
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا مـن عزمت على النوى
عطفـاً علـى الصب المقيم
كيــف الصــنيع بأكبــدٍ
تشـقى مـن الهجـر الأليم
مـا أنـت بـالود الصـحي
ح بنـافع القلـب السليم
يــا زهــرة الآداب تــع
بـق عنـد طبـعٍ كالنسـيم
أعلمـــت أنــك للنفــو
س نعيمهـا قبـل النعيـم
ونثــار لفظــك للجلــي
س مفــرقٌ جمــع الهمـوم
روحٌ يــدور علـى النـدي
م كـــأنه راح النــديم
معــروف نجمـك قـد سـرى
مـن فـوق أطبـاق النجوم
علـم القـوافي فـي يـدي
ك غـداً علـى رغم الخصوم
بـك أنـت أهـدانا العرا
ق طـرائف الكلـم النظيم
مــن كــل شــاردةٍ ثـوت
في الصدر من قبل الرقيم
خــود تجــر الـذيل فـي
ديباجـة الشـعر الصـميم
الــرائق الوشـي الحـدي
ث عنــد معـترك الحلـوم
وكشــفت أمــراض الطبـا
ع بجـانب الطبـع السليم
فسـقى السماك ثرى الرصا
فـة منبـت الخلق الكريم
هــي مـن فـؤاد المشـرق
العربـي منزلـة الصـميم
يـا أيهـا الخـل المفـا
رق للخليـــل وللحميــم
مـا كـان عهـدك بالسـقي
م ولا ذمامــك بالــذميم
توديعنـــا لــك واجــبٌ
فـي نـدوة البيت العظيم
نسيب بن حمود بن حسن بن يونس أرسلان.شاعر، من الكتاب المفكرين، من نوابغ الأمراء الأرسلانيين، ولد في بيروت، وتعلم بالشويفات، ثم بمدرسة الحكمة ببيروت، وأولع بشعر الجاهليين والمخضرمين، فحفظ كثيراً منه، وقال الشعر وهو في المدرسة، فنظم (واقعة سيف بن ذي يزن مع الحبشة) في رواية ذات فصول، وأتم دروسه في المدرسة السلطانية ببيروت. وعين مديراً لناحية الشويفات (بلبنان) فأقام نحو عشر سنوات، محمود السيرة، واستعفى، وسكن بيروت. ولما أعلن الدستور العثماني انتخب رئيساً لنادي جمعية الاتحاد والترقي في بيروت. ثم نقم على الاتحاديين لسوء سيرتهم مع العرب، فانفصل عنهم، وانضم إلى طلاب (اللامركزية) وأخذ ينشر آراءه في جريدة (المفيد) البيروتية، فكان لمقالاته فيها أثر كبير في الحركة العربية، ثم استمر مدة يلاحظ تحرير تلك الجريدة متطوعاً. كان مجلسه في مكتبها مجمع الكتاب والادباء وقادة الرأي. ولما نشبت الحرب العامة (سنة 1914م) انقطع عن أكثر الناس ولزم بيته. ثم انتقل إلى الشويفات (سنة 1915) وانصرف إلى استثمار مزارعه ومزارع شقيقيه شكيب وعادل، ولم يزل في انزوائه إلى أن توفي، وكان أديباً متمكناً، جزل الشعر، حلو المحاضرة، سريع الخاطر في نكتته وإنشائه، بعيداً عن حب الشهرة، يمضي مقالاته في المفيد باسم (عثماني حر).