
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نَفسي الفداءُ لِمَن حلّ الحشا فَرأى
مـا كنـتُ مـن حبّـهِ ألقى وأخفيهِ
ثـمّ اِسـترابَ لـدمعٍ كـانَ كفكفـهُ
جَفنـي فصـاب عَـنِ الأحشـاءِ هاميهِ
فَقُلـتُ مُعتـذراً خـوفَ الوشاةِ رَقا
دَمعــي فصــابُ فُـؤادي لا يروّيـهِ
فَقــالَ كلّا فــبردُ الجفـنِ نكّسـهُ
وَهَــل محــبٌّ وَلَـم تَسـخن مـآقيهِ
فَحجّنـي فـأحلتُ الأمـرَ فيـه علـى
جَفنـي فَهـل لَـه مـن عذر فيبديهِ
فَقـالَ جَفنـيَ مِرآتـي الّـتي عَكَست
شـمسَ الجمـالِ لتُـذكي قلب رائيهِ
وَحيـثُ كنـتُ أَنـا الساعي لِحُرقته
فَلا ملامــة فــي أَن صـرتُ أطفيـهِ
فَعِنـدما قـالَ قَلبي قَد صدقتَ وما
أَطفـأتَ بـل لـم تَـزل للآن تذكيهِ
دَمـعُ المحـبّ كمـاءِ البحرِ تحسبهُ
مـاءً وَتلـكَ لَظـىً قـد سـجّرت فيهِ
إِلقـاءُ نـار علـى نـارٍ يؤجّجهـا
وكـــلُّ شــيءٍ مُضــاهيه يقــوّيهِ
يـا أيّها الجفنُ مهلاً عَن فُؤادِ شجٍ
وَلا تَــزِده فنــارُ الحـبِّ تكفيـهِ
إِن كنـتَ شـارَكتني فـي حبّه أرقاً
فَـأنتَ دونـي فلحـظُ الحسنِ تجليهِ
وَإِن زَعَمـت بـأنّي قـد ظَفـرتُ بـه
وَصــرتُ دونــكَ مغنــاهُ ونـاديهِ
وَإنّنــي بــكَ قـد مثّلـتُ صـورته
وَقَــد أعنـتَ خيـالي فـي تجلّيـهِ
فَــذا كلامٌ وَإِن قَــد صـحّ ظـاهرهُ
فَمـا يصـحّ لَـدى التحقيـقِ خافيهِ
هــل أَنـتَ إلّا لمِثلـي آلـةٌ وإذا
أَصـابَ سـهمٌ فـذو التسديدِ راميهِ
لَكـن نَسـبتُ إِليـكَ الأمـرَ تعميـةً
عَـنِ العـذولِ وَعمّـن ليـس يـدريهِ
إِنّـي وَأَنـتَ لفـي عـذرٍ وفـي سعةٍ
مـا كـلُّ مـا كنـتَ تجنيـهِ لأحويهِ
تَكيّفَـت منـهُ ذاتـي فهـيَ مظهـرهُ
وكـلُّ مـا كـانَ منهـا فهو مبديهِ
فَـإِن أطعـتُ فَمـا أَمـري إِليّ وإن
عَصــيتهُ فَبــهِ قـد كنـتُ أعصـيهِ
وَإِن تعمّـــد ذمّـــي لا أمــانعهُ
وَإِن أرادَ ثَنــائي لســت أثنيـهِ
وَهَــذه بعــضُ حـالي فـي محبّتـهِ
أَعلَنتُهــا غيــرَ أنّـي لا أسـمّيهِ
محمود بن محمد قابادو أبو الثنا.نابغة وأديب وشاعر تونسي، رحل إلى طرابلس والتقى الشيخ المدني فأجازه بالطريقة ثم رجع إلى تونس وعكف على تدريس كل الفنون وهو حديث السن وقرأ على الشيخ أبي العباس أحمد بن الطاهر وانتدب لتعليم ابن أبي الربيع السيد سليمان أحد أعيان الدولة.برز على أبي الطيب بن الحسين بما أبداه من مدائح ملوك بني الحسين.ثم رحل إلى إسطنبول وأقام فيها بضع سنين ثم عاد وتولى التعليم في مكتب الحرب وأنشأ قصيدة وجهها إلى البهاء أسفر وكان قد راسل بشأنها شيخ الإسلام محمد بيرم الرابع يستشيره بنظمها.