
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
اللَــه أكــبر مبلــغ الأوطــار
مــا حـي الظلام بمشـرق الأنـوار
حـالت بنـا الحالات أسرع ما نرى
فــالقوم بيــن الشـك والإنكـار
حـدر الزمـان لثـامه عـن صـفحةٍ
غـــرا ومـــاس بمعطــفٍ خطــار
والخلـق قد ثملوا بصهباء الولا
طربــوا برنــات مــن الأخبــار
متلاحميــن تــودداً طــارت بهـم
وطينـــةٌ شـــماء كـــل مطــار
توحي الثغور إلى الثغور رسائلاً
حملــت لــذاكي الحـب كـل أوار
كـــلٌّ يمتـــع طرفــه وفــؤاده
فــي مشــهدٍ مــن قــرة وقـرار
يـا بـدر يلـدز مـا تلوح لناظرٍ
إلا علـــى تـــمٍّ مــن الإبــدار
أوضــحت منهـاج السـداد بطلعـةٍ
محمـــودةٍ مـــن همــةٍ وبــدار
يـا مـن قد اجتلت الرغائب سهلةً
ودم الخلائق بــات غــاير ممـار
بـالحكم أدركـت المرام ولم يكن
صــدعٌ مــن الضـراء غيـر جبـار
دانـت لـك الجلـى غـداة طعنتها
بمقـــومٍ مــن نبعــة الأفكــار
مــازلت تتبـع حكمـةً فـي حكمـةٍ
حــتى تطــامن راعــب التيــار
وتكشــف جلباتنــا عــن هــاتفٍ
حيــا الإلــه عصــابة الأحــرار
رفعـوا وباسـلة الجنـود عتادهم
بـــأكفهم للحـــق كــل منــار
هـم جلـة الصـلحاء طـار ثنـاهم
فــي الخـافقين وصـفوة الأخيـار
لــم تأتنــا أنبـاؤهم إلا وقـد
نضــحت مهـارق مـن عـبير فخـار
قد أنجدوا الملك الأثيل وزحزحوا
عــن متنــه وقـراً مـن الأوقـار
لمـا تسـامى العبـث فيه تنمروا
يرمـــون كــل دعــارةٍ بشــرار
لمـا هـوى ركـن العدالـة جددوا
نشــييده مــن بعــد كـل دمـار
لمــا تحجبــت الحقيقـة مزقـوا
مــا دونهــا مــن كلـةٍ وسـتار
لمــا تكبلــت المعـارف قطعـوا
أغلالهـــا بالصـــارم البتــار
نتجـوا الصـلاح مـن السلاح وإنما
بثـق السـحابة مـن نتـاج النار
يـا نشـوة الألبـاب لمـا أبرزوا
حريـــةً عـــذراء مــن أخــدار
لا أتعـس اللَـه الأولى صانوا لنا
بحياطــة الدســتور كــل ذمـار
كــم فكــروا قبلاً بــه لكنهــم
وأبيـك مـا قـدروا علـى الأقدار
لا تفلــح الــدولات إلا إن جــرت
آدابهــا فــي حلبــة الأعصــار
وتنبهـــت عزماتهـــا وتملصــت
أفكارهــا مــن قبضــة الأغـرار
العــدل يفــرغ أمـة فـي قـالبٍ
حـــتى كــون وحيــدة الأوطــار
هلا بأشـــتات القــرون تأسســت
إلا عليـــه عمـــارة الأمصـــار
ترجـو بـأن تخلـو ولاة الأمـر من
متعشــــقٍ للـــدرهم الغـــرار
وتضــيء للعلـم الصـحيح ذبالـةٌ
يهــدي ســناها كـل مقلـة سـار
نـاديت قـومي والحفيظـة عنـدهم
أكــرم بهــا مــن حلـة وشـعار
لاتتنقضـوا عهـد التـآخي بعـدما
أمســى لــدينا محكــم الإمـرار
يــا قومنـا إنـا خلقنـا جيـرةً
والحــر لا يرضــى بضـيم الجـار
يـا قـوم أحمدنا السهولة بعدما
جزنــا علـى العقبـات والأوعـار
ذهبــت عمايـات النفـوس ونكبـت
دون النجــاح مطــامع الأشــرار
وسـما الرشـاد فلم يدع في مهجةٍ
لســـخيمةٍ أثــراً مــن الآثــار
فـتربعوا فـي سـعدكم مـن نجعـةٍ
وتَبَــوَّءوا مــن رغــدكم بـديار
ســلطانكم عبــد الحميـد مظفـرٌ
أبــداً بحــول الواحـد القهـار
نسيب بن حمود بن حسن بن يونس أرسلان.شاعر، من الكتاب المفكرين، من نوابغ الأمراء الأرسلانيين، ولد في بيروت، وتعلم بالشويفات، ثم بمدرسة الحكمة ببيروت، وأولع بشعر الجاهليين والمخضرمين، فحفظ كثيراً منه، وقال الشعر وهو في المدرسة، فنظم (واقعة سيف بن ذي يزن مع الحبشة) في رواية ذات فصول، وأتم دروسه في المدرسة السلطانية ببيروت. وعين مديراً لناحية الشويفات (بلبنان) فأقام نحو عشر سنوات، محمود السيرة، واستعفى، وسكن بيروت. ولما أعلن الدستور العثماني انتخب رئيساً لنادي جمعية الاتحاد والترقي في بيروت. ثم نقم على الاتحاديين لسوء سيرتهم مع العرب، فانفصل عنهم، وانضم إلى طلاب (اللامركزية) وأخذ ينشر آراءه في جريدة (المفيد) البيروتية، فكان لمقالاته فيها أثر كبير في الحركة العربية، ثم استمر مدة يلاحظ تحرير تلك الجريدة متطوعاً. كان مجلسه في مكتبها مجمع الكتاب والادباء وقادة الرأي. ولما نشبت الحرب العامة (سنة 1914م) انقطع عن أكثر الناس ولزم بيته. ثم انتقل إلى الشويفات (سنة 1915) وانصرف إلى استثمار مزارعه ومزارع شقيقيه شكيب وعادل، ولم يزل في انزوائه إلى أن توفي، وكان أديباً متمكناً، جزل الشعر، حلو المحاضرة، سريع الخاطر في نكتته وإنشائه، بعيداً عن حب الشهرة، يمضي مقالاته في المفيد باسم (عثماني حر).