
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا عـاد عنـك اليـوم من تسال
ســطعت بفظلــك بينـات الحـال
مـا اعجـز المثنـي عليك بمدحةٍ
فلأنــت فــوق جوامــع الأقـوال
بلغـت ذرى العليـاء منك ضرائبٌ
مــن دونهــن مضــارب الأمثـال
وبراعـةٌ فـي الطـب عـز لحاقها
قصــرت عليهــا شــرد الآمــال
إن الطبابـــة أنزلتــك مبجلاً
فـي صـحن وجنتهـا مكـان الخال
ما لاق جلباب العلى بالعاجز ال
عــواد بــل بالصـامت الفعـال
كـم مـدنفٍ وهنـت قـوى جثمـانه
أحييــــت منـــه دوارس الأطلال
فغــدا لفعلـك حامـداً ومسـبحاً
للَــه فــي الغــدوات والآصـال
لـولا قضـاء اللَه في مهج الورى
نيطــت إليــك أزمــة الآجــال
أفــديك مــن آسٍ شـهادة علمـه
بيــن الأنــام بـدائع الأفعـال
قطـب الأسـاة جميعهـم من يغترف
مـن بحـره اسـتغنى عـن الأوشال
يسـطو علـى الأدواء موقـع رأيه
فيهــن موقــع صــارم بقــذال
أذوي الشــهامة مثلــوه فـإنه
أحــرى ذوي الآثــار بالتمثـال
تــاهت بـه الأيـام فخـراً أنـه
بخزانــة الأيــام علــقٌ غــال
قرنـت مـع العرفـان منـه خلائق
كـــالروض بــاكره رشــاش طلال
وتسلسـل الخلـق الحميـد برقـة
كمدامــــة شعشـــتها بـــزلال
شـمل المحاسـن فيـه تـم تمامه
حســن اللبـاس بضـفوة الأذيـال
فنفــاذ همــات ونبــل رويــةٍ
وصــفاء نيــات وصــدق مقــال
نــدبٌ يخـف إلـى الأمـور كـأنه
بــرق تفلــت مـن جـوانب خـال
يرمـي بهـا الغـرض القصي كأنه
دانٍ ويفتـــح محكــم الأقفــال
طـابت سـريرة نفسـه بين الورى
وتنصــلت مــن كــدرة الأسـيال
كـالطود قـد رسـخت مـودة قلبه
ليسـت كحقـف الرملـة المنهـال
حـل اصـطناع المكرمـات ببـاله
كحلــول تـذكار الحـبيب ببـال
تصـبو البقاع بأن يكون سحابها
هتنــاً كصــيب عرفـه المنثـال
ارج الحــديث بــذكره فكأنمـا
نبــت العـرار بالسـن النقـال
يـا مـن نفضت عن الجوانح علتي
وصــدمت دونــي طـارق الأهـوال
أمسـكت لي رمق الرجا من بعدما
فرغــت لــدي كنانــة النبـال
فرجـت مـن مكـث البليـة كربتي
وفككـت مـن أسـر الضـنى أغلالي
أهـديك وطفـاء الجفـون كأنهـا
رشــأ تمايـل فـي خميلـة ضـال
لمـا غـدت بفنـاء مجـدك تجتلي
مــالت كغصـن البانـة الميـال
لازلـت ميمـون المسـاعي فـائزاً
مــا لاح بـرق العـارض الهطـال
نسيب بن حمود بن حسن بن يونس أرسلان.شاعر، من الكتاب المفكرين، من نوابغ الأمراء الأرسلانيين، ولد في بيروت، وتعلم بالشويفات، ثم بمدرسة الحكمة ببيروت، وأولع بشعر الجاهليين والمخضرمين، فحفظ كثيراً منه، وقال الشعر وهو في المدرسة، فنظم (واقعة سيف بن ذي يزن مع الحبشة) في رواية ذات فصول، وأتم دروسه في المدرسة السلطانية ببيروت. وعين مديراً لناحية الشويفات (بلبنان) فأقام نحو عشر سنوات، محمود السيرة، واستعفى، وسكن بيروت. ولما أعلن الدستور العثماني انتخب رئيساً لنادي جمعية الاتحاد والترقي في بيروت. ثم نقم على الاتحاديين لسوء سيرتهم مع العرب، فانفصل عنهم، وانضم إلى طلاب (اللامركزية) وأخذ ينشر آراءه في جريدة (المفيد) البيروتية، فكان لمقالاته فيها أثر كبير في الحركة العربية، ثم استمر مدة يلاحظ تحرير تلك الجريدة متطوعاً. كان مجلسه في مكتبها مجمع الكتاب والادباء وقادة الرأي. ولما نشبت الحرب العامة (سنة 1914م) انقطع عن أكثر الناس ولزم بيته. ثم انتقل إلى الشويفات (سنة 1915) وانصرف إلى استثمار مزارعه ومزارع شقيقيه شكيب وعادل، ولم يزل في انزوائه إلى أن توفي، وكان أديباً متمكناً، جزل الشعر، حلو المحاضرة، سريع الخاطر في نكتته وإنشائه، بعيداً عن حب الشهرة، يمضي مقالاته في المفيد باسم (عثماني حر).