
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الـدَّهْرُ يَتْبَـعُ مـا يَجري به القَلَمُ
والمَـرْءُ يَلْحقُـهُ النَّعْمـاءُ والأَلَـمُ
خـاب امْـرُؤٌ خافَ ما يُقْضي عليه به
وَارْتَـدَّ عن نَيْل ما تأتي به الهِمَمُ
أَنـا امْـرُؤُ بلَغَـتْ نفسي بما أَمَلَتْ
وإِنَّنـي فـي بنـي الدنيا لهم عَلَمُ
وقـد بَلَغْـتُ مـن العَلْيـاء غايتها
مــا ليــس يُــدْرِكُهُ كَـفٌّ ولا قَـدمُ
وقـد طبعـت علـى عَـزْمٍ عُرِفْـتُ بـه
يمْلا الفَــرائِص حتَّـى ليـس يُكْتَظَـم
وقــد أَقَمْــتُ بِفعْلــي كـل بينـةٍ
وقــد نَطَقْــتُ بِقْــولٍ كُلُّــهُ حِكَـمُ
وقـد أنَلْـتُ عُفـاتي مِلْـكَ بُغْيَتِهـم
ونـالَ منّـي عُـداتي الُبؤسُ والعَدَمُ
وإِنَّ خَــوْفي لـذي الشـنآن مختلِـطٌ
بحيـث منـه يحـلّ الـروح والنَّسـَمُ
ولـي مـن النـاس إِخْـوانٌ صـحِبْتُهُم
علـى الوفـاءِ فلـم تُبْخَسْ لهم ذِمَمُ
قَـوْمي حَجـورٌ جنـاح لـي أَطِيُـر به
وأَهْـلُ عِـزّىَ مـن دون الـوَرَى قُـدَمُ
لا أَعرفُ الدهر لي في الناس غيرهمُ
قِسماً إذا الناس يوم البأس يقتسمُ
لا يُبْــدِلون لَرســْمٍ حيــن أرْسـُمُهُ
ولا أُبَـدِّلُ رَسـْماً غيـر مـا رسـَمُوا
يـا أَيّهـا الناطِقُ الناهي يُحَذِّرُني
إِنَّ الحـذير مـن المقـدور مُخْتَـرَمُ
إِنْ كـان قـد حَـلَّ حقّـاً ما أُحاذِرُهُ
فلَيْـسَ لـي مـن قضـاءِ الله مُعْتَصَمُ
كـم مـن عَـدُدٍّ سَقيْتُ السيفَ من دمه
لــم يُثْنـي عنـه تعنيـفٌ ولا نَـدَمُ
كـم مُفْسـِدٍ مَـردٍ لـم يَـدْر ذي مَرحٍ
إلا وقـد حَـلَّ مـن بأسـي به النِّقَم
كـم مـن أَعـادٍ ذَمَرْتُ الخَيْلَ نَحْوَهُمُ
وكــل أَرْوَعَ فــي يَمْنــائِهِ خَــذِمُ
حتَّـى تركـتُ يقـول القـائِلون لهم
كـانوا وكـان لهـم عِـزٌّ لـه حَـرَمُ
فـإِنْ أَصـِرْ مِثْـل من قد صيَّرتْهُ يدي
فـالله أكـبر وَهْـوَ العادِلُ الحَكَمُ
ولَسـْتُ أَجـزعُ مـن مَـوْتٍ علـى كَـرَمٍ
وذاك أَكــرم شــيءٍ اسـمُهُ الكَـرمُ
قـد قام لي الأَمُر وَاسْتَغْلَظْن أَعْمِدَةٌ
دَهْـراً فما ظلموا قَوماً وما ظُلِمُوا
أَقْســَمْتُ بـالله ربِّ النـاس كلّهـمُ
بـاري النفوس ومن يُخْشى به القَسَمُ
إِنَّ الجُريْــبَ لَمِشــْكالٌ لِســاكِنها
لكنَّنــا قــد نراهــا أَنَّهـا إِرَمُ
هــذا لآخــر منَّـا مـن يحـلُّ بهـا
فسـوف يبقـى علـى أَفعـاله النَّدَمُ
يـا أيّهـا الدهر كم تلهو بِغِرَّتنا
أشـكو إلـى الله دهراً ليس ينْصَرِمُ
وعــادَ بعــدي وربّـي خَيْـرُ ذُرِّيَـةٍ
والمـال والخَيْـلُ والأَسْيافُ والخَدَمُ
لكــنْ تُلِــمُّ أمـورٌ ليـس يعرفهـا
غيـري ويـذهبُ عمّـن بعـدي النِّعَـمُ
ويــذهبون الأُلــى تـزداد هِمَّتُهـم
كــلٌّ علــى نِيَّــةٍ يسـْعَى ولا يسـمُ
وهكــذا النـاسُ دُنْيـاهم تُبـدِّدُهم
وهكـذا قـد مضـى مـن قَبْلنـا أُمم
ويـذهبون شـَتيتاً فـي الورى مِزقا
بيــن البريَّــةِ لا عُــربٌ ولا عَجـمُ
السلطان الخطاب بن الحسن بن أبي الحفاظ الحجوري.أحد شعراء القرن السادس الهجري من أهل اليمن، متصوف، فارس، في شعره لين وقسوة وله هجاء مر لمخالفيه في العقيدة ومن ذلك قوله في لعن من نحى مذاهب الباطنية وإباحة سفك دمه:دينَي لَعْنُ الباطنِّي الذي يَصُدُّ عن نَهْجِ الهُدَى الواضِحِ وقد تأثر بالدعوة الفاطمية بمصر ، واختلف مع أخيه الأكبر ( أحمد ) الذي تولى الحكم بعد موت والده حتى نشبت الحرب بينهما وانتهت بمقتل أخيه أحمد، فاستلم مقاليد الحكم بعده فقام عليه أخوه سليمان الذي كان كأخيه أحمد معانداً للأئمة الفاطميين فقتله الخطاب، فقام عليه أولاد سليمان فقتلوه.