
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فُســحةُ العمــرِ وَإِن طـالَت قَصـيره
فَعَلامَ يُغفــــلُ المـــرءُ مَصـــيره
وَمضــةٌ مــن بــارقٍ ســرعانَ مــا
تَنطــوي حيــنَ تَراهــا مُســتطيره
عيشـــةُ الإنســانِ كــالحلمِ ومــا
هـــيَ فـــي يقظتـــهِ إلّا يَســيرَه
أَفهَـــل يجمـــلُ مِـــن ذي نُهيــةٍ
أثــرةُ الــدنيا وَتسـويفُ الأخيـرَه
رَحمــةُ اللّــه عَلـى مَـن لَـم تَكُـن
نَفســهُ فــي قيــدِ أهـواءٍ أَسـيره
يَرقـــبُ اللّـــه علـــى حـــالاتهِ
وَيــــرى أولاهُ للأُخـــرى ذَخيـــره
كـــالّتي لَـــم يَنســها مَضــجَعها
فـي ثـرى اللّحـدِ حَشاياها الوَثيره
لا وَلا غُرّتُهــــــــا شـــــــامخةٌ
بيــــنَ ملـــكٍ وَوزاراتٍ أَثيـــره
بِنــتُ صــدرِ الــوزراءِ المُصــطفى
زوجُ خيرِ الدينِ ذي الرتبى الخَطيرَه
شـــادَ بَيتَيهـــا وَزيــرا دولــةٍ
قَــد نَمتهــا دوحـةٌ مِنهـا شـَهيره
فَهــيَ فــي أَعلــى مجــالي عزّهـا
مِثلَمــا تُكســفُ شــمسٌ فـي ظَهيـرَه
رَيثمــا حلّـت بِـذا القـبرِ اِغتـدى
روضــةً مِــن جنّــةِ الخلـدِ نضـيره
كَيــفَ لا وهــيَ الّــتي عاشـَت علـى
فطـــرةٍ طــابَت جهــاراً وَســريره
لَــم تُخــف يومــاً لهــا بــادرةٌ
لا ولا خِـــذلانُ جــارٍ فــي جَريــره
وَأَياديهـــا لـــوجهِ اللّــه فــي
ســرّها وَالجهـرِ لَـم تـبرح وَفيـره
غــــادَرَت أَفلاذَ أكبــــادٍ لهـــا
مـا لَهُـم مِـن نظـرةٍ منهـا بَريـره
آثـــرَت حــبّ لقــاءِ اللّــه عَــن
حبّهــم إِيثــارَ ذي عيــنٍ قَريــره
ولَــوت ليّــاً عَــن الــدنيا علـى
أنّهــا فــي ســنّ عِشــرينَ غَريـره
وَدَعاهــــا ربّهــــا فَاِبتَــــدرت
وَهـــيَ تَســتودعهُ كــلّ العشــيره
وَبحســـنِ الختــمِ أَنبــا نُطقهــا
حيـثُ كـانَت كلمـةُ التقـوى أَخيـره
كَيـــفَ لا يَهـــدي لَهـــا أدعيــةً
مِـن صـميمِ القلـبِ يومـاً ذو بصيره
كلّمــا عَنّــت لــهُ الــذّكرى لهـا
قــالَ فـازَت وهـيَ بِـالفوزِ جَـديرَه
زيّنـــت الجنّـــة إكرامــاً لهــا
فَهــيَ مِــن بشـرٍ إليهـا مُسـتَنيرَه
وَغَـــدا يُنشـــدُ فـــي تَأريخهــا
زانَ دارَ الخلــدِ عليــاءُ كَــبيرَه
محمود بن محمد قابادو أبو الثنا.نابغة وأديب وشاعر تونسي، رحل إلى طرابلس والتقى الشيخ المدني فأجازه بالطريقة ثم رجع إلى تونس وعكف على تدريس كل الفنون وهو حديث السن وقرأ على الشيخ أبي العباس أحمد بن الطاهر وانتدب لتعليم ابن أبي الربيع السيد سليمان أحد أعيان الدولة.برز على أبي الطيب بن الحسين بما أبداه من مدائح ملوك بني الحسين.ثم رحل إلى إسطنبول وأقام فيها بضع سنين ثم عاد وتولى التعليم في مكتب الحرب وأنشأ قصيدة وجهها إلى البهاء أسفر وكان قد راسل بشأنها شيخ الإسلام محمد بيرم الرابع يستشيره بنظمها.