُ بمـولايَ الـذي كفـروا بـه
وهــم مُــدَّعو نُصــْحٍ لــه وصـَفاءِ
لأَنَّهــمُ بالقتــل مــن كــلّ حَيَّـةٍ
أَحــقُّ ولا كــانوا مــن الشـُّهَداءِ
السلطان الخطاب بن الحسن بن أبي الحفاظ الحجوري.أحد شعراء القرن السادس الهجري من أهل اليمن، متصوف، فارس، في شعره لين وقسوة وله هجاء مر لمخالفيه في العقيدة ومن ذلك قوله في لعن من نحى مذاهب الباطنية وإباحة سفك دمه:دينَي لَعْنُ الباطنِّي الذي يَصُدُّ عن نَهْجِ الهُدَى الواضِحِ وقد تأثر بالدعوة الفاطمية بمصر ، واختلف مع أخيه الأكبر ( أحمد ) الذي تولى الحكم بعد موت والده حتى نشبت الحرب بينهما وانتهت بمقتل أخيه أحمد، فاستلم مقاليد الحكم بعده فقام عليه أخوه سليمان الذي كان كأخيه أحمد معانداً للأئمة الفاطميين فقتله الخطاب، فقام عليه أولاد سليمان فقتلوه.