
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أهلاً بأســـطول الهلال الأنـــور
مــن قــادم بــذمام ربٍّ أكـبر
وافـى علـى عجـل فكـم من مسمع
وافــاه عـن بعـد نـداء مبشـر
يـا طالمـا رصـدته أعين قومنا
رصـد المنجـم للشـهاب المسـمر
واستشـعروا فرحـاً بيمـن قدومه
فـرح المسـهد بالصـباح المسفر
حــتى إذا لاحــت لهـم شـاراته
سـكروا بنشـوة خمـرة لـم تعصر
مـن كـل حـر ليـس يخفـق قلبـه
إلا علــى الأبصـار أبـدع منظـر
تنسـاب كالأحنـاش حيـن يهيجهـا
حــاو وتنـدرع انـدراع الأصـقر
ترفـض كالعقـد النـثير وتلتقي
كتقلــب الأحــداق عنـد الأجهـر
رتعـت علـى ثبـج الخضـم كأنها
سـرب المهـى فوق الصعيد الأخضر
مصـقولة الأرجـاء بالغـة جندها
فـي صـونها مـن كـل عيـب منكر
مـن لامـس الأدوات منهـا ما درى
مـا تحـت شـاهد كفـه والخنصـر
يتــألق الفـولاذ تحـث دخانهـا
كتـألق الخرصـان تحـت العـثير
تغشـى بـوارقه الميـاه كأنهـا
ضـوء الغزالة في العباب الأكدر
حملتـه مـن جيـش المؤيـد فنية
يتضـحكون إلـى الـردى المتنمر
أقمــار أندبــة وأسـد كريهـة
مـن كـل مشـبوح الـذراع غضنفر
شـفعوا الفتـوة والحماس بطاعة
لا خيـر فـي طبـع الشجاع الأصعر
يتــذكرون مــن الأوائل معشـراً
كـالجن كـانوا فـي متون الأبحر
منهـم جنـادة يـوم غـزوة رودس
كبتــت ظبــاه جنـد آل الأصـفر
وأبـو الشـواني بربروس لم يدع
بميـاه بحـر الـروم شونة مبحر
وكــذا ســنان أنزلـت سـطواته
بحصـون خلـق الواد هول المحشر
نفـر بطـون الأرض وارثهـم ومـا
واردت منــاقبهم بطـون الأعصـر
يـا عصـبة الشـجعان أنـت عـدةٌ
منـا ليـوم فـي الزمـان مشـهر
إن النجــاح مـن السـلاح مولـد
والعلـم منـه فـي مكان العنصر
وأرى الملاحة في الممالك أصبحت
عنـد الممالك في المقام الأخطر
إن الـذي بسـط الحضـيض أقـامه
شــطراً ولجتــه ثلاثــة أشــطر
أهلاً بباســلة الجنــود فـإنهم
نعـم الضـيوف بمحضـر أو مخـبر
زاروا على شغف المزور فاخمدوا
نيـران شـوق فـي الضـولع مسعر
يا ليتهم تخذوا العيون منازلاً
فتقــر مقلـة كـل شـهم عبقـري
نسيب بن حمود بن حسن بن يونس أرسلان.شاعر، من الكتاب المفكرين، من نوابغ الأمراء الأرسلانيين، ولد في بيروت، وتعلم بالشويفات، ثم بمدرسة الحكمة ببيروت، وأولع بشعر الجاهليين والمخضرمين، فحفظ كثيراً منه، وقال الشعر وهو في المدرسة، فنظم (واقعة سيف بن ذي يزن مع الحبشة) في رواية ذات فصول، وأتم دروسه في المدرسة السلطانية ببيروت. وعين مديراً لناحية الشويفات (بلبنان) فأقام نحو عشر سنوات، محمود السيرة، واستعفى، وسكن بيروت. ولما أعلن الدستور العثماني انتخب رئيساً لنادي جمعية الاتحاد والترقي في بيروت. ثم نقم على الاتحاديين لسوء سيرتهم مع العرب، فانفصل عنهم، وانضم إلى طلاب (اللامركزية) وأخذ ينشر آراءه في جريدة (المفيد) البيروتية، فكان لمقالاته فيها أثر كبير في الحركة العربية، ثم استمر مدة يلاحظ تحرير تلك الجريدة متطوعاً. كان مجلسه في مكتبها مجمع الكتاب والادباء وقادة الرأي. ولما نشبت الحرب العامة (سنة 1914م) انقطع عن أكثر الناس ولزم بيته. ثم انتقل إلى الشويفات (سنة 1915) وانصرف إلى استثمار مزارعه ومزارع شقيقيه شكيب وعادل، ولم يزل في انزوائه إلى أن توفي، وكان أديباً متمكناً، جزل الشعر، حلو المحاضرة، سريع الخاطر في نكتته وإنشائه، بعيداً عن حب الشهرة، يمضي مقالاته في المفيد باسم (عثماني حر).