
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بِسـعيكَ تبلـغُ الرتـبُ العظامُ
وَتسـتعدي عَلـى الدهر الكرامُ
وَمِـن عليـاكَ تُقتبـسُ المعالي
وَيُملـكُ مـن جوامحهـا الزمامُ
وَهــل ظَفــرت بمكرمـةٍ يميـنٌ
وَليـسَ لَهـا بعروتـكَ اِعتصـامُ
وَهَـل بَلغـت إِلـى غـرضٍ سـهامٌ
وَلَـم تـكُ مـن كنانتك السهامُ
وَهَــل وافــى لِغــايتهِ مجـلّ
وَلَيـس لَكـم بِفارسـه اِهتمـامُ
وَهَـل مَضـتِ الضـرائبُ في صميمٍ
وَلَـم يَـك مِـن يمينكم الحسامُ
إِلـى مَغنـاك ينسـبُ كـلّ فضـلٍ
كَمـا يُعزى إِلى البحر الغمامُ
أَبـا عبـدِ الإلـهِ فَـدتكَ نَفسي
وقَــد يفــدي مـواليه الغلامُ
وَحَسـبي في الوَرى شرفاً ومجداً
ذمــامٌ مِــن قبولـك لا يضـامُ
فَكيـفَ وَقَـد كَسـا عطفـيَّ مِنكم
ثنــاء لَيـس يُخلقـهُ الـدوامُ
أَجـرّ بـهِ ذيـولَ الفخـرِ تيهاً
وَفـي فـمِ حاسِدي منها الرغامُ
أَلسـتَ الصدرَ في رتبِ المَعالي
إِذا قُرِعَـت مَنابرهـا الضـخامُ
وَمـا حُـزتَ الرئاسـة باِكتسابٍ
كَمـا يسـعى لنـا فيهـا لئامُ
وَلَكِــن كــانَ فضـلكَ مسـتحقّاً
لأن يَعلــو فـدان لـه الأنـامُ
فَمَــن تكـنِ الرئاسـةُ جمّلتـهُ
فَــأنتَ جَمالُهــا وَالإحــترامُ
فُطِـرتَ علـى مكـارمَ ليسَ تُحصى
وَلا يعــرو جَواهرهـا اِنقسـامُ
حَـويتَ كَمالهـا فَغـدوت فـرداً
وَقـد عـدَّ الكـرامُ وهـم توامُ
فَصــاحةُ منطــقٍ وذكـاء فكـرٍ
وَحُســنُ تخلّــقٍ مـا فيـه ذامُ
وَلطــفُ فكاهـةٍ كُسـيَت وقـاراً
وَأنســاً بِالســآمة لا يســامُ
وَعلـــــمٌ لا تكـــــدّرهُ دلاءٌ
وَديـــنٌ لا يدنّســـه حطـــامُ
يـودّ جليسـُكم لـو صـارَ سمعاً
وَكـــلّ المــدركاتِ لــه كلامُ
نُجـومٌ آلُ بيـرمَ فـي المعالي
وَأنـتَ الشـمس والبدر التمامُ
بَقيتُـم فـي نحورِ الفضل عقداً
فريـداً ليـسَ يسـلمه النظـامُ
إِذا اِستولى على الغاياتِ كهلٌ
تَرعـــرعَ مِنكــمُ فيهــا غلامُ
محمود بن محمد قابادو أبو الثنا.نابغة وأديب وشاعر تونسي، رحل إلى طرابلس والتقى الشيخ المدني فأجازه بالطريقة ثم رجع إلى تونس وعكف على تدريس كل الفنون وهو حديث السن وقرأ على الشيخ أبي العباس أحمد بن الطاهر وانتدب لتعليم ابن أبي الربيع السيد سليمان أحد أعيان الدولة.برز على أبي الطيب بن الحسين بما أبداه من مدائح ملوك بني الحسين.ثم رحل إلى إسطنبول وأقام فيها بضع سنين ثم عاد وتولى التعليم في مكتب الحرب وأنشأ قصيدة وجهها إلى البهاء أسفر وكان قد راسل بشأنها شيخ الإسلام محمد بيرم الرابع يستشيره بنظمها.