
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـمح الزمـان سـماحة المتعطـف
ورنـا بباصـرة الشـفيق المسعف
وافـتر عـن ثغر البشاشة مقبلا
أجمـل بإقبـال الزمـان وألطـف
عـاطي كـؤوس هنـائه فـي ليلـة
وأبــاد فيلــق همـه بـالمرهف
يـا حسـن سـاق بالسـعود مقلـد
بـالتوأمين مـن السـماك مشـنف
متخلخــل ببنــات نعــشٍ لابــسٍ
حلـي السـوار مـن الهلا الأعجـف
تخـذ النطـاق من المجرة بعدما
سـجت لـه الزرقاء حبير المطرف
وشـهدت قـد فتـق الصبا بعبيره
وأدار بينهـم لـم يكن بالمسرف
الأريحـــي إذا بلــوت خصــاله
فـي المكرمات عرفت ما لم تعرف
فرع الألى خفضوا الجناح ودونهم
مثـوى علـى طود الفخار المشرف
هـم شهب بيروت المضيئة أن دجت
ظلــم الخطـوب بنورهـا لتكشـف
لهـم سـارة المجـد حتى ما سما
أحـد إليهـا قـط غيـر المـردف
الملزمـون جبـاههم عفـر الثرى
والباســطون أكفهــم للمصــحف
يتعمــدون الــبر غيــر تعمـل
ويتــابعون الفضـل غيـر تكلـف
لتصــدع الضــراء مــن آلائهـم
وتقــر عيـن البـائس المتلهـف
مهمـا أحـدث عـن جميـل خلالهـم
وفعـالهم مـا جـزت حـد المنصف
المـدح شـرح المكرمات وكم ترى
فــي المـدح كـل منقـحٍ ومصـنف
كـرم القـران قـران محمودً لقد
جمع الكفية في المحامد والكفي
جـذلٌ أمـال غصـون بانات النقا
مرحـاً وشـادبة القمـاري الهتف
دم سـالماً محمـود فـي تـاريخه
واللَــه راعـي شـملك المتـألف
نسيب بن حمود بن حسن بن يونس أرسلان.شاعر، من الكتاب المفكرين، من نوابغ الأمراء الأرسلانيين، ولد في بيروت، وتعلم بالشويفات، ثم بمدرسة الحكمة ببيروت، وأولع بشعر الجاهليين والمخضرمين، فحفظ كثيراً منه، وقال الشعر وهو في المدرسة، فنظم (واقعة سيف بن ذي يزن مع الحبشة) في رواية ذات فصول، وأتم دروسه في المدرسة السلطانية ببيروت. وعين مديراً لناحية الشويفات (بلبنان) فأقام نحو عشر سنوات، محمود السيرة، واستعفى، وسكن بيروت. ولما أعلن الدستور العثماني انتخب رئيساً لنادي جمعية الاتحاد والترقي في بيروت. ثم نقم على الاتحاديين لسوء سيرتهم مع العرب، فانفصل عنهم، وانضم إلى طلاب (اللامركزية) وأخذ ينشر آراءه في جريدة (المفيد) البيروتية، فكان لمقالاته فيها أثر كبير في الحركة العربية، ثم استمر مدة يلاحظ تحرير تلك الجريدة متطوعاً. كان مجلسه في مكتبها مجمع الكتاب والادباء وقادة الرأي. ولما نشبت الحرب العامة (سنة 1914م) انقطع عن أكثر الناس ولزم بيته. ثم انتقل إلى الشويفات (سنة 1915) وانصرف إلى استثمار مزارعه ومزارع شقيقيه شكيب وعادل، ولم يزل في انزوائه إلى أن توفي، وكان أديباً متمكناً، جزل الشعر، حلو المحاضرة، سريع الخاطر في نكتته وإنشائه، بعيداً عن حب الشهرة، يمضي مقالاته في المفيد باسم (عثماني حر).