
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَفِـق أيّها المغرورُ بِالعيش قَد صفا
وَبالشـملِ مَوفـوراً وَبـالأمنِ قَد ضفا
فَمـا هـادمُ اللـذّاتِ مبـقٍ على فتى
وَلا لــذّةٌ للعيــشِ وَهـو علـى شـَفا
تَبســّطتِ الآمــالُ فــي ضـيقِ عيشـةٍ
تَســارَعت الآجــالُ فيهــا تخوّفــا
فَلا تـــتركَ الأهـــواءُ إلّا فَجــاءةً
وَلا تُنــــزعُ الأرواحُ إلّا تَخطّفــــا
أَيُخـــدعُ بِالآمــالِ مــرءٌ مصــيرهُ
مَصيرُ الّذي قَد ضمّ ذا الترب والصفا
سـَليلُ القـرومِ الغـرِّ مِـن آل بيرمٍ
نُجـومُ الهـدى في الخافقينِ بلا خفا
تَقبّـل مـن بحبوحـةِ المجـدِ محتـداً
لَــه اللّـه واقٍ مـا أعـزّ وأشـرفا
وَأَجــرى لِغايــاتِ المكـارمِ جهـدهُ
فَأَصـبحَ فيهـا متلـدَ الفخـرِ مطرفا
لَقَــد كــانَ ذا رأيٍ حصـيفٍ ومنطـقٍ
لَطيــفٍ خــبيراً بالزمــانِ تصـرّفا
يزيــن النــوادي ســمتهُ ومقـالهُ
وَيملــكُ ألبــابَ الرجــالِ تألّفـا
رَقـى مـا رَقـى فخـراً وعزّاً وسؤدداً
وأحســنَ فـي كـلّ الأمـورِ التصـرّفا
وَأثّــلَ فــي كــلّ القلــوبِ مـودّةً
كَســتهُ غنــى ديـنٍ ودنيـا مفوّفـا
وَشـاهدَ مِنهـا مِـن غـداةِ اِنتقـالهِ
دُعـــاءً يُبــاري حســرةً وتلهّفــا
فَقِـف أيّهـا المجتـازُ حـولَ ضـريحه
وَحسـبكَ ذا التـأثيرُ فيـه مواقفـا
وَحيّـــي كريمــاً قــائلاً ومؤرّخــاً
ســَقى القطـرُ لحـدَ بيـرام مصـطفى
محمود بن محمد قابادو أبو الثنا.نابغة وأديب وشاعر تونسي، رحل إلى طرابلس والتقى الشيخ المدني فأجازه بالطريقة ثم رجع إلى تونس وعكف على تدريس كل الفنون وهو حديث السن وقرأ على الشيخ أبي العباس أحمد بن الطاهر وانتدب لتعليم ابن أبي الربيع السيد سليمان أحد أعيان الدولة.برز على أبي الطيب بن الحسين بما أبداه من مدائح ملوك بني الحسين.ثم رحل إلى إسطنبول وأقام فيها بضع سنين ثم عاد وتولى التعليم في مكتب الحرب وأنشأ قصيدة وجهها إلى البهاء أسفر وكان قد راسل بشأنها شيخ الإسلام محمد بيرم الرابع يستشيره بنظمها.