
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بِـاللَهِ يـا غُصـنَ الأَراكِ
دَعنـي عَلـى شـَغَفي أَراكِ
لَـو مـا أَبـاحَ اللَهُ حُس
نَـكَ لِلعُيـونِ لِمـا بَراكِ
عَبَثـاً سـَتَرتَ الخَـدَّ عَـن
أَهـلِ الهَـوى وَمَنعَتَ فاكِ
كَـم قِصـَّةٍ يَحكـي الخِمـا
رُ وَنُكتَـةٍ يَـروي السِواكِ
وَلَكُــم رَأَيـتُ الخَيـزُرا
نَـةَ تَسـتَقي مِن دَمعِ باكِ
وَقَــرَأتُ آيــاتٍ فَصـيحا
تٍ لِأَجفـــــانِ رَكــــاكِ
أَعلَقتَنــي يــا صــُدغَهُ
وَأَراكَ وَتَعلَقُ في الشِباكِ
وَلَـوَيتَ عَزمـي قَـوسَ حـا
جِبِـهِ بِعَيشـِكَ مِـن لِـواكِ
ورميتنـي يـا خصـر فـي
هـذا النحـول فمن رماك
مــن للفــؤاد ولا سـكو
ن وللســـان ولا حــراك
سـل يا شقيق الكوكب ال
دري عــن خــبرٍ أخــاك
هـل قـر مجـد المصـطفى
مـن بعد ما بلغ السماك
يـا ناشـد العليـا لقد
أبعـدت في العليا مداك
ومضـيت تجهـد مـن نحـا
ك بهـا وترهـق مـن تلاك
لــم تصــب إلا لاحتيــا
زٍ للمحامـــــد وامتلاك
كــبرت صـفاتك أن يحـي
طَ بوصــفها راوٍ وحــاك
أنـت العمـاد لكـل عـا
ئدةٍ ترجــــــى والملاك
وإذا الخطــوب تفـاقمت
مـا كـان صـادعها سواك
روعــت أحشــاء الزمـا
ن فـراح ينكـل عن لقاك
فــاعجب بــدهرك إنــه
شـاكي السـلاح ومنك شاك
يـا سـالكاً سـبل المعا
لـي فـي حياطة من هداك
تفريــج نازلــةٍ منــا
ك وبــذل فاضـلةٍ هـواك
هـل كـل سـيف مـن مضـا
ك وطـاش سـهم مـن حجاك
والصــدق عنــدك مـبرمٌ
لا نقـض فيـه ولا انفكاك
لـك فـي القلـوب مغارس
نبـت الجميـل بهـن زاك
وبــك النفــوس عميـدة
تحيـي وتهلـك فـي رضاك
القطــر أتلــع جيــده
ممــا تقلـد مـن سـناك
لا بـــدع فــي إدلالــه
فليفتخــر وطــن حـواك
أهنـــأ ببــالا رتبــة
عبـد الحميـد بها حباك
أجـراً علـى محـض الأمـا
نـة مـن لـبيب قـد بلاك
عـش يـا أميـر المؤمني
ن العمـر خفاقـاً لـواك
أسـل النفـائس مـن بنا
نـك والنفـوس على ظباك
فـي الدولـة الغراء تب
لـغ مـن عمارتهـا مناك
أنـــي لأهتــف شــاكراً
لا عــز إلا فــي حمــاك
نسيب بن حمود بن حسن بن يونس أرسلان.شاعر، من الكتاب المفكرين، من نوابغ الأمراء الأرسلانيين، ولد في بيروت، وتعلم بالشويفات، ثم بمدرسة الحكمة ببيروت، وأولع بشعر الجاهليين والمخضرمين، فحفظ كثيراً منه، وقال الشعر وهو في المدرسة، فنظم (واقعة سيف بن ذي يزن مع الحبشة) في رواية ذات فصول، وأتم دروسه في المدرسة السلطانية ببيروت. وعين مديراً لناحية الشويفات (بلبنان) فأقام نحو عشر سنوات، محمود السيرة، واستعفى، وسكن بيروت. ولما أعلن الدستور العثماني انتخب رئيساً لنادي جمعية الاتحاد والترقي في بيروت. ثم نقم على الاتحاديين لسوء سيرتهم مع العرب، فانفصل عنهم، وانضم إلى طلاب (اللامركزية) وأخذ ينشر آراءه في جريدة (المفيد) البيروتية، فكان لمقالاته فيها أثر كبير في الحركة العربية، ثم استمر مدة يلاحظ تحرير تلك الجريدة متطوعاً. كان مجلسه في مكتبها مجمع الكتاب والادباء وقادة الرأي. ولما نشبت الحرب العامة (سنة 1914م) انقطع عن أكثر الناس ولزم بيته. ثم انتقل إلى الشويفات (سنة 1915) وانصرف إلى استثمار مزارعه ومزارع شقيقيه شكيب وعادل، ولم يزل في انزوائه إلى أن توفي، وكان أديباً متمكناً، جزل الشعر، حلو المحاضرة، سريع الخاطر في نكتته وإنشائه، بعيداً عن حب الشهرة، يمضي مقالاته في المفيد باسم (عثماني حر).